شبكة ذي قار
عـاجـل










أطلق الشاه ( الثورة البيضاء ) برنامج الإصلاح الزراعي الرئيسي ومنح المرأة حق التصويت واُعتقل الخميني بعد ثلاثة أيام من اندلاع الاحتجاجات العنيفة التي أخمدها الجيش بسرعة وتكشف وثيقة أعلنت عنها وكالة المخابرات المركزية مؤخرًا أنّه في تشرين الثاني عام ١٩٦٣ أرسل الخميني رسالة دعم نادرة لإدارة كينيدي أثناء احتجازه قيد الإقامة الجبرية في طهران وكان ذلك بعد بضعة أيام من إعدام اثنين من المنظمين المزعومين للاحتجاجات رميًا بالرصاص وقبيل زيارة تاريخية للرئيس السوفيتي لإيران والتي أثارت مخاوف الإدارة الامريكية في حينه من ميل إيران نحو علاقة وديّة مع الاتحاد السوفياتي ، أراد الخميني أن يوضح أنه لا يوجد لديه أي خلاف مع أمريكا أوضح الخميني (( أنه لم يكن معارضًا للمصالح الأمريكية في إيران )) ، وفقًا لتحليل أجرته وكالة المخابرات المركزية عام ١٩٨٠ بعنوان ( الإسلام في إيران ) ، الذي تمّ نشر جزء منه في عام ٢٠٠٨ كما أخبر الخميني الولايات المتحدة أنَّ الوجود الأمريكي ضروري لمواجهة النفوذ السوفياتي والبريطاني لكنَّ برقية السفارة التي تحتوي على النص الكامل لرسالة الخميني بقيت طي الكتمان وليس من الواضح ما إذا قد قرأ الرئيس كينيدي هذه الرسالة أم لا ، لكن بعد أسبوعين تمّ اغتياله في ولاية تكساس وبعد مرور عام تمّ طرد الخميني من إيران ، ولذلك شنّ هجومًا جديدًا على الشاه وهذه المرة بسبب تمديد الحصانة القضائية للجنود الأمريكيين في إيران (( الرئيس الأميركي يعلم أنّه الشخص الأكثر كراهية بين أمتنا )) هكذا أعلن الخميني قبل وقت قصير من الذهاب إلى المنفى ، وبعد خمسة عشر عامًا ، استقر الخميني في باريس وكان زعيم الحركة التي ستلغي النظام الملكي في إيران وبالرغم من أنّه كان على وشك الفوز إلّا أنَّ الخميني كان بحاجة أمريكا ، ومن خلال هذا الايضاح وتسلسل الاحداث فان اللاعبون الرئيسيون في إيران هم {{ الخميني زعيم ديني عاش في المنفى في العراق وباريس لمطلع عام ١٩٧٩ ، و محمد بهشتي الرجل الثاني في القيادة بعد الخميني وهو رجل دين ترى أمريكا أنّه سياسي ويمكن ان يحقق أهدافه ، وإبراهيم يزدي طبيب إيراني - أمريكي عاش في هيوستن تكساس أصبح المتحدث باسم الخميني وأحد مستشاريه ، ومحمد رضا شاه بهلوي آخر ملوك إيران والمدعوم سابقًا من قِبل الاداراة الامريكية ولحين سقوطه ، وشابور بختيار آخر رئيس وزراء في عهد الشاه وإدارة كارتر وليام سوليفان سفير الولايات المتحدة في إيران سايروس فانس وزير الخارجية الأمريكي وارن زيمرمان المستشار السياسي في السفارة الأمريكية في فرنسا ، والذي عمل كرسول الولايات المتحدة للخميني روبرت هويسر - جنرال بالقوات الجوية الأمريكية - بعث به كارتر في مهمة سريّة إلى طهران في كانون الثاني عام ١٩٧٩ }} ، كان الخميني يحظى بزخم كبير لكنه كان يخشى بشدة التدخل الأمريكي في اللحظة الأخيرة ، وتكرار انقلاب عام ١٩٥٣عندما ساعدت وكالة الاستخبارات المركزية على عودة الشاه إلى السلطة ، أصبح الوضع متفجرًا بعد أن نشر رئيس وزراء الجديد شابور بختيار قوات ودبابات لإغلاق المطار وتعطيل عودة الخميني المقررة في أواخر كانون الثاني ١٩٧٩ ، بيد أنَّ إيران على شفا حرب أهلية حيث كانت فرق الحرس الإمبراطوري مستعدة للقتال حتى الموت من أجل ملكهم ، وكان أتباع الخميني مستعدين للكفاح المسلّح وحتى الموت ، خشي البيت الأبيض من اندلاع حرب أهلية إيرانية سيكون لها آثار كبيرة على المصالح الاستراتيجية الامريكية ومن بين الأمور التي كانت على المحك هي حياة الآلاف من المستشارين العسكريين الأمريكيين ، وأمن نظم الأسلحة الأمريكية المتطورة في إيران مثل طائرات F - ١٤ وتدفق النفط ومستقبل أهم مؤسسة في إيران الجيش ومع ذلك كان البيت الأبيض أقل انزعاجًا إزاء صعود الخميني وسقوط الشاه لكن الرئيس كارتر كان قد رفض سابقًا مقترحًا لعقد صفقة بين الخميني والجيش في ٩ تشرين الثاني عام ١٩٧٨ في برقية بعنوان ( التفكير فيما لا يمكن تصوّره ) حذّر سفير الولايات المتحدة في إيران وليام سوليفان من أنّه ستتم الإطاحة بالشاه ، وقال إنَّ واشنطن يجب أن تُخرج الشاه وكبار جنرالاته من إيران ، ومن ثمّ عقد صفقة بين صغار القادة والخميني تفاجأ الرئيس كارتر باقتراح سوليفان الجريء ، وتسبب في تأزم العلاقة بينهما ، ولكن بحلول أوائل كانون الثاني ١٩٧٩ رأى كارتر أنَّ رحيل الشاه كان ضروريًا لتهدئة المعارضة وسط تقارير عن وقوع انقلاب عسكري وشيك ، استدعى الرئيس كبار مستشاريه يوم ٣ كانون الثاني وبعد مناقشة قصيرة قرروا تشجيع الشاه على المغادرة لقضاء عطلة في ولاية كاليفورنيا وقال الرئيس (( عدم انحياز إيران ليس من الضروري اعتباره نكسة للولايات المتحدة )) ، في ذلك اليوم أرسل كارتر الجنرال روبرت هويسر نائب قائد القوات الأمريكية في أوروبا إلى طهران لإخبار جنرالات الشاه بالهدوء وعدم الانقلاب ضد رئيس الوزراء بختيار لكن بختيار لم يكن لديه أي دعم حقيقي بين المعارضة التي كانت تصفه بأنّه وكيل الشاه ، أشاد سوليفان بشجاعة بختيار في وجهه ولكن وراء ظهره أبلغ واشنطن أن الرجل كان - خياليًا - ، من النوع المغامر ولن يأخذ التعليمات من أمريكا ، رأت وزارة الخارجية الأمريكية حكومته بأنها (( ليست قابلة للحياة )) أيّده البيت الأبيض بقوة بشكل علني ولكنه بحث طرق الإطاحة به في انقلاب عسكري بشكل سريّ

يتبع بالحلقة الثالثة





الجمعة ١٥ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة