بمزيد من الحزن والأسى ينعى مكتب الثقافة والإعلام القومي رحيل المناضل الدكتور صلاح نوري السمرمد الذي وافاه الأجل أثر مرض عضال ألم به.

الفقيد رحمه الله تعالى من العشائر العربية الأصيلة في محافظة كربلاء المقدسة، وقد اكتسب منها جل القيم النبيلة والمثل العليا والتقاليد العربية الإسلامية الأصيلة.وكان نموذجاً للأخلاق الحميدة في تعامله مع كل من عمل أو تعامل معه في شتى المجالات.

لقد آمن الفقيد بالعروبة وبوحدة الأمة وحقها في الحياة الحرة الكريمة ودافع عن تلك المباديء طيلة حياته وفي كل المجالات التي ناضل فيها فساهم في خدمة بلده وشعبه على أكثر من صعيد.فقد مثل العراق خير تمثيل أثناء عمله سفيراً في إيران والفلبين، ولم يألُ جهداً إلا وبذله من أجل سمعة ورفعة وطنه وأمته.وعلى الصعيد الأكاديمي تفانى في خدمة طلابه كأستاذ جامعي مبدياً حرصاً على المستوى العلمي المقرون بأرقى مستويات الإيثار و العطاء.

وقد كان كل ذلك متواصل مع انطلاقة عطائه الأولى حين برز كأحد القادة الطلابيين المتميزين في كلية التربية – جامعة بغداد قبل ثورة ١٧تموز المجيدة

حيث عمل في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة العراق، ذلك التنظيم العريق المجاهد، وانتُخِب عبر مؤتمراته الى عضوية المكتب التنفيذي ومسؤولاً لفرع بغداد، اضافة الى تبوئه العديد من المواقع القيادية في الحركة الطلابية حيث ناضل من أجل التعبير عن تطلعات الجماهير وترسيخ بنية الاتحاد الوطني، فكان قائداً بارزاً على صعيد العراق وقد مثل طلبته خير تمثيل في العديد من المؤتمرات العربية والعالمية، حيث كان طلبة العراق بمختلف شرائحهم ومناطقهم وقومياتهم ومذاهبهم شعلة وطنية منيرة ومنبعاً للفكر الثوري وقوة دافعة لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب العملاقة.

وهكذا هم طلبة العراق دوما بطلائعهم الوطنية نموذجاً وعنواناً للثائرين ضد الظلم والطغيان والفساد كما هم اليوم ثوار تشرين الأبطال ممن يضحون بأرواحهم ودمائهم من أجل عز العراق، فأضحوا خير خلف لخير سلف.

رحم الله تعالى الأستاذ الدكتور أبا مؤيد الذي بفقدانه فقد العراق واحداً من أساتذته ومناضليه، وأحد أعمدة الوفاء والانتماء للعراق العظيم وشعبه الصامد الصابر المحتسب وامته العربية المجيدة.

ندعو الله تعالى له أن ينعم عليه ويسكنه فسيح جناته في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

وإنا لله وإنا اليه راجعون

٢ / ٢ / ٢٠٢١