شبكة ذي قار
عـاجـل










الحقيقة إيران هي الظالم والمستعبد الجديد الذي يقمع شـعوب الشـرق الأوسـط ، ويمزق المجتمعات المحلية من خلال ما يسمونه ( الثورة الإسلامية ) حقيقتها طائفية أصولية تم تصديرها منذ عام ١٩٧٩ بفضل أمريكا والغرب نجحت إيران بغض النظرعن أحلامها الإمبراطورية الفارسية الصفوية من إيجاد مواطئ القدم في عواصم عربية { بغداد – ودمشق - وصنعاء - وبيروت } ولن يتردد الملالي من قول ذلك ، قبل سنوات كتبتُ عن كيف كانت إيران بعبع الغرب التي يجري تشجعيها ودعمها لمواجهة الدول العربية المجاورة لترويعهم حتى يهرعوا إلى العم سام لزيادة مشتريات الأسلحة والاعتماد على الحماية السياسية والعسكرية الغربية وكانت إيران سعيدة لفعل ما يكفي لإثارة الفزع في نفوسهم دون التورط في الواقع ، في عام ٢٠١١ نجا السفير السعودي في أمريكا آنذاك ووزير الخارجية السابق عادل الجبير من محاولة اغتيال إيرانية على الأراضي الأمريكية ، وكانت معظم البلدان غاضبة من أنَّ مثل هذا الشيء قد يحدث على أراضيها ، خاصة القوة العظمى الوحيدة الحقيقية في العالم ولكن ليس أمريكا ، وبالتأكيد ليس بأي طريقة مجديّة ربما من خلال النظر إليها على أنها حالة - لا ضرر ولا مخالفة - كما يقول المختصون بالشأن الأمريكي الإيراني ، أصدرت أمريكا بعض البيانات الصارمة للإدانة ودعم حلفائها السعوديين ولكنها لم تفعل شيئًا بالأساس ، وكان هذا في تناقض صارخ مع رد فعل الامريكي في عام ١٩٩٣ عندما أطلقت ٢٣ صاروخ كروز لقصف بغداد ادعاءا" محاولة عراقية لاغتيال الرئيس السابق جورج بوش الأب ، والسؤال الذي اثير في حينه والان ويستمر طرحه لماذا تغطي أمريكا على طهران وتعاقب بغداد ؟ واستمرت المسرحية عندما كانت إيران خاضعة لعقوبات بسبب برنامجها الخاص بالأسلحة النووية في حين أنَّ الاقتصاد الإيراني يعاني بالفعل ، كان الشعب الإيراني هو الذي يتحمّل العبء الأكبر والحرس الثوري الإيراني الهيكل العسكري الموازي للجيش بل المتقدم في إيران مازال مستمرًا من العمل دون عائق باستخدام العمليات الأمامية في دولة الإمارات العربية المتحدة كونه المالك للشركات والمؤسسات التجارية التي تتعامل معها الامارات بالرغم من احتلال ايران الملالي للجزر العربية الثلاث التي احتلها نظام الشاه والتي تستخدمها ايران حاليا قواعد عسكرية بحرية متقدمة تهدد الامن القومي في الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية فضلًا عن استخدام حكومات الاحتلال العراقية التي هي نتاج العملية السياسية التي جاءت بها أمريكا بعد الغزو والاحتلال ٢٠٠٣ المستعبَدة الآن للملالي لتجاوز آثار العقوبات الامريكية الغربية وليتحول العراق الى رئة ايران الاقتصادية حيث تجاوز الميزان التجاري لصالح ايران الى اكثر من ٢٠ مليار دولار امريكي وكما قال سليماني عام ٢٠١٤ بحديث له في محافظة كرمان الإيرانية ان التخطيط ان يصل الى ٣٠ مليار دولار ، لم تكن هذه مجرد لعبة إيرانية ذكية خدعت الغرب فمن غير المحتمل أنَّ أمريكا لم تستطع ببساطة نشر قدراتها الكبيرة في الاستخبارات والحرب الاقتصادية للتأكد من أنَّ الجبهات الإيرانية في دبي لن تكون قادرة على العمل وأنّه لن يتم غسيل عائدات الذهب والأرباح عبر تركيا ولم تكن تركيا ولا دولة الإمارات العربية المتحدة قادرة على فعل أي شيء لوقف الانتهاك الايراني وكان اخرها الشاحنة التي ضبطتها الكمارك التركية والقادمة من ايران الى تركيا وهي تحمل أطنان من الذهب والحشيش ومن غير  المعقول أيضًا أنَّ أمريكا لم تكن على علم بأن إيران ستستخدم العراق لتجاوز العقوبات من خلال شراء الحكومة العراقية أو بيع كل ما تحتاجه ثمّ  نقله ببساطة عبر الحدود المشتركة بينهما بالرغم من كل شيء تمتلك أمريكا أكثر من عشر سنوات من الخبرة في حصار العراق نفسه داخل نظام عقوبات وحشي أودى بحياة أكثر من مليون مدني ، وبالعودة إلى ما يسمى محور المقاومة ، تجنب الإيرانيون أيضًا مضاعفات للإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تعرّض بلدان أخرى للقصف والغزو ، وفي مقابلة مع محطة تلفزيون قناة الميادين اللبنانية أكّد حسن نصر الله زعيم حزب الله ، أنَّ حزب الله يمتلك صواريخ إيرانية يصل مداها إلى ٢٠٠ كم ، وهذا يعني أن المنظمة قد تضرب أي مكان في (( إسرائيل )) وتعترف أمريكا بأن إيران كانت وما زالت تدعم نشاط جماعة إرهابية ، أتتذكرون عندما اُتهم العراق بذلك ؟ لقد طمست أمريكا وقصفت العراق بدون دلائل ماديه ، ولكن لم يكن بمقدورها فعل أي شيء إزاء التصريحات العلنية لوكيل إيران المعروف حسن نصر الله ، وقد تساءل الإعلامي الشهير فيصل القاسم كيف يمكن لبلد مثل إيران تطلق على عملياتها العسكرية - الرسول الأعظم - قبول أن تتلقى قواتها الموالية لها في العراق الدعم الجوي من - الشيطان الأكبر - ؟ يبدو أنَّ قدرات إيران في سرد القصص منقطعة النظير ، إنها ترسم الانقسام بين الإسلام والغرب والصراع المستعصي الذي يجب أن يحدث نتيجة لذلك ، ولكنها مستعدة أيضًا لقبول المساعدة والدعم والعون من الغرب ، سواء في الحرب بين إيران والعراق أو من خلال تجاهل الغرب كل شيء يقوم به الإيرانيون وقد كانت هذه هي السياسة العادية ومن ثمّ يجب على إيران أن تكون عملية وواقعية لتحقيق مصالحها الأسوأ من ذلك هو أنَّ الغرب يسمح لهذا أن يحدث ، ثمّ يتفاجأ ويغضب عند تعرضه لهجوم من قِبل الجماعات الإرهابية مثل ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) الذي لم يكن من المحتمل وجوده دون التدخل الطائفي الإيراني الذي وفر أرضية  خصبة مثالية لتفاقم التطرف وما كشف عنه من مذكرات وزيرة الخارجية الامريكية كلنتون لدليل قاطع على ذلك ، وهذا التواطؤ مع إيران لم يؤد فقط إلى نتائج عكسية على الأمن الغربي ولكن أيضًا في حياة المجتمعات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط التي كانت تتمزق بسبب ولع إيران بخلق المشاكل ليكون داعش هو الحل الوحيد لهذه المشكلة ، لقد حان الوقت ليتوقف الغرب عن التواطؤ مع إيران والتصرف بحسن نية عند التعامل مع العالم العربي والإسلامي حينها فقط يمكن للعالم أن يقضي بشكل جماعي على طاعون الإرهاب المتطرف والتعامل معه على نحو فعّال

يتبع بالحلقة الأخيرة






الاربعاء ٢٠ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / شبــاط / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة