شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل أن تمسكوا أقلامكم وتشحذوا هممكم وتحركون ذاكرتكم لنبش مواقع أحقادكم وضغائنكم ننصحكم بالنزول إلى شوارع العراق ورسم خارطة بسيطة لما كان عليه العراق قبل حرب خميني عليه ( ١٩٧٩ – ١٩٨٨ ) وأثناء تلكم الحرب الإجرامية النازية الصهيونية الطائفية وقبل تسليط ماكينة الخبث والعدوان لأطراف عربية قادت الحرب الاقتصادية على العراق وأوصلت المنطقة إلى مشكلة الكويت وتداعياتها وما حصل أثناءها وبعد ذلك تسليط حصار على شعب العراق لم ولن يشهد له التاريخ البشري مثيلاً وصولاً إلى إعلان ساعة الصفر في غزوه واحتلاله واسألوا ضمائركم ( الأكاديمية ) إن كانت لديكم ذرة من هذه الضمائر الأسئلة الآتية :

١ - هل إن ما جلبته جيوش الغزو التي جاءت للعراق لتسلطكم أنتم وأحزابكم على رقاب شعبه ومقدراته خدمة للكيان الصهيوني وللانتقام منه لانتصاره على خميني وتجريعه السموم التي أماتته وحولت مشروعه إلى سراب يسبح في بحر الدماء التي أراقها خميني، هل هذا العراق الذي أنتجتموه يقارن بما كان عليه العراق في زمن البعث ورجاله الذين عمروا البلاد وخدموا الشعب كما لم يحصل في كل تاريخه؟

٢ - أليس غزو بلد وتدميره وقتل الملايين من شعبه وتشريد وتهجير ملايين أخرى هي جريمة لا تقارن بما ستشحذون ذاكرتكم المعفنة لسرده مما تسمونه ( جرائم ) هي في حقيقتها إجراءات أمن لحماية البلاد والعباد من عبث وإرهاب وإجرام تشكيلات حزب الدعوة ومن تفرخ منه التي نظمت فيها إيران الفرس الذين استوطنوا العراق وحصلوا على الجنسية العراقية لغرض واحد هو تشكيل طابور خامس لخلخلة أمن البلد وصولاً إلى احتلاله؟

هل تقارن جريمة غزو العراق واحتلاله التي شاركت بها أحزابكم وميليشياتكم الفارسية مع ما تسمونه جريمة هي في الحقيقة إعدام قانوني لجواسيس إيرانيين كانوا يتآمرون على أمن العراق وسيادته؟

أين تنتصب مكاتبكم التي تداومون فيها وتجتمعون الآن؟ أليست هي في بنايات عملاقة شيدها البعث ورجاله ونظامه وشعبه؟ ويا ترى هل بينكم من لا زال يرتدي البدلات الشتوية والصيفية التي كان يصرفها لكم نظام البعث كل صيف وكل شتاء عندما ضرب الحصار عظام العراقيين وأنتم من كان يحث على إطالته بعد أن كنتم من بين أسباب تطبيقه؟

هل ستذكرون عدد العراقيين ( من كل محافظات العراق وبنسبة أعظم الجنوبية منها ) الذين أوفدهم نظام البعث على حساب الدولة ( البعثية ) وأكملوا دراساتهم العليا في أعظم وأهم جامعات العالم في المملكة المتحدة وأمريكا وألمانيا وفرنسا وكندا والاتحاد السوفيتي وغيرها، أم أن بعضكم سيتجاهل تلك الأرقام التي تقترب من المليون لأنه كان منهم وأكمل دراسته وتسلم كل مستحقاته قبل أن يغدر بالعراق الذي منحه الفرصة والمال ليصير حامل شهادة عليا في تخصص من التخصصات النادرة؟

ستتحدثون عن جريمة تأسيس مجلس البحث العلمي ومراكزه البحثية المتخصصة في أهم العلوم وأرقاها؟ أم ستجرمون مئات العلماء الباحثين في الزراعة والنفط والهندسة والفضاء والفلك وعلوم الحياة والطب والتاريخ والأدب والفقه والآداب واللغة؟ هل ستجدون عبارات مناسبة لإدانة جرائم البعث في إنشاء عشرات الآلاف من شركات الإنتاج والصناعة والتصنيع؟

ترى .. كيف ستتناولون برامج البحث الذري والنووي في زمن البعث وانتشارها على قطاعات الطب والصناعة والزراعة ومختلف الأغراض السلمية؟ بوسعكم طبعاً أن تشوهوا وتهمشوا بحوث الطاقة وبحوث التصنيع العسكري وتتهموا آلاف العلماء العراقيين بالعبث وخدمة ( الدكتاتور ) ، فهذا هو ديدنكم وهذا هو نهجكم وسماتكم وخصالكم.

نعم .. بوسع الدجل والنفاق والشعوذة وانعدام الأخلاق أن تجرم بناء عشرات الجامعات التي غطت كل مساحة العراق الجغرافية ومكملاتها من الكليات والمعاهد، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( جامعة ذي قار، جامعة المثنى، جامعة واسط، جامعة القادسية، جامعة الكوفة، جامعة بابل، جامعة كربلاء، جامعة الأنبار، جامعة تكريت ).

لا تنسوا أن تجرموا فتح الدراسات العليا في جميع الاختصاصات الطبية والهندسية والعلوم الصرفة والعلوم الإنسانية، وعليكم أن تضعوا كشفاً بأسماء خريجي هذه الدراسات وتحديد من يقوم ( الآن ) بالخدمة معكم في هذه الجامعات بما فيهم قادتها وقادة كلياتها ومعاهدها وفي وزارات ومؤسسات الدولة الأخرى، ولولاهم لما استمر التعليم العالي في العراق وخاصة تحت ممارسات فسادكم التي أزكمت أنوف العالم.

وفي ختام رسالتنا المقتضبة الموجزة المختصرة هذه نذكركم بأن تجرموا إصدار المجلات العلمية العراقية المعتمدة عالمياً في مختلف الاختصاصات في حقبة الحكم الوطني، وأن تدينوا المؤتمرات العلمية العالمية التي نظمها العراق البعثي أو شارك فيها، وننصحكم بتحقيق أحد اجتماعاتكم التي تؤلفون بها كتاب تجريم البعث في قصر المؤتمرات وفندق الرشيد والمنصور ميليا والشيراتون وفلسطين فهي شواخص بينة لجرائم نظام البعث وحزب البعث، فأنتم تعرفون الإنجاز جريمة والمُنْجِزُ مجرم.

ولعلكم ستعمدون إلى نوع من الموضوعية فتكتبوا صفحات عن الإرهاب الذي صنعته العملية السياسية التي تستلمون منها مرتباتكم وتمارسون في ظلالها صفقات الفساد، وستذكرون طائفيتكم وما عملته في العراق سنة ٢٠٠٦ وما قبلها وما بعدها وداعش التي خرجت من عباءات مجرمي حزب الدعوة ورديفاته العميلة الخائنة التي سعت بكل خبث الأفاعي والحرابي لتوقع العراق تحت الاحتلال الإيراني المجرم، ولعلكم ستعددون لقراء منهج جرائم البعث أنواع الفساد التي صنعتموها والمقدسات التي دنستم قدسيتها والأعراض التي هتكتم سترها.

وصدق من قال قولاً لم ينطبق يوماً على كلاب سلوقية إلا على من هو مثلكم وعلى شاكلتكم ( اللي اختشوا ماتوا ).





الجمعة ٣٠ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / شبــاط / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة