شبكة ذي قار
عـاجـل










- عندما تتغلب السياسة ومصالحها على القضاء ،
ماذا يعني ذلك سوى دفع الناس للقول : الف سلام على العدالة وتوجهوا ايها اللبنانيون بالرحمة من جديد على شهداء انفجار الرابع من آب
وقد عادوا يستشهدون مرتين.- وعندما يُدَاهَم مستودع ادوية وهو يخفي الدواء المدعوم عن المواطنين وبالجرم المشهود ،
فيجد من الوسائل الاعلامية المرئية من يستقبل اصحاب او ممثلي هذا المستودع وإظهارهم كالحملان الوديعة امام اللبنانيين المقهورين ،
فمعنى ذلك ان المطلوب لهذا البلد ان ينحدر نحو الجحيم الاخلاقي بسرعة الضوء الزمني الذي تحدث عنه اينشتاين ويعجز الكثير من الضاربين في العلم حتى الآن عن شرحه وفك معادلاته المعقدة،

- وعندما يتفاقم الانهيار الاقتصادي في البلد ويمعن التجار والمحتكرون في تجويع الناس وحجب المواد المدعومة عنهم سواء في بيعها الى الخارج او بالتخزين الخفي بغية الربح السريع الفاحش ،
فما ذلك سوى ترك اللبنانيين رهينة الخوف من المجاعة القادمة والنبش في كتب التراث عن تجارب الجوع ايام سفر برلك ودفعهم ّ للتدرُب على كيفية مواجهة الجوع بالطرق التي تقي من الموت جوعاً.

- يريدون اقناعنا ان جريمة مرفأ بيروت ستؤول الى النسيان مع مرور الوقت و ( التطويل ) المشبوه في التحقيقات ، وستندرج ضمن الادّعاء ضد مجهول ،بعدما صار من المستحيلات استدعاء ( المشبوهين ) الكبار ويكفي مبادلتهم بآخرين ( صغار ) عندما تدعو مصالحهم ، وربما ستُطوى الى الابد ،شأنها شأن جرائم اخرى متعددة دُفِنَت التحقيقات فيها يوم دُفِنَ ضحاياها.
- يريدون تحريرنا من هاجس الموت ،والموت لا يبارحنا اينما شطرت اعيننا في دواخل هذا الوطن وزواياه التي يعشعش فيها الفساد وكل ما له صلة بالباطل والحرام ولم تعد الخِشيَة كيف نموت، طالما سينتظرنا الموت غيظاً في نهاية المطاف ،حتى لو نجونا من الموت بالجوع او القتل او المرض الكورورني الذي يدّق اليوم ابواب كل بيتٍ ودار.

- في ايام الانهيار الاقتصادي والمالي كالتي يعيشها اللبنانيون اليوم ، يكون من اوليات مواجهة جشع التجار والمحتكرين اصدار قوانين صارمة وعقوبات حازمة ، لا تردع فحسب ،
وانما تجعل المخالف يتكبد ،وهو يدفع ثمن مخالفته ،اضعاف ما يجنيه من جشعه واحتكاره ، فالذي يتحكم بقوت الناس ويعرّض حياتهم للموت جوعاً، يستحق اغلظ العقوبات ايضاً بما في ذلك الاعدام ، ولمَ لا!

والعين بالعين والسن بالسن والبادئُ اظلَمْ. - امام كل ما تقدم ،لا بد من التأكيد على ما يلي :

اذا كان هناك من يريدنا ان نكفر بالوطن و ( ننحرف ) الى طروحاته المذهبية والطائفية والتي تم التعبير عنها ب ( فيدرالية الطوائف والكتل ) ، فإن ذلك لن يكون ،وسيُواجَه بنفس الاصرار الشعبي العابر للطوائف والمذاهب والمناطق الذي تحقق في السابع عشر من تشرين ،وشعبنا صار من الوعي والارادة ما يجعله ينبذ اصحاب هذه الطروحات وآجلاً او عاجلاً لا مكان لهم سوى في مزبلة التاريخ ومن يعِش يرَ.- اذا كان الهدف من سرق مدخراتنا وتجويعنا وإفقارنا هو دفعنا الى اليأس والإحباط فواهمُ جداً من يعتقد ذلك ،وقد تمرّس شعبنا على مواجهة مصاعب الحياة وتآخى مع الموت والعذاب مستنداً الى ذاكرة جماعية وتجارب مريرة عاشها منذ العام ١٩٧٥ وعاش وصمد وستتكسّر امام ارادة صموده كل ثقافة تدعو الى الموت لأن الحياة هي الاقوى.

- سيبقى الحب للوطن وللنسيج الوطني الواحد في قلب كل لبناني ولبنانية يتنفسون هواء الحرية والتمرُد ولا مناص لهم في ذلك مهما تخرّص اقزام السياسةوأرغوا وأزبدوا وهذه حقيقة لا ينكرها سوى اعداء الحياة ممن لا يعرفون العيش سوى في مجارير الطائفية وما يصدر عنهم ليس سوى افرازات هذا العيش !

- لن نعدم الامل بقضاءٍ نزيه وعادل حتى لو بقي قاضٍ وحيد أوحد يواجه الفساد ويلاحق الجريمة وقد اعلن ذوو شهداء جريمة المرفأ انهم لن يقتلوا ابناءهم مرتين مهما بدًلوا من قضاة وان كل مسؤول معني بهذه الجريمة سيكون موضع ملاحقة الشعب لحظة ادانته في القضاء.

- سيبقى الجيش اللبناني هو خيار اللبنانيين الوحيد باعتباره العمود الفقري لوحدة لبنان والمؤتمن على امنه واستقراره.
- وليعلم من يريد ان يعلم ان دماءنا ليست رخيصة وحياتنا عزيزةُ علينا كما هي كرامتنا ،
وصبرنا عليكم لم يعد طويلاً ،

فنحن دخلنا القرن الواحد والعشرين ونقلنا المدنية الى ارجاء المعمورة ،ومن المستحيل علينا ان نعيش في غابتكم التي فُرِضَت علينا.






الاحد ٢٨ شعبــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل الزعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة