شبكة ذي قار
عـاجـل










مما تقدم وكل شيء في العراق وسوريا واليمن ولبنان وتونس بفعل واتجاهات الغنوشي يشير أنها سائرة في هذا الإتجاه الطائفي الملعون وليس العكس كما يُروج بعض أهل الفكر وثقافة تخدير العقول ليس إلا ، بل أن الجزائر تخشى من تصعيد الأوضاع الأمنية في تونس وليبيا والمغرب والتي هي الاخرى غير المستقرة أصلا بعد المعلومات عن تهريب صواريخ تُحمل على الكتف من ليبيا الى داخل أراضي الجزائر من قبل جماعات إرهابية تدين بالولاء لافكار الاخوان والقريبة من المنهج الداعشي ، وهنا أود العودة الى الماضي القريب وخاصة ما يتعلق بالقضية المركزية فلسطين و مفاوضات اوسلوا وما قاله الأمريكان للمرحوم ياسر عرفات حينما رفض التوقيع على شروطهم (( إعلمْ أنك من منطقة قابلة لتعديل الحدود والبشر في اي وقت )) وفضلا عن ذلك أفادت دراسات صادرة عن مركز واشنطن لدراسات الشرق الادنى ، ومعهد الدراسات السياسية الاستراتيجية المتقدمة ومنذ زمن ، أن الكيان الصهيوني يريد حصار العراق وسورية من الشمال من خلال وجود عناصر مخابراته في تركيا والتجسس عليهما من خلال علاقاته مع الأكراد والحكومة التركية ، ويستطيع الكيان الصهيوني التحرك ضد ايران في حالة عدم التوافق المطلق من تركيا ، وكذلك ويفيد احد العاملين في مكتب رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي ان (( إسرائيل )) تدفع باتجاه قيام حرب أهلية في سوريا على الطريقة العراقية او اللبنانية ، وهذا الذي حصل من خلال التدخل الايراني وحزب الله اللبناني السافر في الشأن السوري من خلال انفتاح نظام بشار الأسد عليهما لضمان بقائه بالسلطة ، ولكن مصلحة الكيان الصهيوني تكمن في انهيار النظام السوري الحالي دون قيام نظام اخر في مكانه وهذا يؤكد وجود مشروع يتعمد إغراق سورية في الفوضى والإقتتال وليس غير ذلك وإخراجها كلية من معادلات المنطقة ليسترخي الصهاينة وتطمئن عيون قادتهم إذاً مخطط تفجير المنطقة بدء من العراق وهذا ما أوضحه النائب الأمريكي جيمس مورون بقوله (( ان اليهود الأمريكيين هم المسؤولين عن دفع أمريكا الى الحرب على العراق )) وهذا ماأكده بدوره المفكر الأمريكي كولينز بايبر بقوله (( ان الحرب التي شنتها أمريكا على العراق تندرج في مخطط اقامة {{ اسرائيل الكبرى }} وان اللوبي الصهويني في الإدارة الامريكية هو الذي كان يدفع بقوة واستماتة في اتجاه الحرب )) وهذا كله يصب في ذات المجرى الذي تحدث عنه الصهويني {{ الاسرائيلي الفرنسي }} برنار هنري ليفي في كتابه الحروب التي لا نحب الصادر في تشرين الثاني ٢٠١١ والتي تناول فيها الحرب الليبية والدور الذي لعبه الناتو وادواتهم فيها وما الت اليه ليبيا اليوم ، وقد عبر الجنرال احتياط عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية (( الإسرائيلية )) السابق في تصريح له عن شماتته وسروره بنفس الوقت عندما قال (( ان اسرائيل كانت مستعدة ان تدفع ثمناً غالياً يتمثل بالتنازل عن هضبة الجولان مقابل اخراج سورية من محور سوريا ـ ايران ( الراديكالي ) - حسب رؤيته وتصوراته - في حين ان ذلك من شأنه ان يحدث اليوم دون ان ندفع اي ثمن طبعا هو يراهن بذلك على وهن وضعف سورية مستقبلا ، ووعود بعض اطراف المعارضة السورية ان الدعوات الى اضعاف العرب وتقسيم المنطقة الى كانتونات عرقية ودينية وقبلية كانت دوماً موضع مخططات وتصورات استراتيجية لمعاهد البحوث الامريكية التي يسيطر عليها اللوبي الصهويني مثل - مؤسسة التراث ، والمعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة ، ومعهد أبحاث السياسة الخارجية ، ومعهد بروكنجز - هذا إضافة الى العشرات من معاهد الدراسات الأخرى مثل مركز فريمان للدراسات الاستراتيجية في تكساس ، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي ، ومعهد دراسات السياسة والاستراتيجية المتقدمة )) وهذه المعاهد طرحت دوماً اهمية الهمينة (( الاسرائيلية )) على المنطقة وايجاد نظام اقليمي شرق اوسطي بدلاً من النظام الاقليمي العربي وهذا مادعى اليه نائب رئيس شرطة دبي السابق ضاحي خلفان إلى التطبيع مع الكيان (( الإسرائيلي )) وضمه إلى جامعة الدول العربية وقال إن العواصم العربية كافة ستكون عواصم لـ" الإسرائيليين " على حد تعبيره ، ونتذكر طرح شيمون بيريز بعد مؤتمر مدريد للسلام عام ١٩٩١ عن قيام شرق اوسط كبير ينسجم مع هذه الرؤى والاستراتيجيات الصهوينة وهذا مارفعته ايضاً وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندوليزا رايس عندما تحدثت عن ولادة شرق أوسط جديد في بداية عدوان ٢٠٠٦ على لبنان واعادت الحديث عن نظرية الفوضى الخلاقة ، إذ ان هذه النظرية هي مشروع مطروح حتى قبل احتلال افغانستان وانهيار الاتحاد السوفيتي من قبل معاهد البحوث الامريكية ، ثم أعادت رايس اثارة هذا المشروع من جديد والسعي الى تحقيقه ، وربما ما تشهده المنطقة اليوم هو من أحد ثمرات جهودها الهدامة التفتيت الطائفي على مستوى المنطقة يحتاج بالضرورة الى طائفيين ، أو الى نوعيات تدعي الليبرالية والعلمانية ولكن لا تدري خطر ما تفعل ، أو أنها مخروقة بوسيلة أو بأخرى ، أو تحركها دوافع وأحقاد وكيديات خاصة فالقوى العلمانية واليسارية والقومية والليبرالية الحقيقية والمبدئية والصادقة مع ذاتها لا تؤدي هذا الغرض لأن تكوينها الفكري والثقافي والعقائدي لا يسمح لها بذلك ، ورد في ادبيات حزب البعث العربي الاشتراكي مانصه {{ تعرض وطننا العربي وما زال لمؤامرات صهيونية امبريالية أمريكية واسـتعمارية غربية هدفت وتهدف إلى تجزئته وإعادة رسـم خارطته عبر نشـر الفوضى التي تؤدي إلى اسـتنزاف طاقاته البشـرية والمادية لتسـهيل السـيطرة عليه والتحكم بمصير الأمة العربية وظهرت ابعاد هذه المؤامرة جلية واضحة في الأعوام الأخيرة وهذه الأيام ، مؤامرة كشـفتها وثيقة صهيونية نشـــرتها مجلة " كيفونيم " التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية في العام ١٩٨٢ م ، ومن خلال قراءة نصوص هذه الوثيقة نجد انها وضعت خطة عمل لما جرى ويجري ، في العديد من الأقطار العربية ، مثل الحرب العدوانية على العراق في شهر آذار من عام ٢٠٠٣ م والتي كان من أهم أهدافها تقسيم العراق أرضا وشعبا على أسس طائفية ومذهبية وعرقية ، مثلما تضمنت الوثيقة خطط تقسيم السودان وفصل جنوبه وشماله وهذا ما حصل في الأشهر الأخيرة ، هذا إضافة إلى مخططات أخرى وبشكل تفصيلي لتقسيم العديد من دول المغرب العربي وتقسيم لبنان إلى كانتونات طائفية وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن باعتباره الوطن البديل الذي يتم عبره حل المشكلة السكانية ولم تسلم مصر من المؤامرة حيث نصت الوثيقة على إقامة دولة مسيحية في سيناء أو صحراء سيوه ، وهذا ما تحدثت عنه حركة رند الأمريكية قبل أيام }}

يتبع بالحلقة الاخيرة





الاربعاء ١٦ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / نيســان / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة