شبكة ذي قار
عـاجـل










    

    

    

نعي المناضل الدكتور عبد الكاظم العبودي


    

ببالغ الحزن والاسى تلقت قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي نبأ انتقال الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي الى الرفيق الاعلى.

       

لقد قضى عالم الفيزياء النووية بجامعة وهران في الجزائر الشقيقة حياته الوطنية والاكاديمية لخدمة العراق والأمة العربية، حتى انتقلت روحه الطاهرة إلى بارئها في أحد مشافي الجزائر إثر مرض عضال، إلمَّ به.

       

اختار المناضل العبودي طريقه النضالي منذ شبابه ووضع كل طاقاته في خدمة مبادئه، وما ان شن الغادرون عدوانهم الثلاثيني على العراق عام ١٩٩١ حتى التحق بركب الوطن، وأعلن وقوفه مع شعبه ضد جريمة العدوان، كما كانت وقفاته المشهودة ضد الغزو الغاشم الذي تعرض له العراق عام ٢٠٠٣، وما نجم عنه من احتلال ظالم.

       

كما وقف المغفور له إلى جانب شباب العراق في سوح الاعتصامات التي شهدتها عدة محافظات عراقية عام ٢٠١٣، وانتُخِب على إثرها وبحضور ممثلي الاعتصام أميناً عاماً لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية التي تأسست في ذلك العام.

       

ونظراً لمواقفه الوطنية العروبية فقد انتُخِب أميناً عاماً للجبهة الوطنية العراقية عام ٢٠١٤.وما إن اندلعت ثورة تشرين المجيدة، حتى كان للدكتور العبودي دوراً ميدانياً مشهوداً في دعم الشباب الثائر وتنسيق عمله وتعزيز خطابه الوطني، وذلك من خلال عمله المتواصل مع شيوخ العشائر في منطقة الفرات الاوسط، حيث مسقط رأسه.

       

وقد امتد نشاطه الى الصعيد العربي والاوروبي، فقد كان عضواً في اللجنة الجزائرية لمساندة الشعبين العراقي والفلسطيني وعضو اللجنة الاستشاية لمحكمة بروكسل.كما أقام العديد من المعارض والفعاليات الثقافية للمبدعين العراقين والجزائريين لصالح ثوار العراق المحتل وعقد الامسيات الشعرية في الجامعات والمنتديات الجزائرية وبمشاركة كبريات الصحف الوطنية.

       

وبالاضافة الى عطائه النضالي فقد تميز عربياً ودولياً في المجال العلمي من خلال بحوثه حول قضايا التلوث الإشعاعي والنووي، وخاصة في قضايا التلوث البيئي باليورانيوم المنضّب في العراق وجرائم الابادة والحرب النووية، حيث ترأس العديد من فرق تقصي الحقائق الدولية حول الاوضاع البيئية والتلوث الإشعاعي والكيمياوي في العراق وعدد من الاقطار العربية.ويعتبر الدكتور العبودي من أوائل الباحثين في العالم الذين عملوا من خلال دراسات ميدانية، عبر ٢٥ سنة متواصلة، على رصد الواقع البيئي والصحي الناجم عن مخلفات التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية.

       

وإكراماً لخدماته الجليلة ومواقفه القومية تجاه كفاح شعبنا في الجزائر ضد المحتل الفرنسي، قدمت له الجزائر كل ما باستطاعتها تقديراً لخدماته الجليلة ودفاعه عن عروبة الجزائر مثلما ناضل من أجل عروبة العراق وحريته واستقلاله.

       

لقد جمع فقيد العراق الكبير بين العمل النضالي الصلب وبين العطاء العلمي الغزير فكان لعالم الفيزياء النووية المغفور له عبد الكاظم العبودي أكثر من ٤٤ كتاباً ومؤلفاً جامعياً في مجالات تخصصه، وقد لقي هذا الانتاج الثناء والتقدير فحصل على العديد من الجوائز والتكريمات ومنها الجائزة الاولى من المجلس الاعلى للغة العربية في الجزائر للعام ٢٠٠٠.

 
       

نم قرير العين يا أبا ظافر، فقد تركت أجيالاً وعلماً ينتفع به، وتركت سيرة وضاءة مشرقة، بعد أن وهبك الله تعالى أخلاق العلماء الذين يبذلون ولا ينتظرون جزاءً ولا شكورا، وكنت قنديلاً من قناديل العراق تنير الدرب حيثما حللت.ولهذا السفر الخالد فقد منَّ الله عليك بلقائه في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يرفرف على روحك الطاهرة علما العراق والجزائر اللذين أحببتهما وناضلت من أجلهما.

       

ان قيادة قطر العراق إذ تنعى مناضلاً وعالماً من علماء العراق والأمة العربية وكبار شخصياتها الوطنية تتضرع الى الله ان يحشره مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا.


    

قيادة قطر العراق

٥ / ٥ / ٢٠٢١م






الجمعة ٢٥ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة