شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ يوم ٩ - ٤ - ٢٠٠٣ وإلى يومنا هذا والعراق والعراقيون يعيشون أيامهم بانتظار الموت أو بانتظار القهر في المعتقلات والسجون والمهاجر، العراق والعراقيون من يوم دخل الغزاة وهم يدفعون ثمن بناء وازدهار بلدهم في حقبة الحكم الوطني وثمن التفافهم واسنادهم لقيادتهم وللإنجازات العظيمة التي تحققت في حياتهم وفي كل بقعة من وطنهم، يدفعون ثمن صمودهم وتحديهم لعدوان إيران وحربها الضروس لثمان سنوات، ولصمودهم في كل أنواع العدوان العسكري والاقتصادي التي تلت نصرهم على إيران في ٨ - ٨ - ١٩٨٨، ثمن احتوائهم البطولي لعدوان كوني سُمي بعاصفة الصحراء، وثمن صبرهم وجلدهم على حصار شامل ظالم لم يرَ العالم له مثيل تواصل لأربعة عشر سنة بعد صفحة الغدر والخيانة التي قبرها شعبنا تزامناً مع احتواء ذاك العدوان الغاشم الظالم، ويدفعون ثمن صمودهم بوجه الغزو ٢٠٠٣ ومقاومتهم له التي ما زالت متواصلة بكل أشكال المقاومة.

من عجائب ما جرى ويجري أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية وهي دولة علمانية امبريالية مادية لوطية مثلية لا دين لها ولا ثوابت أخلاقية بإنتاج دولة ( دينية طائفية ) يحكمها معممون وأحزاب دخلت مع الغزو من إيران ودول أخرى.

أياً كان غرض أميركا مما أقدمت عليه في العراق فهو العجب العجاب، لأنه لا يتفق مع دين أو مذهب أو شريعة سماء ولا أرض، والأمَر والأدهى أنه شكل ولا زال يشكل انتكاسة تاريخية عانت ولا زالت تعاني منها الولايات المتحدة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

ومن بين عجائب ما جرى ويجري عبر ١٨ سنة هو أن تتنافس الأحزاب التي سلطها الغزو على العراق في انتخابات فاسدة لا تنتمي إلى أي معيار من معايير الديمقراطية، وأن تكون إحدى الوسائل الدعائية لأحزاب وميليشيات المنتج الأمريكي الفارسي في العراق هو قتل العراقيين بالكواتم والقناصات وتفجير المفخخات ومدافع الهاون وبوسائل فساد إداري وأخلاقي ومالي لم يشهد لها بلد في الكون مثيل.

ومن العجب العجاب فيما عاناه العراق والعراقيون من عمليات الانتقام بالغزو وممارسات سلطة الغزو أن يسود فساد هو الأول من نوعه عالمياً فيقود العراقيين إلى البطالة والعطالة والفقر ومكبات القمامة والتسول، وبوسعنا أن نقول إن المنتج الأمريكي في العراق هو منتج مبتكر فعلاً في تكوينه الشمولي الفاسد الفاشل، ومع ذلك ظل العراق عراقاً إلى يومنا هذا مع تواصل عمليات هدم أسس الدولة والمجتمع للوصول إلى هدف الاحتلال الأخير وهو انهاء العراق كدولة مستقلة ذات سيادة وذات كيان واحد منذ الأزل.

ستة ملايين مُهجّر، أربعة ملايين نازح .. العراق هو البلد الأوحد في العالم الذي يتمكن من احتواء هكذا محن ومصائب .. فطوبى له من وطن عريق أصيل يحب الله، والله يحبه.
وما زال العراق وشعبه الأبي يقاوم، ونحن على يقين أن النصر حليف الوطن وأحراره الأبرار.




الجمعة ٢٥ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة