شبكة ذي قار
عـاجـل










الاخوة ممثلي فصائل الثورة الفلسطينية ،
الاخوة والرفاق ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والفعاليات النقابية والاجتماعية والمجلس البلدي رئسا، وأعضاء والهيئات الاختيارية ،
أيها الرفاق والرفيقات
،أيها الحضور الكريم.

نلتقي اليوم في مدينة طرابلس،هذه المدينة التي كانت المبادرة دوماً في تبني قضايا الامة وفي الطليعة منها قضية فلسطين ،
طرابلس هذه التي قدمت الشهداء في العرقوب و على ارض الجنوب اللبناني في مواجهة العدو الصهيوني ،طرابلس التي انطلق منها فوزي القاوقجي وانجبت عبدالمجيد الرافعي الذي كان يؤكد دائماً ان فلسطين ستبقى قبلتنا ،وفلسطين هذه، لن تقبل القسمة ،لانها واحدة بارضها وشعبها وهي عربية وستبقى عربية من النهر الى البحر.

واذ تحلُ عليها هذه الذكرى التي سميت بذكرى النكبة ويسميها العدو بذكرى الاستقلال، حولها الشعب الفلسطيني الى نكبةٍ على الوجود الصهيوني وتحولت بداية انبعاث ٍ متجدد لهذه الامة لاجل استعادة الحقوق الوطنية المغتصبة.

ان شعبنا المنتفض في الارض المحتلة في الضفة والقدس وغزة وكل فلسطين ، استطاع ان يثبت للعالم ان هذا الحق الثابت لا يمكن ان يسقط بالتقادم ولايمكن لقوى الشر والعدوان ان تسلب هذه الامة حقوقها ولا بد لهذا الشعب من استعادة حقوقه واستعادة ارضه ، 

ايها الاخوة والاخوات :
لقد انطلقت هذه الانتفاضة دفاعاً عن حي الشيخ جراح،وهذه ليست الانتفاضة الاولى وانما هي امتداد للانتفاضة التي سميت انتفاضة الحجارة ثم انتفاضة الاقصى عندما حاول شارون ان يقتحم حرم الاقصى فانتفض الشعب وانكفأ شارون وبقي الشعب في ارضه وبقي الاقصى.

واليوم عندما انتفض الشعب في الاقصى اعطى لهذه الانتفاضة بعدها الشامل ،بعدها الحقيقي بأن القدس تختصر قضية فلسطين ،وفلسطين تختصر قضية العروبة ،ولا وحدة فعلية دون تحرير فلسطين ،ولا تقدم للامة دون طرد المحتل الذي يمثل رأس الحربة في النظام الاستعماري الصهيوني ،

ايها الاخوة والاخوات :
عندما أُحرق المسجد الاقصى عام ٦٩ قالت غولدا مائير : لم انم تلك الليلة ،كنت اظن ان العرب سيأتون زاحفين ليقتحموا الحدود ، ولكن عندما استفاقت صباحاً ولم ترَ احداً، قالت لقد اطمئن قلبي والعرب يتلهون ببيانات الادانة والاستنكار ،غير ان هذه الصورة تغيرت اليوم ،اذ ما ان انتفض الاقصى وانتفضت معه عموم فلسطين ورُميت دولة العدو بالصليات النارية من غزة هاشم حتى اندفعت الجماهير الى الحدود ،

وهنا نقول ان المراهنة على الجيوش العربية لن تجدي نفعاً وقد قالها القائد المؤسس للبعث ميشال عفلق : الحكومات لن تحرر فلسطين لان بعضها مرتبط بالعدو بشكل مباشر او غير مباشر وبعضها اسير مصالحه ،ولذا فان فلسطين لن يحررها الا الكفاح الشعبي ،والكفاح الشعبي المسلح أرقاه.

لقد استولى العدو على الارض بالقوة وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة كما قال الرئيس جمال عبدالناصر ،والعدو لن يترك هذه الارض طوعاً وانما سيبقى الى ان لم يُطرد بالقوة ،
وبقوة المقاومة ،هذه المقاومة التي وُجدت لتبقى وقالها الشهيد ابو عمار عندما حاصروه : لن اخرج الا شهيداً شهيداً شهيداً.

نعم عندما نرتقي بتضحياتنا الى مستوى الشهادة، فهذايعني ان ارادة الجماهير ستنتصر.

نعم يستطيع العدو الصهيوني ان يجتاح ويدمر ولكن هل يستطيع ان يبقى في هذه الارض الملتهبة؟،يستطيع ان يدمر ابنية ولكن هل يستطيع ان يدمر ارادة الانسان؟ ،ارادة الشعب المتمسك بارضه ،المقاوم لكل اشكال الاستلاب الوطني والقومي والاجتماعي، و هذه هي صواريخ غزة ؛ماذا فعلت؟ ،لقد هزت وخلخلت البناء النفسي للصهاينة وقد رأيتموهم على شاشات التلفزة كيف يهرولون باحثين عن ملاذاتٍ امنة ،ورأيتم وكيف يزحف الشعب العربي من الاردن ولبنان ملامساً الحدود مع فلسطين.

ولذلك نقول ان فلسطين ستبقى درّةً لهذه الامة وستبقى قبلةً لكل المناضلين وستبقى تحرّك الرأي العام العالمي، وها قد رأيتم كيف بدأ الرأي العام الدولي يتحرك انتصاراً لقضية فلسطين وادانةً للعنصرية الصهيونية ،هذه الصهيونية التي وصفتها الامم المتحدة بانها شكل من اشكال العنصرية وهي تمارسها على الأرض."فإسرائيل" هي دولة ( ابارتايد ) وآن للعالم ان يعي هذه الحقيقة ودولة "إسرائيل" هي دولة قائمة بالاحتلال على كل ارض فلسطين، على القطاع والقدس وغزة والخليل والرملة وكل مساحة فلسطين التاريخية ،ولذلك نقول بان الانتفاضة استطاعت ان توحد الارض من خلال الموقف وهذه هي اهمية البعد النضالي للانتفاضة التي تُحاصرللأسف بالموقف الرسمي العربي ،هذا الموقف المتخاذل المتواطئ الذي باع القضية بثلاثين من الفضة ،ونقول لهؤلاء المطبعين انكم لا تمثلوا هذه الامة ،فالامة يمثلها الابطال المقاومون ،يمثلها الذين قالوا ان فلسطين تحتاج الى الحضن القومي الدافئ وهذه العبارة قالها الشهيد صدام حسين واردفها بأن فلسطين هي في قلوبنا وعيوننا اذا مااستدرنا الى أي من الجهات الأربع.

ايها الأخوة والاخوات
ان فلسطين بما هي قضية وطنية وقومية وانسانية قد بدأت تحرك الرأي العام العالمي وها هي صحيفة الغارديان تقول في الذكرى المئتين لتأسيسها والذكرى المئوية لوعد بلفور : لقد اخطأنا في التأييد لوعد بلفور ،

والرأي العام الدولي الذي يعبر عن موقفه بالتظاهرات في اميركا وأوروبا وأستراليا التي تدين العدوانية والعنصرية لدولة الاحتلال الصهيوني ،ما كان ليتحرك لو لم ينتفض هذا الشعب ويقاوم باللحم الحي هذه الماكينة العسكرية التي تقتل البشر وتدمر الحجر ،واننا نقول ان فلسطين من خلال انتفاضتها التي حركت المشاعر الإنسانية ، شكلت المرآة الكاشفة لكل المواقف، فهي كشفت من يقف مع فلسطين قلباً وقالباً ،من هو مع تحرير فلسطين فعلاً وقولاً ،ومن يعمل للاستثمار السياسي في قضيتها.في هذا اللقاء التضامني التفاعلي مع الانتفاضة، نقول ان فلسطين ليست قضيةً للبيع والمساومة ،وليست قضية للاستثمار السياسي من اية جهة دولية او اقليمية او حتى عربية رسمية متآمرة.ان قضية فلسطين هي قضية الامة ،هي قضية وحدتها وتحررها وتقدمها.

وعندما ننتصر لفلسطين وقدسها واقصاها وقيامتها،فانما ننتصر لانفسنا ولامتنا التواقة الى التحرر ،واذا كنا لا نستطيع ان نكون اليوم مع شعبنا داخل الارض المحتلة فموقفنا وحركتنااليوم ضد انظمة التطبيع يكمل المعركة مع انتفاضة شعبنا ،لان معركة التغيير ترتبط بمعركة التحرير وتتكامل معها ،ولذلك نقول لاهلنا في الارض المحتلة ان اصبروا وصابروا وما النصر الا صبر ساعة.ونوجه في هذه المناسبة ومن طرابلس الابية طرابلس العروبة الى اخوتنا في فلسطين : ان الأولوية هي لخطوات عملية لتوحيد الجهود في الصراع مع العدو وليس الصراع على السلطة وتوحيد المرجعية السياسية الوطنية في اطار منطمة التحرير بعد تفعيل مؤسساتها لاستيعاب المتغيرات الحاصلة ،وعندما تتحرر فلسطين فلنتصارع على السلطة وليحكم من يحكم ،نقول لاهلنا ان توحدوا على قاعدة الموقف المقاوم ، فالتسويات الاستسلامية وفقاً لمندرجات صفقة القرن والترتيبات الأمنية لن تعيد حقوقكم.لذا يجب العمل من اجل تعديل في ميزان القوى والمدخل الاساسي لذلك هو الوحدة الوطنية الفلسطينية على المستوى السياسي والمستوى العملاني ، لان قضية فلسطين التي سقط من اجلها الشهداء جديرة بان تصل الى نهاياتها السعيدة ،نهاية استعادة الحق الذي يعود لاهله وتعود فلسطين حرةً عربيةً من النهر الى البحر،ونقولها في هذه المناسبة، اننا لن نبكي على اطلال النكبة لان هؤلاء الذين يقاومون في حي الشيخ جراح في القدس، في نابلس، في غزة وعلى كل ارض فلسطين انما يرسمون مستقبلاً جديداً قوامه بعث الامة من خلال انتفاضة فلسطين وتصعيدها مهما كانت التضحيات.وليعلم الجميع ان "إسرائيل" هي دولة وظيفة وهذه الوظيفة يجب اسقاطها بالقوة وبالفعل المقاوم وتراكماته.ونقول لكل المقاومين والمنتفضين في فلسطين ان اصبروا وصابروا ورابطوا وان امتكم العربية بقواها الحرة والشريفة هي معكم بكل جوارحها وقلبها، وهي لن تبخل بالتضحيات من اجلكم وثقوا بان هذه الامة التي قاومت الاستعمار وانتصرت في المنازلات الكبرى ،ستنتصر في هذه المنازلة ويوم استرداد الحق في ارض الرباط لن يطول انتظاره وفجر فلسطين الحرة العربية سينبثق قريباً.فالقدس هي اليوم كل فلسطين ، واذا كانت فلسطين هي كل العرب فليكن كل العرب فلسطين.

الرحمة للشهداء ، والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والمعتقلين والخزي والعار للخونة والمتخاذلين والمتآمرين.
عشتم وعاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر.






الاثنين ٥ شــوال ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أيــار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة