شبكة ذي قار
عـاجـل










ممارسات عنصرية خطيرة
من خلال ماسلف يتضح لنا ان الامر الخطير في محاولات الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد اﻷقصى والمصلين العزل فى حرمه، القديمة منها والجديدة، هو انها تعبير عن مخططات صهيونية قديمة جديدة، واطماع مجموعة من المتطرفين اليهود، تتم بتنسيق مباشر، اوبغض الطرف، بل و بتقديم الحماية من حكومات الاحتلال الصهيونية المتعاقبة.ومن بين ابرز الاسباب في ذلك يرجع الى عدم وضع اليهود بكل اطيافهم السياسية من متدينين - وعلمانيين - يساريين - ويمينيين - اي اعتبار للدين الاسلامي الحنيف.فهم لا يعترفون به كدين توحيدي مكمل واخير لمسيرة الاديان السماوية المنزَلة من اجل عبادة الله الواحد تعالى.

وتطفو على السطح مظاهر صراع عقائدي في غاية الخطورة تظهر ملامحه بين الحين والاخر على شكل ممارسات صهيونية، تنم عن مفاهيم سوداوية، اقل ما يقال انها ذات افق ضيق، ولايتسع المجال لشرحها هنا.


وسوف يتم الاكتفاء بالاشارة الى ابرز التهديدات الموجهة إلى رموز دين الاسلام الحنيف في فلسطين العربية المحتلة وفي مقدمتها المسجد الاقصى والمتمثلة بالاضافة الى ماسلف ذكره في الحلقة السابقة، بظهور حركات يهودية متطرفة لها توجهات وايديلوجيات تحمل في طياتها افكاراً شاذة موجهة في مجملها تجاه المسجد اﻷقصى المبارك، الذي تشكل مكانته الراسخة جزء لايتجزأ من العقيدة الاسلامية السمحاء.

وتاخذ تلك الحركات اطراً وهياكل مختلفة مثل مدرسة دينية، وجمعية، وحركة اجتماعية وغيرها.وان اعضاءها هم عبارة عن عمال وفنيين ، واصحاب خبرة في تنفيذ جميع الاعمال اﻹنشائية، ولديهم خبرة هائلة في اعمال الحفر والهدم وإزالة الاتربة ، ولذلك فهم مهرة في انهاء الاعمال الانشائية بسرعة وتجهيز المواقع قبل ان تصدر ردة فعل من الحراس المعنيين ،الى جانب توفير حمايات لهم من قبل رجال الشرطة وحراس الحدود لسلطة الكيان الصهيوني المحتل.

اهداف ومصادر تمويل المتطرفين
تتركز اﻷهداف اﻷساسية لهؤﻷ المتطرفين، في المسجد الاقصى، والاحياء اﻹسلامية في البلدة القديمة، وعقبة الخالدية، وباب السلسلة، وحي الواد ، وفي جبل الزيتون، والطور.
اما تمويل تلك الحركات فيأتي من المساعدات الحكومية، وتبرعات من مجموعة يهودية، ومن جهات خارجية تتركز في الولايات المتحدة الامريكية.

مسميات ومهام الحركات المتطرفه

- حركة عطارات ليوشنا
من بين تلك الحركات الارهابية المتطرفة ( حركة عطارات ليوشنا ) التي تأسست بعد عام ١٩٦٧م، وهي تعني جمعية إعادة وتجديد الاستيطان في القدس القديمة.وحددت أهدافها في الاستيلاء على العقارات العربية وإسكانها عن طريق مؤسسات توراتية.


- جماعة ( توارة كوهانيم )

اماجماعة توارة كوهانيم، التي تعني من خلال المدلول اللغوي ﻹسمها، العودة إلى مدينة ( داود ) ، فيتركز نشاطها في سلوان، حيث استولت على العديد من المنازل عام ١٩٩١م ومازالت محاولاتها مستمرة بالاعتماد على منظمة صهيونية مقرها في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الامريكية.

- حركة امنا الهيكل

وتبقى هذه الحركة هي اﻷشهر من بين تلك الحركات العنصرية المتطرفة ، وهي تسعى الى تغيير الوضع في المسجد الاقصى المبارك، ومركزها في مدينة القدس، وتمول من جهات متطرفة في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الامريكية.ومن اهم اهدافها إعادة بناء مايسمى بالهيكل الثالث في موقع المسجد اﻷقصى.

- مدرسة ( شو فو نيم )

وتعني هذه التسمية ( عودو أيها الاوفياء ).وقد تأسست عام ١٩٨٢م وظهرت ﻷول مرة عندما قام عشرات الشباب اليهود بالاستيلاء على عدد من البيوت العربية الفلسطينية في عقبة الخالدية، واصبحت تلك البيوت مأوى المجرمين يقضون جزء من محكوميتهم فيها.واحد أبرز اهدافها الاساسية هي تخويف السكان العرب وإرهابهم من اجل ترك بيوتهم تمهيداً لتهويدها.

- مدرسة ( حول الجبل )

وهي مدرسة فكرية يهودية تلمودية، اسسها ودعمها أعضاء كبار من حركة كاخ المتطرفة، ومركزها حي الواد في البلدة القديمة.

ومن خلال رصد محاولات الاعتداء على المسجد الاقصى منذ بداية الاحتلال الصهيوني للقدس عام ١٩٦٧م يتبين إن تلك الحركات تقوم باعمال مبرمجة


من خلال متطرفين شغلهم الشاغل تنفيذ المحاولات المختلفة بشكل غير رسمي من الحكومة الصهيونية الى جانب الدعم المادي من المؤسسات
الصهيونية بالخارج، وتصدر تلك الاعمال على شكل موجات تتكثف في المناسبات الدينية اليهودية، كي تحظى بدعم الشارع اليهودي المتدين، وتهدف في النهاية إلى أن يرضى بها ويتعايش معها الجانب اﻹسلامي كأمر واقع.

الوظيفة الاعلامية لهذه الحركات

على صعيد الاعلام الموجه الى العالم فإن اعمالهم تعتبر رسالة مفادها أنهم يصرون على ان لهم حقا في هدم المسجد اﻷقصى من أجل بناء الهيكل المزعوم على انقاضه.وبالنسبة للتجاوزات على صعيد الموقع وفي محيطه والتي تتعاون على تنفيذها جميع الاجهزة الحكومية، وفي مقدمتها الحفريات التي تعد إحدى الاليات المستخدمة بكثافة وبتركيز لم يشهد له التاريخ مثيلا من قبل لتحقيق اهداف التهويد، ويتم تنفيذها في القدس بالتحديد في محيط المسجد اﻷقصى.وتتمثل الحفريات في هدم وازالة احياء بأكملها وهو ما حدث ويحدث مباشرة خلال أيام اﻷحداث الاولى من احتلال المدينة، ولا يزال العمل جاري بها حتى هذا اليوم.

التهويد القضائي

في محاولة منها لتهويد المسجد الاقصى، لعبت المحكمة الاولى الصهيونية، دوراً هاماً في تلك التجاوزات، حيث اتخذت منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي عدة قرارات بشأن النشاطات الجارية من قبل دائرة الاعراف الصهيونية.وقد حاولت من خلالها هذه المحكمة التاكيد بان القدس جزء من قرارات المحكمة، ومحاولة اثبات ان مسألة المسجد الاقصى خاضعة للقوانين والانظمة الصهيونية، وهو مايؤكد بالتالي هدفهم في اعتبار ان القدس هي جزء من دولة الاحتلال الصهيوني، وانها ( العاصمة الابدية لها ).



ولكن دائرة الاوقاف الاسلامية كان لها موقفها الواضح إزاء هذا الموضوع، حيث اكدت ان هذه المحكمة ليست صاحبة الاختصاص، ﻷن المفروض انها
تبت في امور ( اسرائيلية ).وبما ان القدس محتلة فإن قرار المحكمة لايسري عليها.كما تمسكت ادارة الاوقاف بالمبدأ الشرعي القائل بحقها هي فقط بالتحكيم في امور المسلمين لاسيما عندما يكون الامر متعلقا بالمسجد الاقصى.
مخاطر تهويد الأقصى

في دراسة قامت بها دائرة الاوقاف الاسلامية في فلسطين المحتلة، اتضح ان الحي الاسلامي في القدس مستهدف كمرحلة اولى تؤدي فيما بعد الى قطع الطريق المؤدية الى المسجد الاقصى، وانهاء علاقة المسلمين به تمهيداً للاستيلاء عليه، وان العقارات التي يتم الاستيلاء عليها تمثل قواعد الانطلاق ومواقع نشاطات عنصرية لمرحلة بناء مايسمى بالهيكل.

ومن خلال هذه الممارسات يتضح ان المسجد الاقصى مستهدف بشكل مركز، حيث أن عملية الحصار واقعة عليه في هذا الاتجاه، وعلى مستويات مختلفة اخرى.ويتضح ايضا أن التخطيط المتكامل والمتناسق بين جميع الاجهزة الرسمية الصهيونية والحركات المتطرفة، جارٍ على قدم وساق في محاولة لوضع اليد على اجزاء من المسجد، سواء كان ذلك فوق سطح الارض مثل ساحة المتحف الاسلامي ، اوتحت الارض مثل المصلى المرواني، او الاقصى القديم، او من خلال الانشاءات الجديدة.

كل ذلك يتم حتى اقامة بناء كبير بحجة حماية اﻷثار ولكنه في الواقع يهدف الى اقامته كموقع لاقامة العبادات والطقوس الدينية اليهودية، او من خلال أقامة العبادات والصلاة في اجزاء من المدرستين البكرية والعمرية.


وخلصت الدراسة بالتاكيد على انه وبرغم الحصار الشديد والشرس الذي يتعرض له المسجد الاقصى المبارك، وبرغم كل المؤامرات الصهيونية التي تحاك ضده، الا انه سيبقى بصمود ابناء شعبنا في فلسطين والتلاحم العربي

معهم من قبل ابناء الامة العربية في كل مكان، مسجداً مباركاً، له كل المعاني الراسخة التي تشكل جزء لا يتجزاء من العقيدة الاسلامية.

__________

المصادر :
١ - يحي محمد سيف ، من صفحات الجهاد والتهويد في فلسطين، كتاب تحت الطبع.
٢ - د، عاصم امين ، هكذا حاولوا احراق المسجد اﻷقصى، الصحوة، العدد ٢٤ ، اغسطس ٢٠٠٠م.
٣ - الاحتلال ( الاسرائيلي ) للقدس، صحيفة ( السفير ) الجزائرية ، ص ٩، العدد ٣٦ ، ١٣ - ٧ أوت، ٢٠٠١م
٤ - الاعتداءات على اﻷقصى تتواصل منذ عام ٦٧، النشرة السياسية الصادرة عن الوكالة اليمنية للانباء ( سبأ ) ، العدد ١٧٩٣٦٦.
٥ - مجلة فلسطين المسلمة، العدد ٣، مارس ١٩٩٩م.


- انتهى -






الثلاثاء ٦ شــوال ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أيــار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والاعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة