شبكة ذي قار
عـاجـل










سنة كاملة ونحن معتصمون ومتظاهرون وثائرون في ساحة التحرير، نسقنا مع جميع حراكات الساحة وتجاوزناه إلى ساحات وحراكات المحافظات، وقدنا تظاهرات وتصعيدات وواجهنا قوات الشغب بكل شجاعة، قدمنا أكثر من ٨٠٠ شهيد شاب عراقي وآلاف من الجرحى والمعوقين.

لم يجرؤ عادل عبد المهدي ولا الميليشيات ولا أحزاب السلطة الولائيين على اقتحام ساحة التحرير، ففعلها "المصلح" كذاب العصر والزمان "الكاظمي" التافه والمجرم الحقير الذي فاق بإجرامه وسفالته المجرم "نوري المالكي".

حدَّث الثوار في بغداد والمحافظات خططهم وبدأوا بتشكيل لجان ومجاميع لقيادة الثورة لأنها الحل المثالي لنجاح الثورة، لكن واجهتنا مشكلة المزاجيات والجهل والتخلف والولاء للأصنام وللأحزاب.

استمرت الحراكات باجتماعاتها ولقاءاتها ومداولتها من أجل ديمومة الثورة، واستغلت التظاهرات المطلبية وكذلك التصعيد المناطقي، لكنها لم تؤتِ أكلها مع النظام العميل والحكومة الباغية الطاغية.

لهذا قررت جميع الحراكات، الذهاب إلى بغداد يوم ٢٥ أيار باعتبار أن بغداد مركز حكومة الفساد واسقاطها من العاصمة هو الأنجح للثورة، وبشعار واحد هو اسقاط النظام، وكان الرهان كبيراً على نجاح الثوار في هذا اليوم، لكن حدث شرخ بين صفوف الثوار عندما قررت إحدى اللجان الحضور إلى ساحة النسور بدل ساحة التحرير، ما أدى إلى اضعاف التحشيد فيها.

وعلى الرغم من ذلك تمكنت الحشود الكبيرة التي حضرت إلى الساحة من السيطرة عليها وعلى كل مقترباتها، وحاولوا صعود جسر الجمهورية، لكن قوات الشغب سدت عليهم الجسر بأعداد كبيرة جداً، وكان بالإمكان استعادة كل شيء لولا غدر الأحزاب ودسها عناصرها التي ضربت الشغب بقناني الماء والحجارة بقصد استفزازهم، ونجحت بعد أن هجمت القوات الحكومية على المتظاهرين ومارست ضدهم القمع الدموي الذي أسفر عن استشهاد وجرح العشرات.

وللتغطية على الممارسات الإجرامية الحكومية ضد الثوار، ولامتصاص غضب الشارع وتوجيه الإعلام إلى موضوع آخر بعيداً عما حصل من قمع دموي، افتعلت الحكومة حادثة اعتقال أحد "قادة الحشد" من المتهمين بتنفيذ جرائم قتل وخطف وتهديد ضد الثوار، وما تبعها من أحداث بسيطرة قوات الحشد على المنطقة الخضراء.

السؤال الوجيه الآن، هو بعد كل الأحداث ومجرياتها، ومعرفة الشعب بشكل تام أنه لا نفع ولا أمل من هذا النظام في أي عملية إصلاح مستقبلية، إذن لابد من الثورة، والثورة مازالت الحكومة تغدر وتتدخل فيها لصالحها بواسطة عملائها المزروعين بحجة أنهم ثوار وقادة للثورة، وعلى مدى السنين السابقة وطيلة فترة ثورة تشرين منذ اندلاعها وإلى يومنا هذا تمكنت الثورة من العمل بسلمية تامة، وتحملت وصبرت على هذا النظام الفاسد المجرم، وقدمت الشهداء والجرحى والمعوقين، فبعد كل هذا هل ستستمر الثورة بنهجها السلمي أم تتخذ خطوات متقدمة ؟

والجواب واضح ولا يحتاج إلى تفكير، يجب على الثوار وضع خطط تسليح الثورة ومواجهة أي قمع دموي بالمثل ليكون رادعاً وإرهاباً لعدو الله، وستكون النتائج إيجابية بإذن الله تعالى بالنصر والتحرير.




الاثنين ١٩ شــوال ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أيــار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمود العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة