شبكة ذي قار
عـاجـل










لسنا أعداء للجغرافية ولا للتاريخ ولا للإنسانية، ولسنا طلاب عداوات مع شعب أو أمة أو بلد، كما أننا لم نكن يوماً عبر التاريخ طلاب حروب لا مع إيران كدولة وكشعوب ولا مع غيرها.
الجهة الوحيدة تاريخياً التي طالبنا ولا زلنا نطالب بمحاربتها هو استعمار بلادنا واحتلال أرضنا، فكان النظام الإيراني ( وليس إيران ) والنظام الصهيوني ( وليس اليهودية ) هي جهة الاستهداف لأن كليهما لا يحتلان أرضاً عربية ويستعمران شعباً عربياً فقط بل لأن كليهما مجبولان ككيانات سياسية على عداوة العرب، ويقاتلان تطلعاتنا في الوحدة والحرية والاستقلال والسيادة والتقدم، ويسعيان كوجود سرطاني وكمنهج إلى إبقاء العرب تحكمهم الأمية والجهل والفقر والبداوة السلبية.

نحن نعتبر أنفسنا أصدقاء مقربين للشعوب الإيرانية ولم نقاتلهم يوماً بهدف احتلال أرضهم أو سلب قدرات تلك الأرض وفتوحات الإسلام، ليست حروب بل ثورات حررت الفرس من كفرهم وشركهم بالله وضياعهم في متاهات ذلك الشرك بكل ما كان يجلبه من عار على إنسانيتهم.غير أننا واجهنا واستقبلنا أطماع أيران الأنظمة ( في عهد الشاه ومن بعده خميني ) والتي تجسدت بالعمل بكل السبل لإضعافنا واستعمارنا واحتلال أرضنا وتمييع هويتنا القومية وتخريب ديننا الحنيف.

أهداف الأنظمة الإيرانية في عهد الشاه وفي عهد الخمينية تلاقت بشكل مفضوح مع أهداف الماسونية والصهيونية ضد العرب، وأخذت مسالك ومناحي وسياسات تعتبر أخطر بكثير من مخاطر الصهيونية علينا :

أولاً : فالنظام الفارسي عمل على اختراقنا تحت ستار الشراكات الدينية والمذهبية.

ثانياً : عمل على الاستيطان في بلادنا عبر الحوزات والمرجعيات التي تظهر انتماءها للتشييع، وهي في حقيقتها ليس لها صلة حقيقية بالتشييع العربي ولا بمذهب الإمام جعفر الصادق عليه السلام.

ثالثاً : اتخذ من مراقد العرب المقدسة أوكاراً للنفاذ السياسي والاقتصادي وللثقافات الدخيلة على إرث العرب وإنسانيتهم وقيمهم وثوابتهم الأخلاقية.

إيران النظام وليس الشعب أو الدولة هو من فرض العداء منهجاً وسلوكاً لأنه ليس نظام دولة كغيره من أنظمة الدول، بل هو والماسونية اتجاهات كهنوتية قائمة على التوسع الجغرافي الاحتلالي لأرض الشعوب الأخرى وعلى فكرة التعالي والعنجهية والفوقية.هو نظام لا يؤمن بالتعايش مع الآخرين إلا إذا خضعوا لمناهجه ولا يؤمن بالتعاون إلا لتحقيق مصالح ذاتية له ولمنهجه المتغطرس العدواني.

نحن لا نعادي إيران وشعوبها، بل ندافع عن أرضنا وخياراتنا أمام نزعات العدوان والتوسع والضم التي جبل عليها نظام خميني وتمكن من تحقيق بعضها بعد أن توافق وتحالف مع الامبريالية والصهيونية على غزو العراق واسقاط نظامه الوطني.

كلمة أخيرة لأخوتنا العرب وللإنسانية في كل مكان : الشهيد صدام حسين كان رجل دولة إلى جانب كونه قائد حزب، وما كان يقوم به ويمارسه كان يسير بخطين، هما خط رجل الدولة المسؤول أمام شعبه والعالم والسياسة والدبلوماسية، وقائد الحزب المسؤول عن تطبيق عقيدة الحزب وبرامجه.بعد اغتياله واحتلال وطننا صرنا حزباً وحركة شعب تكافح من أجل الاستقلال من الاحتلال الإيراني، وهذا وضع لا يقاس عليه ما كنا عليه قبل ٢٠٠٣.

نحن ننتظر من القوى السياسية الوطنية والقومية والإسلامية أن تقول لنظام خميني ارجع إلى حدودك لا أن تنافقه لأي سبب كان.
نحن حزب أخلاقي لا نبرر الوسيلة بالغاية أبداً أبداً، بل نريد للوسيلة وللغاية أن تتطابقان لخدمة الوطن والأمة.




الاثنين ١٩ شــوال ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أيــار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة