شبكة ذي قار
عـاجـل










الأصل هو - جدلية العلاقة بين الأمة والحزب والمناضل الفرد ومما يميز نظرية البعث العربي أنها لم تفرق بين الفكرة والأسلوب - كما يقول رحمه الله عام ١٩٤٥ وبين الغاية والوسيلة فالفكرة والغايات عامة مشاعة يستطيع أي فرد وأي حزب أن يدعيها ، ولكن الضامن الوحيد لهذا الادعاء هو أن تكون الوسائل والأساليب مشتقة من صلب الفكرة مع الغاية أنظر عفلق ج ٤ ص ٢٧ ، ويقول أيضا" - أن الحزب الذي تناديه الأمة العربية من أعماقها والذي تدعوه الأمجاد العربية من ماضي التاريخ العربي السحيق هو الحزب الذي يجعل الأمة غاية له لا الدولة - في سبيل البعث ج ١ ص ٦٨ - ، وترجم المؤسس مفهومه لهذه الحركة التاريخية الطليعية حينما أسـس في عام ١٩٤١ ( حركة نصرة العراق ) التي نظمت تظاهرة طلابية في اكبر ثانوية في دمشـق مدرسة التجهيز الأولى وذلك لدعم وإسناد ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق عام ١٩٤١ ، ثم تتبلور لديه فكرة التنظيم القومي الأعم وكانت النواة الأولى في أوائل عام ١٩٤٠ أسست باسم حركة الإحياء العربي التي أصدرت عدة بيانات سياسية وصدر بيانها الأول في ١٩٤١ وتعبر عن مواقفها السياسية من قضايا الأمة ثم تحولت الى اسم ( حركة البعث العربي ) في عام ١٩٤٣ وظهر شعاره ( أمة عربية واحد ة .. ذات رسالة خالدة ) وفي عام ١٩٤٥ شكلت حركة البعث فرق الجهاد الوطني لمقامة العدوان الفرنسي على دمشق ، وفي العام التالي ١٩٤٦ أصدر المرحوم المؤسس مع رفيقه المرحوم صلاح الدين البيطار صحيفة ( البعث ) وفي عام ١٩٤٧ انعقد المؤتمر التأسيسي للفترة ٤ – ٧ نيسان ليظهر الى الوجود حزب البعث العربي ويتم انتخاب المرحوم القائد المؤسس عميداً له ، ومن أولى الثوابت التي اكد عليها الحزب في مؤتمره التأسيسي وما بعده من بيانات او احاديث او خطب عميد الحزب او قيادته أن البعث هو استجابة لحاجات الامة في صراعها من اجل الحياة وعليه فانه اقوى من كل النظم والقوانين التي افرزتها ظروف ما بعد الحرب العالمية الأولى وتجزئة الوطن العربي الى دول خاضعة لإرادة دول الاستعمار ، ومن اجل تحقيق الغاية القومية والاهداف التي تلبي حاجات الامة وجماهيرها كان الحزب يؤكد على مهمة العمل الحزبي وشروطه ويرى أن مهمة العمل الحزبي هي أن يهيء بصمت وصبر واستمرار لتلك الأيام النادرة التي تتاح للأمة لكي تؤدي فيها امتحاناً ، ولكي تظهر فيها ما اختزنته في أيامها العادية بفضل صبرها ونشاطها وتجرده ، ولهذا السبب عد القائد المؤسس رحمه الله أن الحزب (( هو ملك للأمة العربية وللمستقبل العربي وليس ملكا لفرد أو أفراد ولا حتى ملكا لأعضائه المنتمين اليه ذلك لأننا نعرف بأن الأمة هي الخالدة ، وبأن جيلا يعمل ويمضي ويأتي بعده جيل ، وأجيال ، وأن علينا أن نوفي قسطا من هذا الطريق وأن الأجيال ألعربية تحتاج الى عشرات السنين حتى تلحق بفكرتها ، ولأن هدف البعث هو توحيد الشخصية العربية قبل توحيد الأمة العربية )) - في سبيل البعث ج ٤ ص ٣٦٩ - لذلك يرى المؤسس رحمه الله أن العمل الحزبي المنظم هو المجال المناسب لخلق الانسان العربي الجديد ولذلك يقول (( في حزبنا لا ترد المحاذير التي ترد في الأحزاب الشيوعية إذا نحن بقينا أمناء لمنطلقاتنا .. فالتربية لا يدخلها الاصطناع وقولبة الشخصية بحيث يفقدها الحرية والابداع ، ولكنه ينقذها من التسيب والميوعة والضياع والفردية التي تشل الحرية الغربية )) لان فكرة البعث هي نتاج الحاجة العربية ورد على الواقع الذي اريد للوطن العربي ، وأن أهم مقياس للنجاح في نظرة حزبنا هو ألرجوع الى الجماهير الأداة والوسيلة لتحقيق الأهداف ، ويلزم الحزب الرجوع الى جماهير شعبنا العربي بين الحين والآخر لان الحزب بقواعده وقياداته يعيش مع الجماهير وضمنها ومن داخلها ويتعاون معها ولكن بين الحين والآخر أن نوقظ حس النقد والمراقبة فيها لتتحقق المراقبة الشعبية الواعية المؤمنة ولنرى الى أي حد هي راضية ؟ ، وبهذا المفهوم تطرق الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله الى مفهوم - النزغ الصاعد والنزغ النازل - والى أي حد متفاعلة قلبا وقالبا مع مسيرة الحزب ؟ والى أي حد تقدم وعيها ؟ والى أي حد نمت كفاءتها نتيجة الممارسة والمشاركة ؟ وهل تتلقى الخدمات من الثورة وتشكر ؟ ، أم أنها تشارك في صنع الخدمات وهذا الإنتاج وهذا التقدم وهل تشعر بأن الحزب شيء أعلى منها يعطيها ؟ ، أم تشعر بأنها هي الحزب ؟ وبأنها لا تأخذ من أحد وإنما هي تنتج ، وهي تعطي للأمة الامل ، ومن هنا يمكننا القول بان الجماهير التي نراها بعثية وان لم تنتمي

يتبع بالحلقة الخامسة





الجمعة ١٥ ذو القعــدة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / حـزيران / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة