شبكة ذي قار
عـاجـل










ان ماحدث في استعراض المليشيات وتحت اسم الحشد الشعبي والهتافات الخيانية التي تخللته تؤكد بان هؤلاء لاينتمون الى ارض العراق الطاهرة ولاينتمون الى العشائر العربية الاصيلة في العراق ، انهم حفنة عملاء بلا كرامة وبلا قيم وبلا شرف.كنا قد راينا مسح احذية الفرس القادمين لزيارة احفاد المصطفى وقلنا انهم حفنة من صغار النفوس مدفوع لهم ثمن ، وانها ظاهرة عابر ستنتهي ، لكن تكرار مثل هذه العبودية والتبعية بالهتافات للعجم فهي من الامور التي لايمكن السكوت عليها لانها توجه اهانة لكل عراقي يعتز بنفسه وعائلته وبلده.

والغريب ان هذه الهتافات الذليلة والخانعة كانت على عينك يا تاجر كما يقولون وعلى مرأى ومسمع رئيس الحكومة وافراد حكومته الذين عليهم ان يخجلوا من انفسهم ومن رتبهم وهم يسمعون هذه الهتافات الخيانية ولايحركون ساكننا ، لكن يبدو انه حتى ابو رغال والعلقمي كانوا اهون من هؤلاء لان خيانتهم تمت من خلف الكواليس.

يحكى ان نساء عربيات من عشائر الجنوب المحاذي للحدود الايرانية ، كنّ يغسلن الصحون على ضفة النهر فمر بهن رجلان ، فقالت احداهن لصاحبتها ، احتشمي رجال ينظرون الينا ، فاجابت الثانية ( ذولا عجم ) ، فاذا كانت النساء في الجنوب ينظرن اليهم هكذا ، فكيف تهتفون باسماء قادة العجم يا اوباش ؟

البعض من العجم ينتمون الى العشائر العربية للحماية ، ولغرض تمييزهم عن العشائر الاصلية يسمونهم ( دسابلة ) ، والدسبولي تعد شتيمة ، من هنا اقول لمن هتف لخمنئي وسليماني ، انك حقيقة دسبولي.

السؤال الذي يطرح نفسه الان : هل سيكون استعراض الحشد التابع لايران الاخير ، والذي جرى في اطلال معسكر اشرف الذي كان يحتضن منظمة مجاهدي خلق الايرانية في محافظة ديالى قبل العام ٢٠٠٣ ، هل سيكون كما كانت وليمة الشاه رضا بهلوي الاستعراضية الاخيرة؟

لقد وقف محمد رضا بهلوي بزيّه الإمبراطوري ونياشينه وتاجه المرصّع أمام القبر الكبير بخشوعٍ، قائلاً : ( كوروش، أيها الملك العظيم، يا ملك الملوك، يا بطل تاريخ إيران والعالم .. أُقدّمُ لك أنا شاهنشاه إيران، منّي ومن شعبي، التحية والإجلال.فلترقد مطمئنّاً ولتنَم هانئاً، فعَلمُ إيران المظفّر يخفقُ اليومَ عالياً كما كان في عهدكم.نحن مستيقظون وسنبقى مستيقظين ).

استعرض "الإمبراطور" بعدها حرس الشرف المكوّن من ألف وسبعمئة جندي على الخيول والجمال، وهم يرتدون لباس الجيش الفارسي القديم، أراد الشاه حفلاً لا نظير له من قبل ولا من بعد.كيف لا، وهي الذكرى الأعز على قلبه.وهل هناك ما يفوق ذكرى ٢٥٠٠ سنة على تأسيس الإمبراطورية الفارسية التي يعد نفسه وريثها؟.

و بالعودة الى استعراض الشاه الفخم ذاك، يتبين لنا ان النظام الشاهنشاهي كله كان عبارة عن فقاعة وعنجهية فارسية فارغة ، وبانه ليس حتى نمر من ورق ، بل هو كلب حراسة تنخر جسده الامراض المستعصية ، وشرطي عينته الامبريالية العالمية ( الاستعمار القديم ) ، في منطقة الخليج العربي لتهديد اقطاره العربية واستنزافها، وبانه ورق للاستخدام مرة واحدة ، فبعد الاستعراض المشار اليه اعلاه ، تم اتخاذ القرار في الحكومة العالمية العميقة بتغيير الاستراتيجية الى اخرى جديدة مما اقتضى التخلص منه ، ولانه كان دكتاتورا فقد ناضلت الشعوب الايرانية لسنين طويلة ضده وخرجت بثورة عارمة بقيادة كاظم شريعة مداري وعلي الخاقاني في الاحواز المحتلة وقوى وطنية اخرى وقدمت تضحيات كبيرة ، الا ان الامبريالية العالمية سرقت الثورة رتكبة موجة الجماهير الثائرة واذا بخميني يهبط على ايران قادما من فرنسا !!!!وفي طائرة فرنسية لتبدأ مرحلة جديدة من العداء الفارسي للامة العربية ولكن بغطاء عقائدي هذه المرة.

لقد بدأ العملُ مبكراً استعداداً للذكرى السابعة لتاسيس الحشد التابع لايران ، وهنا نقول التابع لايران لعدم اشتراك كل فصائل الحشد الاخرى فيه ، ونقول تابع لايران لان الاسلحة والمعدات التي استعرض بها هؤلاء كان معظمها قادماً من ايران ولم يكن قد استخدم من قبل في اي معركة ، وقد رصدت له ميزانيّةٍ مفتوحة لا تحسب حساباً لحجم الإنفاق ، لكي يكون حفلاً يُرضي الخمنئي ، ولمناسبة الانتخابات المزورة التي جاءت بابراهيم رئيسي ، ولكي يستخدم هذا الاستعراض كورقة في مباحثات فينا حول تخصيب اليورانيوم وسعي ايران لامتلاك القنبلة النووية المزعومة والاسلحة البالستية.

ولم يكن الامر سهلا لان الاستعراض واجه المشاكل التالي :

١ - المشكلة الأولى التي واجهت عبيد ايران كانت المكان.فكانوا قد قرروا أن يكون الاحتفال في بغداد عاصمة بني العباس ، والمكان بالنسبة اليهم يحمل دلالات ورسائل من اهمها هو الثأر لسحق البرامكة على يد الخليفة هارون الرشيد رحمة الله عليه ، الا ان ذلك لم يتم بفعل الفيتو الامريكي على المكان.

٢ - المشكلة الثانية هي انسحاب حشد المرجعية وسرايا مقتدى الصدر بفعل اوامر السفير البريطاني ، الامر الذي جعل هادي العامر يستجدي مقتدى لتحضر مليشياته الاستعراض ، وجرى ذلك باتصال تلفوني مسرب.

٣ - المشكلة الثالثة هي حضور مصطفى الكاظمي واعضاء حكومته هذا الاستعراض باوامر امريكية ، ومن يراقب الكاظمي واعضاء حكومته يرى ان وجوههم كانت شاحبة وان معالم شعورهم بالحرج واضحة جلية.

لقد اسقط في يد ايران وذيولها في هذا الاستعراض ، لذا لجأ البعض من الكراديس الى الهتاف باسم خمنئي وسليماني والمهندس ، اما هتاف الشروكية والغربية المقحم اقحاماً ، فكان سخيفاً الى درجة لايستحق حتى التعليق عليه، ورغم انه كان بلهجة جنوبية ، وانا من الجنوب ، الا اني لم افهم مالذي كانوا يريدون من وراء هذا الهتاف السمج.!!

نعود الى ماحصل بعد وليمة الشاه واستعراضه الفخم ، لنقول ان ماسيحدث للحشد الولائي سيكون مشابه لما حدث لشاه ايران ، فقد بدأ الغيث الامريكي في قصف مواقع الحشد على الحدود السورية قبل ايام ، وتحديد بنك من المواقع التي وضعت على قائمة الجيش الامريكي وقد يكون البريطاني معه ، واستنادا الى معلومات دقيقة ، وقد صدر الامر هذه المرة من بايدين وبتفويض من الكونكرس ، قد يكون هذا القصف هو للضغط على ايران بالمفاوضات ، نعم هذا ممكن ، لكني ارى بان الامر مختلف هذه المرة والمثل العراقي يقول ( جنت على نفسها براقش ) ، فذيول ايران الحشدين قد اعطوا المبرر لامريكا والعالم وماتبقى من شرفاء العراق في الاجهزة العراقية المختصة وثوار تشرين الشباب ، ليستعدوا لانهاء مهزلة الحشد ، الذي استعرض بهذا الشكل وهتف للقيادة الاجنبية الايرانية وهتف هتافات طائفية.

علماً بان هناك تسريبات تقول ان ايران قد باعت وتخلت عن الحشد لتنقذ نفسها وتحمي مصالحها القومية.
وهذا هو مصير الذيول والعملاء دائماً.






الخميس ٢١ ذو القعــدة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة