شبكة ذي قار
عـاجـل










من المتعارف عليه ان اهم ما يجب ان يتحلى به الصحفي او الكاتب او المؤرخ هو الحيادية وتحري المصادر الموثوقة واعتماد الاسلوب العلمي السليم في تناول مكونات مايراد الكتابة عنه.تلك عوامل لابد من توفرها للحفاض على مصداقية الكاتب وعدم التأثير السلبي في عقلية المتلقي والحرص على صيانة العلاقة معه وفي حالة عدم مراعات تلك الضوابط فأن الكاتب يسيء بالدرجة الاولى الى نفسه والى علاقته بقرائه وسيسقط في نظرهم ان اكتشفوا زيف ما ادعى قبل ان يسيء الى من يكتب عنهم لان القاريء الواعي سيكتشف وبسهولة تلك الهفوات التي وقع او اوقع فيها الكاتب نفسه اذ قلما يوجد هناك قاريء مغمض العينين لان من يقرأ يسعى للاستزادة من المعارف او الحقائق وسوف لن يترك نفسه اسير الكاتب فهو سيسعى الى البحث عن الحقيقة ومدى مطابقتها لما ذهب اليه الكاتب.وعليه فعلى الكاتب ان لم يكن قاصدا التزوير عن عمد الاساءة الى من يتناولهم في كتاباته عن طريق لي الحقائق ان يكون مدركا لخطورة الطريق الذي يسلكه في الكتابة.ومما يؤسف له اننا نصادف احيانا اشخاصا كنا نظن فيهم خيرا خارج هذا السياق الذي سقته في اعلاه فصاروا يكتبون وكأنهم لم يكونوا حاضرين تلك المرحلة التي يكتبون عن شخوصها بدوافع بتنا نشك معها في نواياهم وهم يجافون الحقيقة التي يعرفونها حق المعرفة وذلك اما عن طريق ابتداع قصص او نقلها عن شخوص بعد رحيلها او اعتماد مايشاع عن قصد يجافي الحقيقة وقد نبهت شخصيا البعض منهم حول هذا السلوك ودحضت ما جاء به على نفس الصفحة التي ينشر فيها ولكن اتضح لي بما لايرقى اليه الشك ان هذا الشخص يكتب ولايقرأ ما يرد اليه من نقد ومع الاسف فأنه بهذا يسيء الى تلك الصورة التي كوناها عنه ولاتفسير لدي لما يقوم به اما انه اصبح كاتبا مأجورا او انه يقصد الاساءة عن عمد ولا اظن ان استقاءه للمعلومات التي يتناولها في روايته للاحداث كان عن جهل.

بالامس القريب خرجت علينا الكاتبة انعام كجه جي ومن على صحيفة الشرق الاوسط بفرية جديدة من خلال استغلالها لرحيل الشاعرة العراقية لميعة عباس عماره تسيء فيها الى الشهيد صدام حسين رحمه الله وتدعي فيها ان الرئيس صدام كان يحث الشاعره لميعة عند مقابلته لهاعلى كتابة قصائد مديح له وفي هذا الادعاء انما تجافي السيدة انعام الحقيقة التي سؤردها بعد قليل نقلا عن من كان مطلعا على تلك المقابلة يدحض كل ما ذهبت اليه الكاتبة من ادعاءات عارية عن الصحة.وقبل كل ذلك اود ان اخبر الكاتبة ومن يعتقد في مصداقية كتاباتها ان الرئيس صدام حسين اكبر من ان يستجدي المدح من اي كان لان خصاله وافعاله تحمل الاخرين على امتداحه ومن يمدحه بماليس فيه انما هو منافق وعليه فان الرئيس صدام لايسعى الى مادحيه او الى مديحهم انما هم يسعون اليه لانه يستحقه.بالمناسبة ان هذه ليست المرة الاولى التي تجافي فيها الكاتبة الحقيقة فقد سبق وان رددت عليها وعلى نفس الصحيفة التي تنشر فيها حول موضوع سابق يخص المرحوم الرئيس عبد الرحمن عارف.

ولتبيان خطأ ما ذهبت اليه الكاتبة اسرد الحقائق التالية :

اولا : بخصوص ما اوردته الكاتبة وهذا نصه :
( استدعاها صدام حسين وتقصد هنا الشاعرة لميعة وسألها : لماذا لا تكتبين؟ كان يقصد لماذا لا تمدحين.تخلصت من الموقف بذكاء واستعارت عبارة للخليل بن أحمد الفراهيدي : «الشعر يأباني جيّده».سكتَ وسكتتْ.إنه ينتظر جواباً.قالت : ربما أحتاج إلى دفعة.أي تشجيعاً.أجابها : بل تحتاجين إلى تلّة.والتلّة باللهجة العراقية تعني السَحبة مثل الصياد حين يشعر بأن سمكة التقطت الشص فيسحب السنارة بقوة.الشاعرة التي ناضلت في صفوف اليسار ودخلت السجن، تعللتْ بأن نوبات الربو اشتدت.

عليها وعواصف الغبار في بغداد تؤذيها.لعلها أرادت أن تبتعد عن عرس الدم.وصدر قرار بتعيينها في ممثلية العراق في اليونيسكو بباريس.جاءت «لاجئة صحية»، حسب قولها، واستقبلها المستعرب جاك بيرك خير استقبال.لكنها وجدت نفسها تتصادم مع رئيسها في العمل، السفير العتيد عزيز الحاج.لقد خطفت منه الأضواء بشهرتها وسحر شخصيتها.ولم تستمر في موقعها طويلاً.عادت إلى بغداد وعاشت اضطراباتها، ثم التحقت بابنها في الولايات المتحدة، لحين انطفائها قبل يومين في كاليفورنيا )

هذا واود هنا وفي ذات السياق الذي اقحمت الكاتبة نفسها فيه لتصحيح معلوماتها بما يدحض ماجاءت به في اعلاه انقل الحقيقة كاملة عن مصدر موثوق اتحفض على ذكر اسمه لدواعي شخصية وامنية كان يعمل في مكتب الرئيس انذاك قوله انه كانت تربطني بالشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبدالواحد علاقة صداقة وثيقة فقد طلب مني ان اوصل طلبا من الشاعرة لميعة عماره الى الرئيس صدام حسين لمقابلته وفعلا استجاب الرئيس كعادته في الاهتمام بأمور المبدعين.

حضرت الشاعرة لميعة والتقت بالرئيس صدام رحمه الله فسألها شلونك استاذة لميعة اخبارك؟ تفضلي قولي لي عن احوالك فشكرته على تخصيص جزء من وقته الثمين لشاعرة تعاكسها الظروف وتحدثت عن معاناة شخصية لها وتراكم الضغوط عليها من كل حدب وصوب واسهبت في الحديث فقاطعها الرئيس استاذة لميعة يكفي يكفي انت تحتاجين تلة أو نتلة بالضبط لم اعد اتذكرها ولكنها في معناها باللهجة العراقية انقاذ، وفعلا منحها شقة في حي ٢٨ نيسان الراقي وسط بغداد وسيارة صالون ومبلغ مالي لتسديد ديون عليها ثم اردف وكتب تعين مستسارة في ممثلية العراق في اليونسكو بباريس ومنحها جواز سفر دبلوماسي مع توصية للسفير وقتها السيد عزيز الحاج بعدم مضايقة الشاعرة بالتزام الدوام الرسمي والحضور.

وبهذا الخصوص اود ان اسأل الكاتبة انعام هل كنت جالسة مع صدام حسين ولميعة وقت المقابلة وسمعت كل تفاصيل ما جرى فيها؟ وهل لديك معلومات عن مسببات المقابلة ومن طلبها؟ كما اود ان اسألها اذا كانت الشاعرة تريد فعلا ان تبتعد عن عرس الدم فلِمَ يكرمها الرئيس صدام رحمه الله بتعينها في ممثلية العراق في اليونسكو بهذ المنصب الرفيع؟

كما اود ان اقول هل هناك كرم اكثر من ذلك ؟ اما ما قالته السيدة انعام كجه جي يبدو ملتبسا عليها فهل يعقل ان الرئيس صدام في عز مجده يطلب من الشاعرة ان تمدحه وهي حضرت لطلب عونه وهو المعروف بشهامته؟

ثانيا : اذا كان الامر كذلك وكما ادعته الكاتبة انعام من ان الشاعره لميعة وهي كما تصفها ناضلت في صفوف اليسار وسجنت قد تعللت بتضايقها من غبار بغداد وعواصفها وانها ارادت ان تبتعد عن عرس الدم ومع ذلك اكرمها الرئيس صدام فأن الامران لايتسقان مع بعض ، فكيف يكرم الرئيس شخصا يريد الهرب من العراق للاسباب اعلاه؟

ثالثا : اذا كان الوصف كذلك من قبل الكاتبة فأن وقائع ما عاشته هي مغاير لذلك الوصف اعلاه والذي اطّرَت به لقاء الرئيس صدام بالشاعرة لميعة.من سيرة حياة الكاتبه اقتطف بعض من الشواهد عسى ان تنعش ذاكرتها ولكني اريد قبل كل ذلك ان اسألها عن سبب خروجها هي من العراق الى باريس هل هو الاخر للهروب من عرس الدم؟ ومن تلك الشواهد من سيرة السيدة الكاتبة التي اردت تذكيرها بها هو انها كانت تعمل في اكثر من صحيفة ومجلة عراقية في زمن صدام وهي الاخرى اجرت معه لقاءا عندما كانت تعمل في مجلة المرأة ايام كان صدام رحمه الله نائبا وحضيت بتكريمه لها وانها ملئت الصحف بمدحها له.كما ان الكاتبة وحسب علمي قد عملت في مجلة كل العرب بعدما خرجت برفقة زوجها الى باريس للدراسة على نفقة الدولة وكانت على علاقة وثيقة بالنظام حتى زمن الحصار.

حقا نأسف ان ينزلق الانسان الى مهاوي الكذب والنفاق متخطيا كل القيم النبيلة التي يجب ان يتصف بها كونه يخاطب جمهور واعي من القراء وهنا لن اقول للسيدة انعام الا كما قاله الشافعي :
لسانك لاتذكر به عورة امرىء فكلك عورات وللناس السن

وياليتك وجدت عورة ولكنك افتريت كثيرا في تحريفك للحقائق ففقدت سمعتك التي كنا على ضوئها نحترمك.فأن اعتقدت انك بمنجاة من ان يكتشف القراء تلك التخرصات فصرتي تطلقين العنان لقلمك دون رادع فتأكدي ان لازال هناك احياء من الزمن الذي تكتبين عنه يستطيعون التفريق بين الحق والباطل.فلكي تستطيعين تمرير تلك الاكاذيب عليك ان تعيشي على الاقل مائتي سنة اخرى لتستطيعي تمرير تلك الاكاذيب على الااجيال القادمة فلربما لن يكون حينها هناك من يرد عليك.






الخميس ٢١ ذو القعــدة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ألاستاذ الدكتور سلمان حمادي الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة