شبكة ذي قار
عـاجـل










الوطنية ليست ظاهرة غريبة أو حلما عابرا , وليست شعارا للمزايدة أو حبر على ورق , الوطنية البحتة هي الإيمان الراسخ والنابع من الوفاء والإخلاص لتربة الوطن والدفاع عنها والإستشهاد في سبيلها , والمناضلون الشرفاء ومن ترعرع على المباديء القومية التقدمية الوطنية ونشأ بمهدها هتفت قلوبهم قبل حناجرهم (( نموت ويحيا الوطن )) وهذا هو المبدا الثابت والراسخ الذي لايمكن له أن يتزعزع أو يتنزع أو التنازل عنه أو المتاجرة به , , وحب الوطن هو نتاج النشأة الوطنية القومية والبذرة الطيبة والمعدن الأصيل معدن المناضلين الأشداء الثابتون على العهد لأنهم فخر وإعتزاز وكبرياء وتضحية وفداء , أما والوطن هو القلب والوطنية نبضه الحي

ومن المتعارف عليه أن ألأوطان لاتستغيث إلا بأبنائها المخلصين الأوفياء اللذين ينذرون أنفسهم في سبيلها , وفي سبيل قيمها وكرامتها وعزتها وأمنها وإستقرارها وسيادتها والإستشهاد دفاعا عنها , والمفهوم الوطني أن الوطنية عنوان وهوية المناضلين لاتمنحها المجابهات بردع القوى العميلة والخائنة فحسب , بل الممارسة النضالية المستمرة والإستعداد للتضحية سواء كانت في سوح الوغى وميادينها ضدالأعداء دفاعا عن الوطن والإستعداد لمجابهة القوى المعادية وجه لوجه لردعهم ومنعهم من إجتياز حدود الوطن وتهديده وتهديد أمنه وإستقراره وسيادته , وتلك المهمات لاتناط إلا لمن تشرفت به الخنادق الحرة وميادين المجابهة والجهاد بوقفاته دفاعا عن الوطن ومصالحه وحشد الإمكانيات دون هدر أو تبديد لطاقاتها , , ولايخفى على أحد أن المرحلة المريرة التي يمر بها الوطن بعد الغزو والإحتلال عام ٢٠٠٣ وبعد مرور ١٨ عاما على إغتيال الوطن تتطلب المزيد من الجهد والتضحية , لا بعقد الندوات والمؤتمرات والقاء الخطب والتنديد بالأنظمة وإنتهاكاتها وممارساتها الوحشية وفضحها أمام المجتمعات فقط , وإنما الرد على الجرائم ألتي ترتكب بحق الوطن ووطنيوه ومناضلوه ومحاولات ربط الوطن بعجلة الماسونية المجوسية لإبعاده عن موقعه العربي ومقاومتها لخطورة هذا النهج العدائي للوطن والتي لابد وأن تنطلق من موقفا وطنيا صامدا لحسم المنازلة لصالح الوطن وتطوير النضال الجماهيري ..
ودون مزايدة على أي خندق من الخنادق رغم من أنها تعددت وكثرت أهدافها وإشتبكت رؤاها وتنوعت , منها من تربع على سلم المنابر وراح مشغولا بخطبه , ومنها من يحاول التقرب إلى منظومة السلطة لتقاسم الكعكة , والآخر إختار المنبر الديني ورفع علم الوطنية المزيف وصكوك العمالة تحت العمامة ثمنا لخيانتها

وفي رأينا كعراقيين نحمل هموم الوطن منذ الإحتلال وغزوه أن من يتحدث عن العراقة ( الأصالة ) لابد وأن يثبت بأنه أهلا لها .. لأن العراقة تنبع من النشأه الأصيلة الحافلة بالتضحيات في سبيل الوطن والدفاع عنه بالغالي والرخيص , ومن يترعرع على أرض كأرض العرب وخصوصا العراق لابد من أن يكون على إستعداد بالدفاع عنها وحتى وإن إختلفت الطرق أو الأساليب.إنطلاقا من الواجب الاساسي الذي ينبع وينطلق من الأحاسيس الوطنية المخلصة وتقييما للمرحلة الراهنة والوقوف في خندق واحد مع من نذر نفسه دفاعا عن الوطن من القوى القومية والتقدمية الوطنية وقدم خيرة التضحيات من خلال إيمان مطلق بأن الدفاع عن الوطن من أهم المتطلبات الضرورية والملحة .. أما اذا كان البعض يفهم أن العراقة هي خيانة الوطن والمساهمة بنحره وتقديم العون للغزاة خصوصا من حملتهم ظهر أولى الدبابات الأمريكية لغرض الإطاحة بالوطن وتدمير البنية التحتية والمشاركة بذبح أبنائه والمساهمة بتصفية كادره المثقف وإغتيال قيادته الشرعية , , !نستطيع القول أن تلك الفعلة لايقدم عليها إلا الخونة والعملاء , لانها ليست جزءا من الخيانة.وإنما الخيانة بحد ذاتها ولاتبت بحب الوطن أية صلة كما انه عمل هدام لايمكن القبول به أو تبريره وتمادي بحقوق الوطن ومصالحه , ولو عدنا إلى دراسة مواقف بعض الفصائل المتقلبة الرؤى والأهداف ومن كانت تنادي بوطن حر وشعب سعيد , لتأكد لنا أن تلك القوى لعبت أدوارا عديدة ومتلونة منها مؤازرة القوى المعادية حيث قدمت لها العون لإستباحة الوطن بدل من مؤازرتها له والدفاع عنه والتضحية من أجله

ولو عدنا إلى ماتناوله البعض من قوى اليسار مسبقا بسبب المواقف التي بقيت دون تغيير ومنهم أمير أمين وكتاباتهم عن موقفهم من أوضاع الوطن عقب الغزو والإحتلال وتطرقه إلى مسيرة حزبهم الحزب الشيوعي العراقي ومسيرته الفاشلة ويتطرق إلى مانشر من قبل قادة الحزب السابقين منهم صالح مهدي دكلة , والشيوعي الأخر زكي خيري وبهاء الدين نوري , وأبو سيف سليم اسماعيل , وكاظم حبييب , وكريم أحمد , وجاسم الحلوائي , والكاتب الشيوعي عزيز سباهي , ومحاولات عامر عبدالله بتنقيح مسيرتهم من المذابح والسحل , وكذلك عزيز محمد .. لبقي السؤال الذي يطرح نفسه هو ؟؟ ماهي الإنجازات التي قدمها حزبهم للوطن منذ تاسيسه عام ١٩٣٤ حسب إدعائات من سار بدربهم بإستثناء تنقلهم بين سوريا وإيران ودول أخرى وعقد الصفقات المعادية للوطن والانضمام الى الخندق المعادي , وبماذا تتباهى قيادتهم .. الم تكن الأحداث المرعبة من صنيعتهم مثل أحداث الموصل وقطارهم المشئوم وأحداث المسيب وكركوك وبغداد وأعمال السحل والتعليق على أعمدة الكهرباء وآخرها وليس خاتمتها هو بيع الوطن والمساهمة بتدميره , وهل سيعتبر السيد الكاتب أن مثل تلك الإتجاهات المعادية والتي وجهت إلى القوى القومية التقدمية الوطنية كمخطط لها هدفها تصفية مناضليها وكنكبة كبرى تضاف إلى النكبات الأخرى التي تسببتها قيادتهم وآخرها نحر الوطن وأبنائه عام ٢٠٠٣ عام الغزو والإحتلال .. وأية مآثر تتحدث عنها قوى اليسار المتخاذلة.ونتسائل مرة اخرى هل مآثر العميل حسن سريع وقطار الموت من ضمنها ؟؟

ومايجلب الإنتباه أن السيد الكاتب تطرق إلى أحد العناصر التي كانت محسوبة على الحزب الشيوعي حيث يعتبر أن الإعترافات عن الجرائم التي قام بها ومنهم هادي هاشم الأعظمي يصفها السيد الكاتب بأنها خيانة لابد وأن يحاسب عليها مرتكبها .. وهنا نود أن نستفسر ؟؟ اذا كان إعتراف أحد الجناة من الشيوعين بجرائمهم بأنها ( خيانة ) اذا ماذا نفسر خيانة الشيوعيين للوطن وللأمة والأرض والتربة ومساهمتهم القوى العميلة والمحتلة بغزو وإحتلال الوطن ألم تكن هذه من الخيانات الكبرى ؟؟ يعاقب عليها الجناة من عملاء وخونة أم أنها عراقة من عراقة الحزب الشيوعي التي نشأت بأحضان الصهيونية والإدارة الأمريكية وترعرعت في المهد المجوسي الصفوي .. أما الغرابة بتصرفاتهم ومواقفهم الهزيلة والخائنة عندما يعلنوا عن إدانتهم إلى أحد عناصرهم الشيوعي ماجد عبد الرضا في فترة ما ويتهمونه بالتخاذل .. لكنهم يستسهلون تخاذلهم وتعاونهم مع المحتل ومرزتقته منهم أمثال العميل والخائن حميد مجيد البياتي ومفيد الجزائري وصفية سهيل وغيرهم من الرهط الذي تسامر ليلا مع قوات الغزو والأحتلال على ظهور العربات الزاحفة إلى نحر الوطن وإذلاله وتدميره ونحر أبنائه وإغتيال قيادته الوطنية ومناضليه الشرفاء






الجمعة ٦ ذو الحجــة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة