شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد ستة عشر يوما من بلوغي سن الرشد وفي فجر السابع عشر من تموز عام ١٩٦٨ اشرقت شمس لم نعهد القها ولاتشبه شمسنا التي اعتدنا رؤيتها عندما تشرق من المشرق ثم تأفل عند الغروب فشمسنا تلك بزغت من وسط السماء ولم تخضع لقوانين الحركة شروقا ثم غروبا بل انها ولدت مكتملة تنشر الفرح والامل بغدٍ واعدٍ بعد ان خيمت الرتابة على حياة العراقيين واكتست السماء بعتمةٍ منذرةٍ بمستقبلٍ مجهول.ان لذلك التاريخ خصوصية متميزة في حياتي اذ انه كان في وقت بدء الوعي الشخصي ، ففي فجر ذلك اليوم اطل علينا فتية امنوا بربهم وشعبهم وامتهم فزدادوا هدى لان هدفهم خيّرٌ وسامٍ انه خير الشعب والوطن والامة.اذا كانت بقية التغييرات السياسية التي حدثت في العراق تسمى بالانقلابات فأن ماحدث في السابع عشر والثلاثين من تموز عام ١٩٦٨ كانت بمعيار ماتحقق طيلة السنوات التي اعقبتها ثورة بحق.فما يدحق قول المتقولين على هذا الحدث التأريخي الكبير انها لم تكن لاستلام سلطة لاجل السلطة وعليه لم تتسم بالانتقام ولم تراق اثنائها قطرة دم واحدة بل تم التعامل وبشكل انساني وحضاري مع من كان يقود البلد قبلها عدا من كانت الشبهات تدور حولهم وبعد استكمال التحريات اخلي سبيلهم.لقد اعتمدث الثورة ومنذ يومها الاول منهج بناء شامل غايته سعادة الانسان العراقي ثم المواطن العربي مستوحيتا فكر البعث والذي ينصب على هدف اخراج الامة من سباتها وبعثها من جديد بعد ان تنفض عنها غبار الجمود والتخلف الذي فرضه الاستعمار، فخَطَت الثورة خطوات ذات ابعاد وطنية وقومية ، فعلى الصعيد الوطني كان من تلك الانجازات على سبيل المثال لا الحصر تعيين جميع العاطلين عن العمل واطلاق سراح السجناء السياسيين والشروع في حملة بناء وانماء اتسمت بسمات التربية الوطنية بدءا من حملات العمل الشعبي لتعبيد الطرق وبناء المدارس ودعم المشاريع الزراعية مما اعطى حافزا للمنظمات المهنية والجماهيرية التي قادت هي الاخرى حملات جبارة للعمل الشعبي من اجل بناء انسان يساهم في البناء الذي تقوده الثورة ومن ابرزها ما قام به طلبة العراق بقيادة الاتحاد الوطني لطلبة العراق من حملات العمل الشعبي في ابو منيصير والقدس لنا وغيرها عدا ماقامت به بقية المنظمات.اما على المستوى المركزي فأن تأميم النفط والحكم الذاتي وبرامج محو الامية كانت من الانجازات الجبارة التي ارتقى فيها العراق الى مستوى قضى فيه العراق تماما على الامية وبشهادة المنظمات الدولية اضافة الى احداث نهضة صناعية اوصلت العراق الى انتاج افضل السلع والتي تضاهي في جودتها السلع ذات المناشيء العالمية كل ذلك اوصل العراق الى ارتقاء سلم الوصول الى مصاف الدول المتقدمة كل ذلك ادى الى زيادة رفاهية الانسان العراقي بعد ان ازدادت فرص عمله وبالتالي مدخولاته كل ذلك يدلل على ان قيادة ثورة تموز جاءت لاحداث تغيير جذري وشامل هدفه ووسيلته الانسان.اما على الصعيد القومي فأن العراق كان سباقا الى اخذ دوره القومي بدءا من اعتبار ارض العراق مفتوحة امام كل العرب انطلاقا من مبدأ وحدة الدم والمصير العربي ففتح العراق ابواب مؤسساته التعليمية مجانا للدارسين العرب وفتح حدوده للعمالة العربية في كل الحقول ليس لشحة الايدي العاملة لكن لاستثمار الفائض من الاراضي الزراعية من جهة ولامتصاص البطالة حيثما وجدت في اي بلد عربي وكذلك انشاء المشاريع في بعض الاقطار العربية لدعم اقتصادها وكذلك الاغداق على بعضها بالدعم المادي لتعزيز نهوضها هذا اضافة الى مشاركة العراق في الجهد العربي لصد العدوان الصهيوني في عام ١٩٧٣ رغم سماعه بنبأ الحرب من الاذاعات.ان سعي الثورة بفضل القيادة الحكيمة التي توفرت لها اخذ بالتعاظم رغم التأمر الخارجي ومحاولة البعض من ادواته في الداخل لوضع العصى في عجلة البناء فكانت النهضة العمرانية والصناعية وبالاخص الصناعة الحربية تتقدم بخطوات كبيرة رغم اضطرار العراق لدخول الحرب ضد الاطماع الفارسية التي بدأت منذ وصول الخميني الى السلطة في ايران وما تبعها من عدوانات غربية وفرض حصار شامل على البلد بعد تدمير الكثير من البنى التحتية والمنشأة الانتاجية والخدمية ضناً منهم انهم سيوقفون المارد العراقي من التقدم ولكنهم فوجئوا بقدرة العراقيين على النهوض وادامة البناء واعمار ما تم تخريبه بالعدوان العسكري المباشر او عن طريق ادواتهم في صفحة الغدر والخيانة.فبفضل القيادة الحكيمة للثورة تم تحشيد طاقات العراقيين وشحذ هممهم في تحدٍ لقوى الشر التي ارادت قتل ارادة العراقيين في الصمود والنهوض مجددا.فقد تم وفي غضون بضعة شهور وعملا بمقولة الرفيق القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله ( يعمر الاخيار ما دمره الاشرار ) تم اعادة الخدمات واصلاح المصانع والطرق والجسور وابرز مثل على قدرة العراقيين وكفاءاتهم على التحدي فيما اذا توفرت لهم قيادة وطنية حكيمة ومخلصة هوشق النهر الثالث واعادة بناء الجسر المعلق كما كان والذي كان قد دمر تماما لابل تم بناء جسور جديدة ومن ابرزها معجزة الجسر ذا الطابقين.وكصورة اخرى لاصرار العراقيين على البناء تم انشاء سدود جديدة لتعظيم الفائدة من المياه وتقليل الهدر فيه ولغرض انماء الزراعة وخلق الاكتفاء الذاتي وبالفعل في بداية الالفية الثالثة استطاع القطاع الزراعي من الوصول الى الاكتفاء الذاتي من الحبوب المستخدمة في الاستهلاك المحلي.وفي نظرة الى الوراء وبعد ٥٣ عاما على الثورة البيضاء ثورة ١٧ - ٣٠ تموز العظيمة استطيع ان اقول كم كانت تلك الثورة عظيمة وكم كان قادتها وطنيون عظام وكم كان البعث الذي انبثقت الثورة على هديه عظيما واننا نستطيع بعد كل ذلك ان نضع اصابعنا في اعين كل من يتقوّل على البعث او الثورة او قادتها.

تحية اكبار الى ثورة ١٧ - ٣٠ من تموز المجيدة في عيدها الثالث والخمسون
تحية للبعث الخالد قائد الثورة
تحية لقادتها الاحياء والرحمة للاموات والشهداء منهم
الرحمة لقائدي مسيرتها الظافرة الاب القائد احمد حسن البكر والشهيد صدام حسين
الرحمة لشهداء البعث الخالد













الجمعة ٦ ذو الحجــة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. سلمان حمادي الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة