شبكة ذي قار
عـاجـل










على عكس ما حصل في نقابة المهندسين بطرابلس، عندما اضطر عدد من المرشحين التغييريين الاكفاء الانسحاب من خوض معركة النقابة ،
بسبب عدم التوصل للائحة موحدة فخسرتهم النقابة ومهنة الهندسة في آن ،
شهدت نقابة المهندسين في بيروت واحدة من اهم الانتخابات الديموقراطية في تاريخ العمل النقابي اللبناني ،
عندما ائتلفت خمس وعشرين مجموعة ثورية في مواجهة السلطة واحزابها التي وزعت مرشحيها على اكثر من لائحة انتخابية، تكشفت من خلالها حقيقة ما يسمى بالخلافات بين بعضها البعض وما تخللها من مهاترات لتضليل الرأي العام اللبناني ،وتبين انها كلها توزيع ادوار لهذا وذاك على حساب التغيير الحقيقي في البلد ،
ووضع العراقيل امام الطاقات الشابة والكفؤة للوصول وتحقيق برامجها التغييرية.

من هنا لا بد من توجيه التحية لمهندسي لبنان الذين اجتمعوا تحت راية "النقابة تنتفض "اولاً ،مؤكدين ان الوحدة هي الاساس ، لانه بدونها ستبقى السلطة تستخدم سلاح التفرقة لتثبيت نفسها والتحكم بالبلد ومفاصله ومقدراته ،

وهي التي بهذه السياسة اوصلت البلد الى مرحلة الافلاس وبسببها جاع الشعب اللبناني وحُرِم الدواء والغذاء ونُِهُبت مدخراته في المصارف ،وتحول اللبنانيون الى اكثر الشعوب المنكوبة في العالم.
الى هذه الوحدة تكرست ثقافة جديدة لطالما كان التوق اليها في كل انتخابات نيابية وبلدية من كل التغييريين ،

الا وهي الانتخاب على اساس المعايير العلمية والمهنية للمرشح والبرنامج الانتخابي الذي يقدمه للناخبين ،وقد اجاد المهندسون في اختيار المرشح الذي يعرف هموم زميله المهندس ومعاناة المهنة وقضاياها وكيفية النهوض بها،
متسلحاً بآلية ديمقراطية تكفل حسن الاختيار بموجب الاستقلالية وعدم الفرض على الناخبين،
باعتبار عامل الاقتناع بالكفاءة والبرنامج والاستقلالية وعدم الارتهان للسلطة اهم ما يحقق ذلك.

ويسجل للمهندسين في لبنان انهم بانتخاباتهم الاخيرة كرسوا سابقة ديمقراطية متقدمة يؤمل ان تصيب "عدواها "سائر النقابات في لبنان في اختيار ممثليها ،
وذلك مقدمةً لوضع حد لدور التشكيلات النقابية التي اوجدتها السلطة باحزابها الطائفية والمذهبية على مدى العقود الثلاث الماضية ،
لتفريخ نقابات واتحادات عمالية ومهنية لم تكن سوى ذيول للسلطة تضرب بهم مصالح كل قوى الاعتراض في البلد ،
وتجربتي الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية خير شاهد على ما تقدم.

وتبقى ثقافة الانتخاب والقبول بالنتائج على اساس الروح الرياضية وتهنئة الخاسر لزميله الناجح ووضع امكانياته في تصرفه كما حصل في المناظرة المخصصة لتسمية ترشيح نقيب للمهندسين من بين ثلاثة مرشحين ،
هي الثقافة البديل لكل ما زرعته الطائفية والمذهبية والمناطقية والعشائرية والجهوية من ثقافات قاتلة ، اخطرها التزوير وشراء الذمم واعتماد الخطاب التحريضي وزرع الاسافين في استعداء الناس لبعضهم البعض وغيرها حيث لم يزل اللبناني يدفع الاثمان الباهظة بسببها ،
انقساماً واحقاداً وصراعات محلية ،لم تؤذِ الديمقراطية وحسب ،
وانما طعنتها في الخاصرة واصابت منها مقتلاً،
وبها ابتُلِيت البلاد بممثلين من وزراء ونواب ،لم يكونوا بمستوى طموح الشعب اللبناني او من "قماشة"الطبقات والمناطق التي تعاني الفقر والاهمال ،
فخدموا اولياء نعمتهم على حساب من يمثلون ،
وضربوا بسيفه الظالم كل من يدعو الى التغيير الحقيقي ، وقد آن اوان الخلاص من كل هؤلاء في صناديق الاقتراع في الاستحقاقات المقبلة ،
ولتكن تجربة نقابة المهندسين في بيروت مثلاً يُحتذى في اختيار من يستحق تمثيلنا ،
متحصنين بثقافة جديدة هي ثقافة الاقتراع ،وارادة حرة في ممارسة حق الاختيار.





السبت ٢١ ذو الحجــة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل الزعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة