شبكة ذي قار
عـاجـل










أما موقع الإسلام في هذا التفكير ، فلم يرد فيه نص في دستور البعث على الإطلاق غير أن أدبيات البعث الأخرى ، وخصوصاً في كتابات المرحوم القائد المؤسس الأولى تذهب مذهب القوميين عموماً في التفسير القومي للإسلام في استثماره كقوة دفع للروح العربية في التاريخ كما في تعبير المرحوم القائد المؤسس {{ لنهجر اللفظ قليلاً ولنسمِّ الأشياء بأسمائها وصفاتها المميزة ، فنستبدل بالقومية العروبة وبالدين الإسلام .. فالإسلام في حقيقته الصافية نشأ عن قلب العروبة وأفصح عن عبقريتها أحسن إفصاح وساير تاريخها وامتزج بها في أمجد أدواره }} فالإسلام في غالب ذكرياته عربي ، كما يقول رحمه الله في خطاب له عشيَّة - المولد النبوي - عام ١٩٤٣ إذ إن {{ الإسلام في جوهره ، وحقيقته حركة عربية ويعني تجدد العروبة وتكاملها ، ولأنه نزل في أرضهم ولغتهم ولأن الرسول عربي والأبطال الأوائل الذين ناضلوا من أجل الإسلام هم من العرب وينتهي خطاب عفلق إلى تقرير الحقيقة التالية - إن قوة الإسلام في هذه المرحلة قد بُعثت وظهرت بمظهر جديد هو القومية العربية - }} ولعل أكثر الكلام وضوحاً في علمنة البعث ما ورد في محاضرة الرفيق المرحوم شبلي العيسمي في مدرسة الاعداد الحزبي في بغداد حيث يقول {{ في طبيعة المناقشات التي دارت في المؤتمر التأسيسي الأول عام ١٩٤٧ لقد حرص الحزب على أن يتميز عن الأحزاب التقليدية التي كانت قائمة في مرحلة الأربعينات ، فأراد أن تكون عقيدته علمية ثورية وعلمانية عصرية مع عدم التنكر للقيم الروحية المرتبطة بتاريخ الأمة العربية وتراثها الحضاري وبعد ، فإن قومية البعث الخالصة الكاملة ، ثم مضمونها الاشتراكي العصري ، قد قدَّما إطاراً لبروز علماني لا يمكن التنكر له ، ويمكن اكتشافه والإشارة إليه على الدوام إن الرابطة القومية في عقيدة البعث ، وفي المستوى الحاد الذي بلغته ، لم تترك مكاناً لأية رابطة غير قومية وللرابطة الدينية بالذات ، إن الشعور القومي عند العرب نما .. وغدا أكثر قوة وقدرة على تخطي الرابطة الدينية وتجاوزها }} اما بصدد علاقة البعث مع الحركات الدينية السياسية علاقة احتراب دائم بسبب علمانية وعدائم وحقدهم على الامة العربية ومما لا شك فيه أن جزءاً من موقف البعث العلماني هو الذي كان يقف باستمرار في التاريخ الدامي الطويل بين البعث والحركات الإسلامية وبخاصة «الإخوان» ، والذي بلغ ذروته في الصدامات الدموية التي حصلت عام ١٩٧٧ والذي يذهب مؤتمر البعث القومي السادس إلى أنه جزء من الهجوم الرجعي الإمبريالي الدائم ضد قومية البعث وتقدُّميته.يقول التقرير : «لقد اعتبر حزبنا منذ تأسيسه الحامي الحقيقي للقيم الإسلامية والمدافع عنها كتراث حضاري أصيل للأمة العربية، ورأى في الرجعية الدينية أخطر عدو لهذه القيم ولمضامينها الحقيقية، لأن هذه الرجعية كانت ولا تزال القوة الضاربة للإمبريالية والصهيونية التي هي العدو التاريخي الشرس اللدود للعروبة والقيم الإسلامية.فضلاً عن أن هذه الرجعية الدينية كانت ولا تزال الغطاء الإيديولوجي للرجعية الاجتماعية والسياسية التي تحاول التستر بالدين تضليلاً للجماهير عن حقيقتها المعادية لحرية هذه الجماهير وحقها في خيرات وطنها وفي حياة كريمة .. ليس هذا بجديد على حزبنا الذي اصطدم بهذا التنظيم الرجعي العميل منذ تأسيس الحزب وقاتله في مختلف مراحل تطوُّر نضاله .. بل إن حركة التحرر العربية بمختلف فصائلها اصطدمت بهذا التنظيم الرجعي العميل بخاصة ثورة ٢٣ تموز / يوليو بقيادة جمال عبد الناصر» والجانب الأهم في تلك الرؤية أنها نقطة ارتكاز لتحرير العقل المسلم الحركي المعاصر من أوهامه التي تشرّبها من التعبئة الحزبية والحركية على مدار عقود طويلة من الزمن، وأهمها وهم امتلاك الحقيقة المطلقة، ووهم احتكار تمثيل الإسلام، ووهم الثنائية القطعية بين الحق ( نحن ) والباطل ( الآخر ) .. هذه الأوهام هي المسؤولة عن وصمة العداء للإسلام التي تلصق بكل من تنافس أو تصارع مع الحركة الإسلامية من داخل السلطة أو خارجها، وإزالة هذه الوصمة لا تعني تبرئة أحدٍ من جرائم الاستبداد والفساد المرتبطة بالسلطة التي مورست ضد الإسلاميين وغيرهم، بل تعني إعادة قراءة تاريخهم بطريقة موضوعية محررةٍ من وصمةِ العداء للإسلام ويتابع التقرير فيقول « لقد اصطدم حزبنا بالإخوان المسلمين في الأربعينات عندما ناضل من أجل الجلاء .. كما اصطدم به عبر نضاله ضد تحالف الإقطاع والبرجوازية التجارية .. كما قاتله في مطلع الخمسينات من أجل وضع دستور قومي عربي تقدمي للقطر العربي السوري.وكذلك في النصف الثاني من الخمسينات إبَّان نضال الحزب ضد حلف بغداد والعدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ ومبدأ أيزنهاور ١٩٥٧.كما قاتلهم كذلك في مرحلة الانفصال .. وفي جميع هذه المراحل كان تنظيم الإخوان المسلمين رأس الحربة للرجعية الداخلية ولقوى التآمر الخارجي وينتهي التقرير إلى (( أننا نعلم حق العلم أننا لسنا وحدنا المعنيين بهجوم الرجعية الدينية بل جميع القوى التقدمية في العالم كله ، هذا الصراع الدموي الطويل بين البعث والإخوان المسلمين هو انعكاس طبيعي ، شئنا أم أبينا ، لموقف البعث الحاد في المسألة القومية وفي مسائل التحديث والتنمية ( والعلمنة بالتالي ) ولطبيعة تحالفاته وسياساته التي بدت على تناقض تام مع تنظيم الإخوان والتنظيمات التقليدية المشابهة علمنة البعث ، إذن لم تكن نصاً وكفى ، وإنما كانت جزءاً من الأسباب التي قادت إلى مواجهات دامية مع الإسلاميين ، تماماً كما كانت قوميته الخالصة سبباً في مواجهات مماثلة ، وإن تكن قد ضعفت الآن ، مع الشيوعيين ويتناول الراحل الشهيد الحي صدام حسين ذلك بحديثه {{ عندما نتحدث عن الدين والتراث باعتزاز يجب أن نفهم ان فلسفتنا ليست التراث ولا الدين بحد ذاتيهما , ان فلسفتنا هي ما تعبر عنها منطلقاتنا الفكرية وسياستنا المتصلة بها وان الأمور المركزية في مجتمعنا والمؤثرة في خلقنا وتراثنا وتقالدينا هو الماضي بكل ما يحمل من عوامل الحياة وتقالديها وقوانينها , وكذلك الدين .. ولكن عقيدتنا ليست حصيلة جمع كل ما يحمله الماضي والدين , وانما هي نظرة شمولية متطورة للحياة وحل شمولي لاختناقاتها وعقدها لدفعها الى أمام على طريق التطور الثوري وعندما وجدت عقيدتنا جرت صياغتها بالشكل الذي تكون فيه مترشحة عن واقع أمتنا ومتقدمة عليه في نفس الوقت ، وعندما يشكل التراث والدين رافدين أساسين وحيويين في هذا الواقع , فأن تأثيرهما سيكون حيويا على عقيدتنا وهنا أسأل هل كانت الشهامة والصدق والشرف موجودة عند العرب قبل الأسلام أم لا , كيف كانت وماذا أصبحت بعد الإسلام وهل هي نفسها قبل الإسلام وبعده ؟ولابد أن يكون الجواب .. ان مقاييس للشهامة وللشرف وللصدق وللتعامل في شتى ميادين الحياة , كانت موجودة قبل الإسلام ولكنها ليست هي ذاتها بعد الإسلام فقد تحولت وتغيرت مقاييسها بتغير المجتمع وعقدته وتغير موضوعاته المتداولة اذن , فان مقاييس الشرف والشهامة وعموم التقاليد والقيم الاجتماعية الأخرى هي مقاييس موضوعية متطورة , وهي عندما تبدو مطلقة ضمن صيغ التطور في كل مرحلة من المراحل المتعاقبة فإنها نسبية في حسابات النظرة الشمولية للحياة في حركتها العامة المجردة عن خصوصيات المراحل الزمنية وإمكانية والحالات المحددة الأخرى ، أن الأفكار والمنطلقات الأساسية حول هذه الأمور قيلت من قبل حزبنا منذ وقت طويل , أما الان فاذا ما حصل خلل ما فأن يكمن في السياسيات وفي عدم قدرتها أو قصورها في أن تعكس بشكل صائب المنطلقات الفكرية للحزب في معالجتها لهذه الأمور .. وليس في منطلقات الحزب الفكرية أؤكد , مرة ثانية تعبيرا عن موقف حزبنا وقناعتي الصميمية بهذا الموضوع , أيضا , أن حزبنا ليس حياديا بين الالحاد وبين الايمان وانما هو مع الايمان , دائما ولكنه ليس حزبا دينيا , ولا ينبغي أن يكون كذلك هناك طرق شتى في العمل التكتيكي وتعبيراته أما النظرة الاستراتيجية فلها طريق واحد , فأحيانا يتصرف البعض على أساس يجعل التعتيم والتعميم وفق حسابات التكتيكية وسيلة من وسائل كسب الأغلبية , ولكن يبقى التخصيص والوضوح في النظرة والمعالجات الاستراتيجية هما الوسيلتان الحاسمتان في كسب الأغلبية من الشعب }} نظرة في الدين والتراث والتاريخ – حديث المرحوم الرفيق صدام حسين في اجتماع مكتب الاعلام بتاريخ ١١ / ٨ / ١٩٧٧

المجد والخلود لمؤسسي البعث الخالد الملبي لحاجات الانسان العربي عبر سني الصراع مع قوى الاستعمار والاستغلال






السبت ٢١ ذو الحجــة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة