شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما كنا أطفالاً نلعب في أزقتنا مع أولاد الجيران، كنا نلهو ونلعب وكانت علاقاتنا معهم متينة ورصينة، وكان أهالينا أكثر محبة فيما بينهم، لأن العلاقات كانت طيبة، حيث تجتمع النساء يومياً في بيت أحد الجيران، بينما الرجال يلتقون فيما بينهم أيضاً ويقضون لياليهم بالسمر والأحاديث والقصص الجميلة أو اللقاء في أحد المقاهي الشعبية التي تعج بالمثقفين والسياسيين والرجال المحترمين، وكان لا يسمح للفتيان ارتيادها.

وكانت المناسبات الدينية والوطنية يشترك فيها الجميع دون تمييز بين دين أو مذهب أو عرق.

كان بعض الأطفال وخاصة من الأقوياء الذين يفرضون شخصيتهم على الآخرين، ومن لديهم بعض الخبث البريء، إذا خاصم أحدهم، يفرض على الآخرين مخاصمته وإلا سينال عقابه منه ويتعرض للإبعاد عن مجموعته وحمايته، لهذا تحدث بين المجموعة لبعض الوقت انشقاقات وتحالفات صبيانية جديدة، ربما تعود الأوضاع بعد فترة لوضعها الطبيعي، ويعود الأطفال إلى تجمعهم الواحد بحكم جيرتهم ومحبة أهاليهم بينهم، بل وتصاهر الكثير فيما بينهم نتيجة للتقارب والمعرفة الكاملة.

في بعض الأحيان ينبذ أحد الأطفال من المجموعة بسبب ضعف شخصيته واهتزازه وسهولة التلاعب بعقله من قبل الآخرين، فتراه يقوم بالنقاق ونقل الكلام وكل أعمال الخبث، وعلى الأغلب عندما تصطلح أمور المجموعة سيقع هذا الطفل في فخ العزلة والإبعاد، ويكون هو كبش الفداء بعد تصالح أصدقاء الزقاق.

تجارب الطفولة هذه والتي مر عليها أغلبنا، أعطتنا تجارب كبيرة بالحياة، وعلى الرغم من بلوغ أغلبنا عقده السادس لكنه ما زال علينا أن نخوض في تجربة الطفولة ومن عبرها ودروسها، لأننا سنمر بما مررنا به تفسه من عقوبة العزلة والإبعاد المؤلمة والمهينة.

أحياناً، نكون كـالأطفال، نكسر لعبتنا ثم نبكي عليها!نكسر "مجاديف" أنفسنا قبل أن نحقق هدفنا، ثم نبكي على فقده!العقلاء هم الأطفال، يضحكون متى أرادوا ويبكون .. أما الكبار فهم مرضى كبرياء.








الثلاثاء ٩ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يونس ذنون الحاج نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة