شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن المجاهد الشهيد عزة إبراهيم ذا مال يوزعه علينا لنكيل له المديح والولاء والاعتزاز، ولم يكن صاحب قرار تعيين في الدولة لنطيعه وننافقه حين كان حياً يرزق يعيش في عرين الأسود في العراق المحتل يقارع مع رفاقه جيوش الاحتلال وعبيدهم من أحزاب إيران وضباع الارتزاق.

كنا جنوده ورفاقه في ظروف قد لا يصدق بشر أن البعثيين قد تحملوها وقارعوها هي ظروف الاجتثاث والملاحقة والتصفيات الجسدية التي تنفذ الاغتيالات بتمويل إيراني وحماية أمريكية، يتولى التنفيذ هادي العامري والجعفري وموفق الربيعي ونوري المالكي وعائلة الحكيم وتيار مقتدى وزمر الجلبي وغيرهم.

نحن رفاق عزة إبراهيم الذي كان يقود جبهة الجهاد والتحرير وجيش محمد وجيش تحرير الجنوب وجيش رجال الطريقة النقشبندية، و ٣٠ فصيل آخر عصفت بالاحتلال وجيوشه وعملائه ومزقت كتلهم وكياناتهم تمزيقاً، وجعلت نهارهم ليلاً، وليلهم نهار، في مثلث الموت جنوب بغداد، وفي الفلوجة الباسلة، وفي بغداد وأسوارها وفي الموصل البطلة وهيت والرمادي وفي صلاح الدين ومدنها وديالى وبساتينها وكركوك، بل وحتى في كربلاء وبابل وذي قار والبصرة وواسط والنجف.

مقاومتنا البطلة بقيادة الرفيق عزة إبراهيم هي التي صنعت مدن الثورة وساحات الثورة، وكانت مع كل أحرار العراق هي الثورة بكل سبلها وطرائقها المسلحة والمدنية والإعلامية والسياسية والدبلوماسية.

لقد عجزت قوى وجيوش ودول الاحتلال عن مواجهة فصائل البعث وشركائهم من الوطنيين والقوميين، رغم أنها جربت كل وسائل الموت والاعتقال والتشريد والإرهاب والتجويع حتى جاءت داعش الإرهابية بصناعة مخابراتية اشتركت فيها إيران وأحزابها وأميركا وبريطانيا والصهيونية، وبثتها في مساحة أرض منبسطة متصلة بين العراق وسوريا، ومنحتها هوية طائفية بغيضة مزورة، وكان من أهم أهداف داعش هو هدف قتل المقاومة العراقية في مهدها وتشتيت وإرهاب حاضنتها وتجفيف منابعها الجماهيرية، ووضع قيادة البعث وفصائله أمام خيارين لا ثالث لهما بعد أن أوغلت داعش بجسدنا بدءاً من رجال قيادة قطر العراق أحمد الشمعوني وسيف الدين المشهداني وفاضل المشهداني وغيرهم الذين أسرتهم داعش وهم يقودون ساحات المقاومة وغيبتهم إلى يومنا هذا، وبعد أن خلطت الأوراق ومزجت الألوان وغيبت الرؤية أمام شعب العراق والعرب والعالم.

صارت المقاومة وقيادتها أمام خيارين :
- إما أن تقاتل داعش فتكون في صف الاحتلال وتشكيلاته المجرمة.
- أو أن تقاتل مع داعش فتصير جزءاً تابعاً للإرهاب في أحط أنواعه.

كلا الخيارين حنظل، ولا يليق بالبعث ورجاله، فكان قرار القيادة أن تحول تشكيلاتها الباسلة مع سلاحها الذي تمكنت من إنقاذه من فلول داعش إلى خلايا نائمة تنتظر ساعة الفجر الجديد للمقاومة.
ونحن حين نؤيد وندعم قيادة قطر العراق التي خلفت المجاهد عزة إبراهيم فلأننا نؤمن قطعاً إنها هي القيادة التي تعرف تفاصيل الداخل وقواته وسلاحه ورجاله، وهي التي ستصدر قرار إطلاق المقاومة من عرينها في الوقت المناسب لتحرر العراق بإذن الله ومشيئته.





الجمعة ١٩ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة