شبكة ذي قار
عـاجـل










حركة طالبان الأفغانية، التي تشكلت من طلبة العلوم الشرعية، وترأسها عدداً من علماء الدين الأفغان، والتي استمدت شرعيتها من التعاليم الإسلامية وفق المذاهب المنتشرة في أفغانستان.وهي تأسست بعد أن تعرضت بلادهم للاحتلال السوفياتي وإلى التدمير.

الأمر الذي دعا علماء الأمة الإسلامية لإصدار فتاوي الجهاد ضد المحتل السوفياتي، مما سمح لانتقال الكثير من المؤمنين بالجهاد للذهاب إلى أفغانستان لمقاتلة المحتلين وأغلبهم من العرب الذين أطلق عليهم لاحقاً "الأفغان العرب".

طيلة فترة الجهاد ضد المحتل السوفيتي وما تبعها من تحرير ثم إعادة أفغانستان من قبل القوات الأمريكية، وبعد إعلان تشكيل تنظيم القاعدة برئاسة أسامة بن لادن، لم تندمج حركة طالبان مع تشكيل القاعدة، بل أبقت خيطاً لصالحها يربطها في نفس هدفها من أجل دعم تحرير بلدها.

ما ميز هذه الحركة أنها حافظت على استقلالها ووطنيتها من كل التأثيرات الخارجية، والأهم أنها احتفظت بعلاقات طيبة مع دول الجوار الأفغاني والدول الإقليمية المؤثرة ومنها إيران، كما أنها أبقت خيوطاً مفتوحاً للحوار مع الجانب الأمريكي ولم تقطعه لهذا اليوم.

الكثير اعتقد أو ربط بين طالبان والقاعدة، لأن الإعلام الأمريكي والغربي أراد ذلك لغاية في أنفسهم، كذلك اللباس الذي ارتداه مقاتلو القاعدة، والذي اشتهر عندنا بالزي الأفغاني، والذي هو بالحقيقة الزي الشعبي والرسمي للشعب الأفغاني.

طالبان لم تخرج بجهادها وعملها خارج حدود أفغانستان وكان مقاتلوها ملتزمون بواجباتهم وبمراجعهم وعقيدتهم، ولم تحدث بها أية انشقاقات أو مشاكل داخلية مما زاد من تماسكها وتركيزها على تحرير بلدها.

فترة حكم طالبان السابقة لم تكن ناجحة في أفغانستان لعدة أسباب، منها قلة الخبرة وضعف التجربة واعتمادها على عناصرها فقط وإهمال الكفاءات وتطبيقها القوانين بجمود وتخلف مما ألب الرأي العام عليهم.

اليوم أمامنا موقفين وتجربة تستحق استنساخها في العراق بطريقة عراقية وطنية خالصة.

الموقف الأول هو عدم المقارنة بين حركة طالبان والحركات الوطنية العراقية وعلى رأسها حزب البعث العربي الاشتراكي صاحب المشروع العربي القومي والرسالة العربية الخالدة وأهداف البعث العظيمة.

والموقف الثاني وهو المتوقع من خلال مواقف الحركة وعلاقاتها خلال السنين الماضية، فعلاقاتها الخارجية لم تنقطع مع الدول المؤثرة في الواقع الأفغاني ومنها أمريكا وإيران، فكانت لها مباحثات مباشرة مع إيران لأكثر من مرة وبشكل رسمي، ومع أمريكا من خلال الوسيط، الحكومة القطرية التي رعت الاجتماعات بين الطرفين.

صمود طالبان أفغانستان وتماسكها ووحدتها أمام كل الهزات التي تعرضت لها وتواجدها بين شعبها ورفضها ترك السلاح واستمرار عملياتها ضد المحتل وذيوله من العملاء، حتى مع استمرار لقاءاتها معهم، جعلها حاضرة بقوة في تلك اللقاءات، مما أدت بنتيجة الاتفاق على عودتها للحكم في أفغانستان بشروط وتوافق أمريكي إيراني واضح من انسحاب القوات الأمريكية وعدم التدخل الإيراني، يرافقه حرص طالبان على عدم حصول فوضى أو الاعتداء على البعثات والدبلوماسيين الأجانب.

الشيء الذي يخصنا بالعراق كحالة مشابهة لما مر به البلدين من احتلال وتدمير، هو أن نستفاد من تجربة عودة طالبان للحكم بعد عشرين سنة من اسقاطها، من خلال تماسك وصمود البعث والحفاظ على وحدته وشرعيته، وعدم الانزلاق وراء المؤامرات الخبيثة لتشظيته وإبعاده عن دوره الوطني في تحرير العراق، أو أية مشاكل جانبية تلهيه وتشغله عن هذا الدور.

إن تجربة طالبان قد أعادت الأمل والروح لشعب العراق باستعادة الوطن من العصابات الإجرامية الموالية لإيران ومن النفوذ والتسلط الإيراني، وعلينا استغلال ثورة تشرين ودعمها بكل الطرق لتكون ثورة شباب العراق يوم التحرير الأكبر بإذن الله.





الجمعة ١٩ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمود العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة