شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد الهزيمة النكراء للولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام قبل عدة عقود، وتحديداً في العام ١٩٧٥م وخروجها من الأراضي الفيتنامية تجر وراءها أذيال الهزيمة والخزي والعار، مولّيةً الأدبار، ومعها كل الذيول والأقزام ممن عاونوها ضد بلدهم وشعبهم، متكبدةً خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والمعنويات دفعت بقواتها وجنودها إلى الهرب المخزي والمذل تحت وطأة ضربات المقاومة الفيتنامية الباسلة، ورأينا بأم أعيننا مشاهد موثقة ومتلفزة الطائرات الأمريكية والغربية وهي تنتشل جنودها من فوق أسطح السفارة الأمريكية في سايغون، تاركة عملاءها خلفها ليلاقوا مصيرهم المشين جراء خيانتهم بلدهم وأمتهم.

اليوم، وبعد عشرين سنة على الاحتلال الأمريكي الأطلسي لأفغانستان وعلى وقع ضربات المقاومة الموجعة هناك .. تترنح الولايات المتحدة الأمريكية، وتتعرض لنكسة أخرى أشد من سابقتها في فيتنام، وتضطر قواتها للانسحاب بذات الطريقة التي انسحبت فيها من فيتنام، وشاهد العالم مرة أخرى كيف يهرول الجنود الأمريكيون وهم فارون من جحيم القتال وحرب الشوارع، يعيدون نفس المشاهد وهم يتخلون عن عملائهم تاركين لهم عجلات الطائرات التي لفظتهم في عرض السماء ليسقطوا صرعى وقتلى ويلاقوا مصيرهم المحتوم وفق قانون التاريخ الذي لا يرحم من خان شعبه وبلده وأمته.

ومما لا شك فيه بعد هذه الهزيمة النكراء للولايات المتحدة في أفغانستان سوف يكون هناك تداعيات درامية تنعكس حتماً على احتلالها للعراق الشقيق، الذي لا زال يرزح تحت نير الاحتلال، ولا زالت مقاومته البطلة تسدد الضربات الموجعة للقوات الأمريكية وحلفائها وذيولها في العملية السياسية التي زرعتها هناك لتشكل غطاءً على احتلالها البشع، وتكفل تدمير العراق تدميراً شاملاً وكاملاً وعدم نهوضه من سباته وخرابه لمئات السنين القادمة، وانعكاس ذلك تالياً على مصير الأمة العربية التي لا يمكنها إطلاقاً النهوض بمعزل عن العراق جمجمة العرب ورمح الله في الأرض.

وبالتأكيد فإن هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية المتكررة في فيتنام وأفغانستان سوف يتلوها هزائم عديدة لمحور الشر الإمبريالي الصهيوني بقيادة الولايات المتحدة، هذا المحور الذي سينحسر دوره وأداؤه وقيادته على مستوى العالم، وسوف يترتب على ذلك مزيداً من الهزائم للمشروع الاستعماري الأمريكي الصهيوني الرجعي في الشرق الأوسط بدءاً بالعراق ومروراً بالأحواز وقضية العرب المركزية ( فلسطين ).

وسوف تشهد الأيام القادمة مزيداً من التقهقر لكافة المشاريع الاستعمارية والمشبوهة وتحديداً في المنطقة العربية، وسوف نرى في الأفق المنظور عاجلاً وليس آجلاً انتصاراً باهراً وعظيماً لقوى الثورة والمقاومة في عالمنا العربي، وسوف نفيق من سباتنا لنرى العراق حراً والأحواز عربية محررة، وسوف نرى قريباً أيضاً ان شاء الله وبعونه كيف يندحر الاحتلال الصهيوني من كافة الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة، وتعود فلسطين حرة عربية من بحرها لنهرها وعاصمتها القدس الشريف.





الجمعة ١٩ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر محمد حنني الشولي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة