شبكة ذي قار
عـاجـل










سبحان القائل : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"
صدق الله العظيم

قرن الله تعالى بعض الظن بالإثم، لأنه السبب الرئيس لزرع الفتنة والكره والحقد والبغض بين الناس.

ووصف الظن السيء والتلاسن ونقل الكلام بأكل لحم الأخ، نطالع يومياً العديد من المقالات والمنشورات يهاجم فيها أحدهم الآخر، ومن هذه الحملات ممن كانوا إخواناً ورفاقاً جمعهم خندق واحد وهدف واحد، تسري في عروقهم ذات الكريات الدموية الممتلئة بالروح الوطنية والرفاقية ذات الصنف المتجانس الواحد.

مشتركاتنا الإيجابية كبيرة وهي واحدة، أما مفترقاتنا فتكاد لا تتعدى وجهات النظر.

ما يميز الإنسان القائد عموماً صفات العقل والحكمة والرشد وحسن التدبير والقرار، وإن أي خلاف لا يفسد للود قضية، وأن أي وسوسة للشيطان وتعصب لوجهة نظر ما ستسمح بالتدخلات الخارجية المخربة، والتي ستزيد الانشقاق والابتعاد بين الأخوين.

من الجائز ألا أكون مؤهلاً لإصلاح ذات البين بين الأخوين، أو يعتبرها البعض تدخلاً سافراً، ولكني على الأقل حاولت أن أزرع وردة في صحراء الأشواك عسى أن تزهر وتتكاثر لتغيير الأجواء الملبدة بالغيوم.

ولكني عملت بأصلي وأنا أرى رفاق الأمس متخاصمين لأسباب لا أراها إلا تافهة ولا تستحق هذه الضغوط والتحسس من الجانبين، ليست مشكلتهم فيها منافسة على منصب أو موقع أو درجة.
كلنا بنفس السفينة وكلنا بنفس الواقع، وأحدنا يكمل الآخر، مهمتنا الأولى والأخيرة هو إنقاذ الوطن وخلاصه وتحريره.

لهذا الهدف السامي الذي تنتظره جماهير العراق والأمة فلنتسامى على جروحنا وخلافاتنا، ونترفع عن سفاسف الأمور وتوافهها، ولتكن كرامتنا من كرامة وطننا ومبادئنا.

ولنسامح ونعفو ونصفح، والقائد لا يعلو مقامه ويرتفع إلا بسمو أخلاقه وزينة عقله وقلبه الكبير وسعة أفقه.

أيها الأخوة، أمل الأمة كلها معقود على نضالكم وجهادكم ووقفتكم لتحرير الوطن، فلا تخذلوهم، ولا تدعوا الشامتين والأعداء يفرحون بخلافكم، إيران والصهاينة مطمئنة ما دامت الخلافات موجودة، تساميكم ووحدتكم سلاحكم الفتاك ضد كل عدو وستشكل الانطلاقة الحقيقية للجماهير لتحرير العراق، بدل حالة اليأس والاحباط التي يمرون بها.

كل الجماهير تنتظر وحدتكم وابتعادكم عن كل ما يجرح ويشوه صورة الآخر، أنتم قادة وننتظر منكم تصرف القيادة التي نتشرف بها جميعاً، لنركز على هدفنا الكبير وقلوبنا مفتوحة للجميع، لا نفرق بين أحد منكم ونحن على أهبة الاستعداد وتحت أمرتكم في حمل السلاح والتوجه لساحات التحرير الأكبر.

دمتم مناضلين مجاهدين مقاومين، ودمتم قادة كبار، نحترمكم بأسمائكم وصفاتكم ومواقعكم.
حياكم الله، وحيّى على الجهاد، ونصر الله قريب بإذن الله.





الجمعة ١٩ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يونس ذنون الحاج نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة