شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد كانوا أبناء الوطن في طليعة الشعوب الصامدة لايتسامح أو يتساهل أحدهم بأي شكل من الأشكال فيما يخص حقوقه المشروعة والدفاع عنها حيث إعتمد أبناء العراق الأوفياء لوطنهم على هذا النهج كنهج ثابت وراسخ مهما كلف ذلك من تضحيات , كما لا يرغب أبناء الوطن بديلا عنه لأنه الطريق الرفيع الذي إختاره وسلكه أجدادهم وآبائهم في سبيل الوطن وكبريائه وعزته ومطالبهم العادلة في كافة المراحل , ومراجعة للتأريخ وما تعرض له الوطن وأبنائه من أزمات سياسية وضروف صعبة وشاقه ومن مشاكل ومعوقات ومرارة سواء كانت نتيجة إحتلال للوطن أو نتيجة سياسة عميلة وخائنة لاتلبي طموحهم في النهضة والتقدم أو سياسة تابعة مثلما هو عليه الحال في الوطن حيث السياسة الفاشلة والرديئة ألتي لاتنبعث منها سوى رائحة الدم والإبادة.سياسة غير معترف بها بسبب سمعتها الرديئة ألتي لاتمثل سوى الفوضى والصراعات ونفوذ المنابر الدينية الحاقده ألتي قضت على نهضة الوطن وتقدمه وأختارت ما ملي عليها من تقاليد بالية بعيدة حتى عن أي تمثيل ديني ولا تتفق مع إتجاه أية شريحة من شرائح المجتمع العراقي وتكوينته المختلفة التي تعايشت طيلة المراحل تحت تقييم وإحترام القيادة الوطنية بوفاق ووئام وخصوصا بعد ثورة ١٧ - ٣٠ من تموز المجيدة عام ١٩٦٨ وحتى ٢٠٠٣ عام الغزو والإحتلال حيث لم يشهد العراق الجريح ومنذ أن تأسست الدولة العراقية مثل تلك التناحرات والصراعات والطائفية الدموية التي يعيشها أبناء العراق على مدار الساعة بعد إستباحة الوطن وبعثرة وحدة أبنائه

لقد كان أبناء العراق دائما وأبدا يتحلون بالوطنية من منطلق الحرص والإخلاص للوطن واضعين الثقة التامة بأنفسهم وكانوا ولازالوا خير من يدافع عنه وعن كيانه ومستقبله رافضين أي نفوذ أجنبي وخصوصا النفوذ المجوسي وعناصره التي تلقت الضربات الموجعة بمعركة القادسية على يد أبناء الوطن بعد أن جرب حضه وحاول إجتياز حدود الوطن , أما ثباتهم وإصرارهم فقد ميزهم وصبرهم وتضحياتهم وعزائمهم ودفاعهم عن وطنهم بكل والطاقات والإمكانيات ميزهم عن غيرهم من الشعوب ألتي خاضت أيضا نضالا في سبيل عزة أوطانها وكرامتها وحريتها ومستقبلها , ولكن مقارنة ببطولات شعبنا في الوطن الجريح وتضحياته فقد إختلفت مقاومة وموقفا وإصرارا وشجاعة حيث أبلى شعبنا كما أبلت جماهيرنا وصمدت وطليعتها الوطنية القومية وبقيادة البعث وأثبتت من خلال ممارستها النضالية أنها قادرة على دحر الأعداء مثلما دحر شعبنا قواته بيوم النصر العظيم والذي وقف شامخا مدافعا عن الوطن وحرمته وسيادته وكيانه

لقد أدركت السلطة في العراق تمام الإدراك ومنظومتها الفاشية ومن إختار صيغة التقتيل وسفك الدماء وحاول إستهداف الثورة الشبابية ولازال بتصفية شبابها وشاباتها إنهم أخطأو التقدير وراهنوا على ورقة خاسرة , وما أثاروه من إشاعاة لتشويه صورة الثورة الشبابية ثورة تشرين المباركة وشبابها ماهي إلا محاولة لكسر العزائم وتحطيم إرادة الشباب الوفي لوطنه وثورته , وبهذه السلكوية حاولت السلطة وضع العربة أمام الحصان.وشعبنا لن ينسى أنهم صنيعة الإدارة الأمريكية والصهيونية كانوا ولازالوا خدامها وعبيدها تميزوا بخيانتهم وعمالتهم في سبيل منافعهم ومصالحهم الشخصية ومن يطلع على حقيقتهم سيتأكد له إنهم ومن نعومة أضافرهم حفنة من الخونة والساقطين لن تتوقف مراهناتهم على نحر الأمة وشبابها الصامد , ولو عدنا مرة اخرى إلى مؤهلاتهم لاتضح لنا إنهم يفتقرون إلى جميع المؤهلات.أما النباهة فهي بريئة منهم سيئي السيرة والأخلاق لايوجد بهم من هو دمث الخلق منتزعي الأمانة والأيمان قدر لهم أن يحكموا وطن .. وطن لم يبقوا منه وفيه شيئا بعد أن كان فخرا للأمة والأوطان

إن أوضاع الوطن المضطربة سببها ليست ثورة تشرين ومناضليها مثلما تحاول السلطة تشويه سمعتها بكل إسلوب , وإنما ممارسات السلطة وإنتهاكاتها وإبتعادها عن المواقف المتزنة , أما إختيارها الحرب ضد مسالمين وعزل يفوق التصور , والجميع في نقمة شديدة بسبب نشاطات أجهزتها الأمنية التي هي أشبه بمجرمي المعاطف الجلدية السوداء في الحرب العالمية الثانية في المانيا اللذين إستباحوا قيم الأنسان وحريته ؟؟ وموقف وممارسات مرتزقة إيران بتوسيع الفوضى وتغلغلها داخل المجتمع العراقي وخصوصا داخل تجمعات شباب الثورة ليست بالغريبة على شعبنا , ومن الواضح أن جميع الهجمات التي تعرضت لها القوى الشبابية ولازالت على أيدي عناصر السلطة الدموية ماهي إلا هندسة وتخطيط من النظام المجوسي وإستخباراته وعناصر الحرس اللاثوري , كما نسيت السلطة أن الثورة الشبابية ثورة سلمية شبابها أعزل من أي سلاح وليست كفاح مسلح لكي تعلن السلطة حربا ضدها ومحاولة السلطة طرح مشاريع المفهوم المجوسي والصهيوني لايتفق مع طموحات أبناء شعبنا والوطن وسيادته حيث لايمكن القبول بها مهما كانت التضحيات , والثورة من أجل تغيير واقع الحال وإحلال واقع بديل عنه يختلف أتجاها عامل وقرار ليس إستثنائي وإنما قرار ثابت ملح وضروري من أجل إسقاط تلك المنظومة المنبطحة للنظام المجوسي ومآربه وأبعاده كما أقرت القوى الوطنية التصدي لجميع المشاريع العدائية الهادفة إلى تدمير الوطن , كما أصبح قلع جذور اإستبداد لإزالة معالم الضلم والطغيان لكي تنعم الجماهير بمستقبل يسوده العدل والأمن وللإستقرار والرخاء , وتنعم روح العدالة والمساواة

ومن الواضح أن القوى الشبابية لايمكن لها أن تكون حرة إن بقي النظام ومنظومته الخائنة يرسم سياسة البلد لأنها سياسة فاشلة وساقطة بنظر الجميع ومماطلتها بعمليات الترويض وبقوة السلاح وجريان الدماء لكي تكسب الوقت لصالحها لايمكن لها أن تمرره لأن شعبنا واعي ومتبلور وعرف أتجاه وأبعاد المنظومة العميلة ونهجها المعادي

لقد أثبتت منظومة السلطة العميلة أن مفهومها يختلف عن باقي المفاهيم المتعارف عليها لبناء الدولة وإستعادة مافقدته جراء الغزو والإحتلال , وتلبية طموحات القوى الشبابية التي هي المادة الأساسية لنهضة وتطوير وتقدم الوطن لايمكن الإستغناء عنه , أما تلبية مطالبها وحقوقها حق شرعي بعد أن اغتصبت عقب غزو الوطن وإحتلاله بدل من محاربتها أوتوجيه الأسلحة القاتلة إلى صدورها بدل من تقديم الخدمات والأمور الضرورية والبحث عن الحلول دون أن تعرض حياتها إلى المخاطر سواء كان بإسلوب إجرامي أو بآخر من الأساليب الوحشية أو ممارسة إنتقامية تطيح بها وبطاقاتها وإمكانياتها , أما تعبئة العملاء من الطرف الثالث وسلاحها المنفلت لتصفية أبناء الوطن دون ردع أو عقاب قانوني يعتبر جريمة من الجرائم التي لايمكن أن تكون منهجية سليمة أو سلوكية أخلاقية مهما كان نوعها وأبعادها






الجمعة ١٩ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة