حالُ العراق معلومٌ للجميع، سياسياً واقتصادياً وجغرافياً، البلد في انهيار سريع، يكاد يختفي كدولة من الخارطة الدولية إذا استمر الوضع كما هو عليه.

إيران تسيطر سيطرة تامة على جميع مرافقه، وتتحكم به من خلال أذرعها من الميليشيات والأحزاب، وسيستمر هذا لوقت طويل حتى تكتمل جوانب الابتلاع الكامل له من قبل إيران، وربما ضمه إليها بفضل الخونة والعملاء ممن أعلنوا ولاءهم وتبعيتهم لخامنئي الذي نَصّبَ نفسه نائباً للإمام المهدي لتكون الطاعة له مطلقة، مستغلاً بذلك تعاطف شريحةٍ في العراق وباقي الأقطار التي تمكن من تخريبها بواسطة الذيول في اليمن وسوريا ولبنان.

النظام الإيراني لن يترك العراق بهذه السهولة، علينا أن نفهم ونعي ذلك، فكلما طال بقاؤه في العراق يتعمق أكثر، وهو يخطط منذ سنوات طويلة لابتلاع العراق.

واليد التي يتغلغل فيها هي يد عراقية خائنة غادرة، والمعادلة التي تنعي احتلال إيران بسيطة جداً، تتمثل بقطع يد الخيانة والغدر، عندها لن تتمكن إيران من العبث بمقدرات العراق.

أما أمريكا فموضوعها أسهل في العراق، فهي سقطت في مستنقع آسن سيسحبها إن لم تتعامل معه بشكل سريع كما حصل في أفغانستان، ولا مستقبل لها في العراق.

العراق اليوم أصبح بحاجة ماسة وضرورة حتمية لعودة البعث إليه، لا من أجل السلطة بحد ذاتها، ولا من أجل الانفراد والتفرد، بل من أجل إعادة سيادة وهيبة البلد والحفاظ على ثرواته وشعبه.

البعث اليوم يعي جيداً أن العراق يحتاج لكل أبنائه من الشمال إلى الجنوب، ويجب اشراكهم من أجل إنقاذه أولاً، ثم بنائه بشكل علمي تقدمي مزدهر، وإعادة هيبته وتطوره كما كان.

المؤهل الوحيد للقيام بهذا الدور في الساحة هو البعث لما له من تجربة طويلة اتسمت بالنزاهة والعلمية بإدارة البلد، مع وجود آلاف العلماء والكوادر والخبرات التي اجتُثَّت بحجة البعث، ومنهم من قتل ومنهم من هُجِّر.

البعث اليوم في أعلى استعداده لتسلم المهمة الوطنية الكبرى وبمشاركة القوى الوطنية التحررية، لطرد الخونة والعملاء وإنقاذ العراق من الاحتلالين الإيراني الصفوي والأمريكي، البعث عائد، ووجوده أصبح ضرورة ومطلباً شعبياً كبيراً بعد أن حق الحق وزهق الباطل وكشفت اللعبة.