شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذا نعني بالثبات على المبادئ، وخاصة في زمن باتت الخيانة فيه وجهة نظر تحترم من قبل من تناسى أن يكون صاحب قيم ومبادئ ويبحث عن مجد زائل، بل وزيف الحقائق إرضاء لشهواته، وبات ينشر خرافاته السخيفة بين الجميع حتى يقنع نفسه بأنه صاحب مشروع نهضوي وينفع الآخرين به.

إن الواقع الحالي الذي نعيشه وخاصة في وجود التكنولوجيا الحديثة ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت في متناول الجميع نرى كيف أن الكثيرين سقطت عنهم الأقنعة وباتوا عراة الضمير ونسوا أوطانهم وما نتج عن احتلالها وخرابها، لا زالوا يفكرون في أنفسهم وتركوا بلادهم تعاني الآمرين ولم يتحرك بهم أدنى ضمير حتى يعودوا لأنفسهم ويكونوا مرة أخرى شرفاء أمام أوطانهم.

إن هذه التصرفات مناقضة لتصرفات وأفعال صاحب المبدأ الذي آمن به وعمل لأجله، فنراه كبيراً بأفعاله ومواقفه التي نذر نفسه من أجل وطنه وتحريره، وقرر أن يكون القدوة الحسنة لغيره من أبناء وطنه، وهذا رأيناه في شخص المجاهد الكبير رحمه الله الرفيق عزة إبراهيم وجميع من بقي معه صامداً وثابتاً على موافقه، حين أصدر الاحتلال أمر اجتثاث البعث وحل الجيش الذي هو عماد الوطن وصار من ضمن المطلوبين للاحتلال، وبات مطارداً بين الجبال والصحارى وهو كبير بالسن ويعاني من المرض، لم يقل بأنه تعب، والآن يريد أن يرتاح ويترك وراءه كل شي ويعيش كما الآخرين.

لا لم يفعل ذلك بل بقي صامداً يواجه ما فعله الاحتلال بوطنه ويصلح بين الجميع حتى يعود البعث قوياً ويثبت للغير بأن البعث مارد قوي ثابت كما أمر الآباء الذين أرسوا المبادئ والقيم لتكون النواة الحقيقية للجميع ليعود وطنهم من أقوى البلاد التي يحسب لها ألف حساب، لهذا تآمروا عليه ليقولوا ويقنعوا أنفسهم بأن البعث مجرد حزب كما الأحزاب التي باعت نفسها للمحتل وتركت وطنها مستباحاً يعاني الفقر والجهل عكس ما كان عليه إبان عزة وقوته.

إن الرفيق عزة إبراهيم وغيره ممن بقي على العهد ضربوا أروع الأمثلة ليقولوا لهذا الجيل بأننا هنا ومهما حدث سنبقى كما عرفتمونا أقوياء عظماء لا نبحث عن مجد زائل، وراهن المحتل كثيراً عليه بأنه باع قضيته واختفى كما الغير ولكنه صفع المحتل الصفوي بوجهه حين قال لهم بأنكم أقذر من الكيان الصهيوني ورفض مشروعهم بالاعتراف بالكيان وإنه جار لنا ويجب التعامل معه وتقبله كما فعل البعض وقبلوا أن يكونوا أتباعاً لهم.

لهذا بقي محارباً، لم يستطيعوا أن ينالوا منه، وبقي صامداً كما شهيدنا الأكبر صدام حسين الذي وقف أمام الجميع بمهابة وكبرياء ليعطي الجيل الحالي بأن الوطن أهم من الموت نفسه ويجب الدفاع عنه مهما كلفنا وأن نكون أوفياء له لأنه أعطانا الكثير، لهذا ورغم سنوات الاحتلال والطائفية التي أوجدوها نرى أن الجيل الشاب ينادي باسم شهيد الحج الأكبر المرحوم صدام حسين ورفاقه بأنهم هم الأقوياء والشرفاء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل كرامة وطنهم وبقوا على العهد صامدين.

لهذا قامت ثوره تشرين والانتفاضات التي عمت كل العراق للسنة الثانية لتقول لهم بأننا هنا أقوى ويجب على المحتل أن يرحل لأننا سوف نكمل مسيرة آبائنا الذين ضحوا لأجله، وسنستعيد حريتنا وكرامة وطننا رغماً عنكم وسنكون رعاته، وسنكون أصحبا الموقف الذي يحاكم أي إنسان يقف صامتاً أمام عظمة وطننا، ونبقى على عهدنا نصعد المظاهرات، ونقول لأي محتل مهما كان وزنه وثقله بأننا طردنا سابقاً المحتل البريطاني ، وطردنا المحتل الأمريكي وجعلنا منه أضحوكة بأنه الجيش الذي لا يقهر وأخرسنا الصفوي حين رفع رأسه أمامنا، والآن سنقول للجميع بأننا هنا صامدون بمهابة ندافع عنه بإيمان مطلق لأنه الكرامة في النهاية والبداية ..






الجمعة ٩ ربيع الاول ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب منيرة أبو ليل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة