شبكة ذي قار
عـاجـل










وارتباطا مع الازمة الإيرانية المتفاقمة فإن قضية الاحواز مترافقة مع احتلال ايران الشاهنشاهية الجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الأمارات العربية المتحدة واصر الملالي على اعتبارها جزءا من الأراضي الإيرانية يقابل ذلك الإصرار الفتور من قبل ال زايد بل نمو المصالح التجارية فيما بينهم بالمليارات الدولارات بالرغم من العدوان الفارسي وكشف بعض الخلايا النائمة الإرهابية وركائزها من هم من الأصول الفارسية ، شكّلت موضوعاً ساخناً في التحليلات السياسية والنقاشات الاستراتيجية التي تزخر بها اجتماعات الحكومات الإيرانية ، ووسائل الإعلام ومراكز الأبحاث وبرامج الأحزاب السياسية ، وأكدت في معظمها على أن هناك مواجهة حقيقية مع ايران بسبب هذه القضايا وان سياسات ايران كانت وما زالت غير مجدية في إيجاد الحلول لها وبالأخص بعضها كان له صبغة دموية وابادة واخضاعها بالقيود والعقبات التي تحدّ من شموليتها وفاعليتها ، على رغم أنه لم يطرأ على الموقف الاحتلال الفارسي من قضية الاحواز تطور يُذكر منذ نشوئها ، لا في زمن الحرب ولا السلام، لسبب واحد بسيط، هو أن ايران في زمن البهلوي والخمينية والخامنئي تعتقد جازمة ، أن وجود قضية كقضية الاحواز معترف بها ينسف من الأساس المشروع الفارسي ضد العرب واحتلال العراق مثلا او غيره من قبل ايران ، القائم على تلفيق أسطورة فراغ الاحواز من شعبه وتكريس ثقافة عرب زبان أي الناطقين بالعربية وليس وجود الأصل العربي ، بهدف تحقيق دولة فارسية على كل الامة العربية ولهذا أن على الحركات الاحوازية ضرورة الالتقاء على أُسس جامعة للتعامل مع الاحوازي كفرد والاحواز كقضية مركزية، فبعد أن دخلت النكبة قرابة التسعين عاما ما زال الاحوازي عُرضة للقهر سيكولوجياً وفسيولوجياً في آن واحد، فلم تكن هذه المدة الطويلة لمأساتهم كفيلة بأن توفر لهم الحياة الكريمة المنشودة تحت ظل الأنظمة التي تعاملت معهم كلاجئين او حتى تلك التي تعاملت معهم كقضية عربية لابد من دعمها، مما أدى إلى تكريس العيش في ظل حالة من الازدواجية بين الاندماج والاغتراب والاضطهاد ، ولابد ان نلفت النظر لأهمية ما نقول إنه مما فاقم من أزمة الشعب الاحوازي وطنيا وقوميا ودينيا وعالميا كلاجئين غياب صوته الحقيقي وانعدام شعوره بالوزن والتأثير في مجريات الأحداث لاسيما تلك المتعلقة به ، أما المجتمع الدولي المحيط فلا يتعامل مع قضيتهم سوى ببُعدها الإنساني العام ساعياً جهده كي يحل المشكلة على قاعدة مفهوم حقوق الانسان واللاجئين والتوطين والتعويض ، في ظل انغلاق الأفق السياسي لأي حل عادل لقضية الاحواز يغدو العمل على حشد الرأي العام لصالح القضية مسؤولية الغيورين من مؤسسات ومنظمات ومجتمع مدني وفصائل وحتى ابسط العلاقات وان كانت فردية ، فإن المراوحة بين التركيز على الحالة والصورة في بناء التصور المفضي إلى رسم السياسات وحشد المواقف تغدو مسألة للدراسة برسم التنفيذ ، ففي الوقت الذي ينبغي فيه المزاوجة بين الإنساني والصورة من جانب يظل التركيز على السياسي والقانوني والإعلامي مهماً للغاية أيضاً ان تكريس الصورة وتصوير المعاناة ليس شرطاً لازماً لانتصار ثورة الاحواز بقدر ما ينبغي الانطلاق في ذلك الحق من كونه حقاً بالقانون والسياسة والدين والعُرف الدولي والاعلام والعلاقات الدولية ، لا مجرد حالة إنسانية تستدعي العطف وصرف المساعدات والبحث عن الأثمان لتسديدها او التوسل هنا وهناك ، إن انتفاء الصورة يوماً طوعاً أو قسراً لا يعني البتة انتفاء الحالة والوضعية القانونية والسياسية الملازمة للأحوازي لكونه ثوريا ومحتلة أرضه فإن من الواجب البحث في إمكانيات جعل نكبة الاحواز عموماً محط اهتمام وتعبئة لأجيال الأمة العربية والإسلامية والمنظمات الدولية متجاوزين بذلك مخاوف ايران العسكرية والتفريس ومنظماتها الإرهابية الدموية، ومؤكدين الوجهة نحو الاحواز طال الزمن أو قصر ، ليس لأن الفارسية حاقدة وعنصرية ودموية ، بل لأن الواجب يقضي أن يكون همّ الاحواز وشعبه المضطهد المظلوم والمسحوق مسؤولية الأمة والإنسانية أجمع وانها مسؤولية كل شريف

المجد والخلود لكل فعل وقطرة دم روت الارض العربية على طريق الحرية لتكون نورا ليزيل الظلام واسقاط العبودية وتقرير المصير





الجمعة ٩ ربيع الاول ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة