شبكة ذي قار
عـاجـل










انقلبت القوَّات المسلحة السودانية بزعامة رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وكان في مقدمة الذين استهدفهم الانقلاب العسكري الرفيق المناضل الدكتور علي الريِّح السنهوري، الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، وأمين سرّ قيادة القطر السوداني الشقيق، وعدد من رفاقه المناضلين في القيادة.وهذا ليس بجديد على الرفيق القائد السنهوري فقد كان وما يزال في طليعة الرفاق في المواجهة والنضال الميداني وأُعتُقل لأكثر من مرَّة في ظل حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، والذي كانت ميوله ( أخوانية ) ، وهذا هو درب المناضلين في البعث منذ تأسيسه وحتى اليوم.ولكن المختلف في ما جرى قبل الاعتقال، وما أفرزته من نتائج، ومن ردود الأفعال العالمية التي انقسمت بين مؤيد لعملية الانقلاب، ورافض لها.وكان معلوماً للقاصي والداني أنَّ القائد السنهوري أطلق صيحة هادرة عبَّرت

عن قيَم البعث ومبادئه القومية، في رفض التطبيع مع العدو الصهيوني والعمل على افشاله، و التي كانت بوصلة البرهان تتجه نحوه بكل قوَّة.

وهذا هو موقف حزبنا العظيم الذي يحمل هموم الأمة وقضاياها المركزية، ويندفع منذ أكثر من سبعين عاماً باتجاه النهوض بالأمة والعمل على تحقيق انبعاثها من جديد.فكان هو موقف الرفيق المناضل السنهوري أيَّده الله بنصره وسدَّد خطاه وفكّ أسره.وها هي الحقيقة اليوم تسطع كنور الشمس الذي لا يستطيع أعداء البعث من حجبه بغربال الأكاذيب والافتراءات، فكان القائد السنهوري في مقدمة مَن تم اعتقالهم .. وبعد ذلك فقد استوقفنا موقف الكيان الصهيوني من هذه العملية رغم انه لم يفاجئنا، ونقصد اعتقال المناضل السنهوري، فقد أدلى الصهاينة بدلوهم فعبَّروا عن رِضاهم وتأييدهم المطلق لهذا الانقلاب، ليس لسبب سوى أنَّه أقدم على اعتقال الرفيق الأمين العام المساعد للحزب، فقد عبَّر احدهم* الناطق بلسان الصهاينة، عن سعادته وشماتته باعتقال قائد البعث السنهوري بقوله في تغريدة له على صفحته في الفيس بوك : " أنَّه يُوَجَّه التحيَّة للجيش السوداني الذي أسقط حزب البعث في السودان!وأضاف أنَّه أي الجيش السوداني قد تخلَّص أخيراً من حزب البعث والأحزاب القومية " .. انتهت تغريدة الصهيوني ، وهذا برهان ساطع على ما ذهبنا اليه من موقف البعث وقائده الأمين من مسألة التطبيع.ولهذا الصهيوني نقول : لا تشمت يا ابن صهيون بالبعث العظيم وقائده الزعيم، فهذا هو ديدنهم منذ أن آمنوا بالبعث، وامتزجت قيمه ومبادؤه المُشرِّفة بدمائهم

التي تتحرَّك في العروق، وهُم اعتبروا أنفسهم مشروع دائم للاستشهاد في سبيل العروبة والأمة.

هم على يقين أنَّهم لايتحركون في بساتين من الزهور والرياحين، بل أنَّهم يعلمون جيداً أَّنهم يعملون بين حقولٍ من الألغام، قد تنفجر بهم في أيَّة لحظة.والبعثيُّون الحقيقيُّون لا يهابون السجون والمعتقلات، ولا يخشون الموت، بل هُم مترفعون عن كل ما يهابه ويخشاه عوام الناس، فهم أرفع وأعلى من هذه الاهتمامات، وهي ليست على مقاسهم، فهُم رجال الثورة العربية الغُرّ الميامين.مناضلو البعث يحملون هموم ومعاناة أمة بكاملها، ويتمثَّلون بتاريخها، وحضارتها، ورسالتها، ووجودها ومستقبل أبنائها.هُم طليعة الأمة الواعية الذين يحملون دماءهم على أكُفِّهم، وهُم قوة الصدّ الأول الذين يقتحمون المهمات اقتحاماً، وصدورهم عامرة بالايمان بالله الواحد الأحد، وبمنزلة أمتهم وقدرها في حمل رسالتها الخالدة للانسانية جمعاء، هكذا هي أمتهم مُذ أن حمَّلها الله تعالى واجتباها لحمل رسالته للبشرية جمعاء كيما تؤمن به سبحانه وتُوحِّده وتعبده.

أيَّها البوق الصهيوني، انْ كنت لا تدري ولم تقرأ تاريخ البعث منذ تأسيسه الى اليوم فأذكّرك بما لم تدركه من هذا التاريخ، فالقائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله قد قاد المتطوعين للقتال في فلسطين عام١٩٤٨ ، وواصل النضال ومنذ الستينيات في القرن الماضي، تعرَّض لأكثر من محاولة لاعتقاله بعد ردة شباط في سوريا من قبل حافظ الأسد، واستطاع التخلص من قبضة حافظ وانشقاقه على القيادة، وبرفقة صلاح البيطار الذي اعتقله الأسد مع


أمين الحافظ، حيث غادرا الى لبنان وبعدها الى العراق عندما كان البعث يقود الدولة والشعب أنذاك .. وهذا أيضاً تكرَّر مع الرفاق قادة الحزب في اغلب اقطار الوطن العربي ولكنَّهم لم يَهِنوا أو يستسلموا بل واصلوا مسيرتهم النضالية حتى تمكنوا من تحقيق الانتصارات وابرزها تفجير ثورة ١٧ تموز المجيدة وها هو شعب فلسطين الجبار يواجه الة الاحتلال وجبروتها ويقاومها بكل الوسائل المتاحة.

وبعد الغزو والاحتلال الذي نفذه أرباب الشرّ من حلفائكم الأمريكان والبريطانيين ومَن تحالف معهما للعراق، حيث انتخى أبناء العراق الأماجد في التصدي للاحتلال الغاشم، ومقاومته، وقدَّموا آلاف الشهداء الأبرار قرابين للعراق العظيم، يقودهم رجال البعث الأشاوس وفي مقدمتهم القائد شهيد الصبر والمطاولة الأمين العام للبعث الرفيق عزَّة ابراهيم رحمه الله.

هذا هو البعث وهؤلاء هم قادته ومناضلوه الصناديد الأوفياء لحزبهم وأمتهم العربية المجيدة، فلا تبتهج وتتراقص وتشمت أيَّها المحتل الغاصب لأرض فلسطين، فكما انتصر البعث في السابق بعد النضال والتضحيات فهو منتصر لا محالة طالمة ترفع قيادته وعلى رأسها الرفيق علي الريح السنهوري الامين العام المساعد الراية بكل امانة وتواصل المسيرة بكل شجاعة واقدام لتتقدم الصفوف في التضحية والنضال.

ايدي كوهين* : هو ادورد حاييم كوهين،اعلامي اسرائيلي واستاذ جامعي، وهو ناشط صهيوني معروف في الاعلام العربي والعالمي، باستهدافه الأمة العربية في مقالاته.






الاربعاء ٢١ ربيع الاول ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والاعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة