شبكة ذي قار
عـاجـل










يتجدد الحزن والألم بصدور رفاق البعث والأحرار بالذكرى الأولى لرحيل شهيد المطاولة الرفيق القائد عزة إبراهيم الذي بدأ حياته مناضلاً ثائراً ومخططاً يرسم الطريق لخلاص الأمة وتحررها مستنداً على قوة إيمانه وصلابة عزيمته، فلم تهزه ريح مهما علا صريرها.

وعندما تجدد ذكرى رحيله لن نحزن بقدر ما نفتخر به وبتاريخه ونهجه القويم الواضح بالرؤية والرسالة رسالة البعث الخالدة التي تتصل بالأمة لتنهض بها من جديد.

لقد استطاع الرفيق القائد عزة إبراهيم، شهيد المطاولة، أن يجعل من البعث القاعدة الصلبة والمركز الفاعل لقيادة حركة الثورة العربية بما يعزز مكانة الأمة المجيدة بعدما نهض بالبعث من تحت الركام وقاد مقاومة وطنية تحررية ضد الغزو الغاشم فكان ضوء الأمة فكراً وموقفاً بظلام حالك أراد تركيعها فسمقت شخصيته ومكانته بقلوب الملايين من الجماهير التي انشدت إليه فكان رمزاً ومعيناً ثراً لا ينضب من العمل القومي تستقي منه الأجيال دروساً بالشجاعة والإقدام.

‏فالقائد ورفاقه الأحرار أصحاب قضية عادلة كافحوا في سبيلها وواجهوا الاحتلال بالصمود والتصدي ببسالة وأفشلوا مخططاته ومؤامراته مقدمين التضحيات الجسام، فلم يدخر القائد أي فعل من شأنه أن يخدم هذه الرؤية إلا وتقدم به بشجاعة القائد التاريخي الفذ‏، ولم يتراجع عن كلمة قالها أو عهد قطعه على نفسه لأجل البعث والأمة، وظل يرعى ويقود المقاومة ويشد على أزر الرفاق عند الشدائد ويعبر بهم أشواطاً نحو نصر قادم وتحرير قريب.واليوم تؤخذ العبر مما يزرعه نضال البعث في العراق وباقي البلدان العربية وما من يحصد إنجازات جعلت الأعداء يراجعون حساباتهم بعد أن أوصلتهم عنجهيتهم لطريق سدته المقاومة والتضحية البعثية التي رأت في فكر القائد نبعاً لا ينضب، تنهل منه الصمود في سبيل الأمة.

فهل يموت قائد كعزة إبراهيم، فديمومة الوجود لا تقاس بعدد السنين التي عاشها القائد بل بقدر ما كرس وجسد من رؤى وواقع وآفاق لمشروع نهضوي عربي قومي حي وقائم بنسيج حياتنا وأفق مستقبلنا.

فالمتتبع لمواقف ورؤى البعث واستراتيجيته بظل قيادة شهيد المطاولة لا بد له أن يلمس الحقيقة المؤطرة بوقائع الأحداث وشواهدها وهي أن فكر القائد وأثره في الواقع ورؤاه البعيدة المدى حفظت وصانت مضامين البعث النضالية وأسست لمدرسة ثورية تحررية نفسها طويل تهزم أعداءها بالثبات والمطاولة.لقد عاش القائد وهو يناضل لخلق واقع عربي وفقاً لنشأته وتربيته البعثية القومية حيث لعب البعث في عهده وفي ظل قيادته دوراً تاريخياً مجسد رسالة إنسانية وهيأ لنا أرضية صلبة وأساساً متيناً وتراثاً عظيماً من القيم والمبادئ التي دافع عنها وبقي متمسكاً بها حتى انتقل إلى جوار ربه شهيدا حياً.وهذه قيم ومبادئ مستمر توهجها وسريانها حتى بعد رحيله، وإننا لسنا مطالبين فقط بالحفاظ عليها وإنما بتطويرها وهذا يتطلب العمل والجهد على المستويات كافة بهدف البناء على ما تحقق في عهده الزاهر ولنعل البنيان ونضاعف الإنجازات ونواجه الصعوبات دون التخلي عن ثوابتنا الوطنية القومية التي ترسخت في قلوبنا وعقولنا.

وبهذا نكمل المسيرة الظافرة ونقدم لقائدنا ما كان يتمناه ويحث أبناء الشعب ورفاق البعث من أجل تحقيقه، ‏وعلينا التذكر دائماً بأن التجربة المستمرة للبعث ترعرعت في بلد عظيم اسمه العراق كان وما زال وسيبقى مدرسة للفكر العربي القومي الناهض وكتاباً مفتوحاً للنضال قدمت على مذبحه قوافل الشهداء والمناضلين والأحرار.

سلام عليك سيدي يوم ولدت، ويوم رحلت إلى ربك شهيداً، ويوم تبعث حياً.
والمجد كل المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.







الاربعاء ٢١ ربيع الاول ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابن العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة