شبكة ذي قار
عـاجـل










العمل الارهابي يظل عملاً إرهابياً، سواء نفذه ( داعش ) او نفذته ( القاعدة ) أو نفذته مليشيات ( حزب الله ) اللبناني أو نفذته مليشيات ( الحوثي ) في اليمن أو نفذته مليشيات تابعة ايرانية ( زينبيون وفاطميون وفصائل الحرس الايراني وفصائل ولآئية عراقية ) في سوريا أو مليشيات ( الحشد الشعبي الفارسية ) في العراق.

كل هذا الكم من قوى الارهاب هو ما أنتجه فيلق القدس ومخابرات الحرس الايراني منذ عام ١٩٧٩ وحتى الوقت الحاضر، الأمر الذي أحال المنطقة العربية الى جحيم من التوتر وإنعدام الأمن والأمان والاستقرار، في الوقت الذي نجد المنطقة وهي تعيش حالة مزرية تصنف بأنها منطقة مصالح دولية وإقليمية على درجة عالية من الأهمية، حتى ان الادارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض كلها تصف مصالحها بالمصالح الحيوية، بالنظر لتشابكها واتساعها وارتباطاتها بالسياسات والإستراتيجيات التي ترسمها القوى العظمى والكبرى والاقليمية على حدٍ سواء .. فمن هي الجهة المستفيدة من تعريض المنطقة الى الاضطراب وإنعدام الأمن والإختلال المتعمد في ميزان القوى؟ وقبل ان نتحدث عن المستفيد ، علينا ان نعرج الى موضوعة بعض الاعلام العربي الذي بات يغطي على الجهات التي تصنع الارهاب وتخفف من وقع الاتهامات التي توجه الى اصحاب القرار الذين يخططون لصناعة الارهاب في ساحات المنطقة العربية على وجه التحديد وساحات العالم الذي نالت ساحاته الكثير من الارهاب والتهديد.

أولاً - لقد خفتت نغمة إرهاب القاعدة، وخفَتَ ارهاب ( بوكو حرام ) في افريقيا، وتصدرت ارقام ( داعش ) قمة الارهاب في افغانستان وآذربيجان وباكستان وسوريا، فيما بات العراق يتصدر قائمة الارهاب والتدمير والموت، حتى بات كل عمل ارهابي يعلن عنه اعلامياً انه من فعل ( داعش ) .. التفجير داعشي والقتل بدم بارد داعشي، والنسف داعشي والهجوم على المفارز داعشي والخجوم على القرى الآمنة وقتل الأبرياء داعشي والطعن بالسكاكين في ساحات الاعتصامات داعشي والقنص داعشي والاغتيال بكواتم الصوت داعشي وتصفية الحسابات بالتفجيرات داعشي .. فإذا كانت داعش تفعل كل هذا فأين هو الجيش وقوى الأمن والشرطة والإستخبارات وقوات مكافحة الإرهاب ؟ وأين هي وزارة الداخلية و وزارة الدفاع و وزارة العدل وأين هي الرئاسات والمؤسسات؟

ثانياً - أمام هذه الحقائق الساطعة والتي تحدث يومياً على مدار سنين طويلة منذ عام ٢٠٠٣ ولحد مجزرة ديالى وقبلها مجزرة الكرادة ومجازر اخرى سبقتها ولا مجال لذكرها وتفصيلها ، لماذا يغطي الاعلام العربي ( الحدث - نت ) و ( صحيفة الشرق الاوسط ) و ( العربية ) ، على وجه الخصوص الجرائم التي تحدث في العراق بطريقة خجولة ويعلقون هذه الجرائم البشعة على شماعة ( داعش ) ويفبركون الحدث وكأنه من فهل داعش، وينشرون ما يقوله اعلام سلطة الاحتلال الفارسية في بغداد .. ألم يكن ذلك مشاركة في الجرائم، والدفاع عن المجرمين وهم معروفون في تصريحاتهم وفيديواتهم ومناظراتهم وصراخهم من على شاشات الفضائيات .. ألم يتحدث قادة الحشد الشعبي عن القتل والاختطاف والاعتقال وتهجير السكان المدنيين من قراهم ؟ ألم يعترف الكثير من المسئولين على شاشات الفضائيات بجرائم قادتهم وإختلاساتهم بالمليارات؟ فلماذا لا يكون هذا البعض من الاعلام العربي موضوعياً وشريفاً ومنصفاً للحقوق والحقائق التي تعلقها سلطات الاحتلال الفارسية في بغداد على شماعة ( داعش ) كلما ارادت البدء في خطط التهجير الايرانية، وكلما ارادت اجهاض حراك الشعب العراقي الذي يريد ان يحقق الاستقلال والحرية لجميع فئاته وشرائحه ؟ لماذا يداهن هذا الاعلام سلطات الاحتلال الفارسية في العراق؟ ولماذا بات بوقاً تابعاً لسلطات الاحزاب الاسلاموية الفارسية ومليشياتها التي تحكم العراق؟ وبالتالي لماذا يعزف الاعلام العربي اكذوبة داعش الاستخباراتية ويقوم بتسويقها على الناس .. من هم المسؤولون العرب في ( الحدث والعربية وصحيفة الشرق الاوسط ) الذين يشرفون على هذا الفعل المخزي؟ يقولون إنهم عرب ويريدون مساعدة الشعب العراقي، الذي يرزح تحت ظلم الاحتلال الفارسي الخبيث ، ألم يكن العراق عربياً ؟ الم يكن شعب العراق عربياً؟ فلماذا إذن هذا الفعل الشنيع ؟ حين تتحول الكلمة الصادقة الى رصاصة قاتلة ترتد إلى صدر كل عراقي؟ لماذا كل هذا النفاق في مسايرة اعلام سلطة الاحتلال الفارسية في المنطقة الخضراء؟ هل السبب هو وجود مكتب الحدث ومكتب العربية وجريدة الشرق الأوسط والجزيرة في بغداد والخوف من إغلاقها؟ فلتغلق ، إذا كان الأمر يتعلق بالحق والحقوق والهوية القومية وكذا الأمر بالمهنية الموضوعية والإنسانية.

ثالثاً - هذا الاعلام العربي يعرف من هو داعش ، ويعرف ان العرب ليس لهم علاقة بداعش عدا ( قطر ) التي تلعب على كل الحبال كما هي ايران ، ويعرف ان ( داعش ) صناعة ايرانية لتسويق خططها الإستراتيجية الى المنطقة والعالم بدأ تصنيعها برعاية نظام دمشق وتنفيذ نظام بغداد ( عهد نوري المالكي ) الذي اطلق عناصر مجرمة، ومنها عناصر القاعدة ، من السجن ونقلهم الى سوريا لمقارعة ثورة الشعب السوري وقمعه بالقوة، فيما تم إرسال عناصر التنظيم ليس اكثر من ١٥٠ - ٢٠٠ مسلح لإحتلال الموصل والرمادي بعد قرار نوري المالكي بسحب خمس فرق من الجيش العراقي وفرقة من قوات الأمن والشرطة وارغامهم على ترك اسلحتهم ( الامريكية ) عالية القدرة والأهمية تحت تصرف ( داعش - تنظيم الدولة الإسلامية ) ، لكي يسيطر التنظيم الاسلاموي على المؤوسسات الرسمية والبنوك والمصارف .. ولكي يكون مبرراً لفتوى السيستاني التي اسست الحشد الشعبي .. ولما كان الحشد لا يستطيع قتال داعش لوحده انبثقت غرفة عمليات مشتركة ( امريكية ايرانية ) لإدارة العمليات تحت يافطة محاربة الإرهاب التي تتبناها الإدارات الأمريكية ( بوش الأبن وأوباما وترمب وبايدن ) .. ألم يدرك الإعلام العربي ذلك؟ ألم تعلم السلطة الرابعة التي ترتبط بأجهزة الأستخبارات المختلف مَنْ صنعَ ( داعش ) ؟ ومن سهل زحفها على شرق الفرات من سوريا؟ ومن مهد إكتساحها مدن العراق بأسلحة امريكية حتى مشارف مطار بغداد الدولي ؟

رابعا - الاعلام العربي كله وبدون استثناء يعلم علم اليقين بأن إعلام حكومة الاحتلال الفارسية في بغداد كاذب في كل مزاعمه، ويحاول ان يرقع فتوق العملية السياسية الفاشلة والفاسدة، ويعلم ايضا ان ( احزاب ) هذه العملية البائسة هي ليست كباقي احزاب العالم تنطبق عليها مقومات وشروط الاحزاب السياسية المتعارف عليها، إنما هي مجرد مجاميع من اصول فارسية، أي ( تبعية ايرانية ) وحثالات الارض وجواسيس، تعمل على نهب ثروات العراق وتدميره وتمزيق شعبه طائفياً وعرقياً، وتقوم بتشويه الحقائق ، ومع ذلك نرى ان بعض الاعلام العربي ( الحدث والعربية وجريدة الشرق الاوسط ) من خلال بعض كتابها ومحرريها مدفوعي الثمن وتحت اشراف فارسي واضح ومكشوف، ومن هؤلاء الذي كشف عن نفسه بطريقة غبية ومتهالكة ( جورج قرداحي ) الذي بنى مجده الاعلامي على اكتاف دول الخليج العربي .. فمتى يستيقظ من بيده الحل والربط ويوقف الجرذان الفارسية من العبث في اروقة الصحافة العربية وفضائياتها ؟





الاربعاء ٢٨ ربيع الاول ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تشرين الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة