شبكة ذي قار
عـاجـل










استهداف العراق من قبل الفرس المجوس قديما" والصفويين الجدد حاليا هو نتاج العداء المستمر بين بلاد فارس وجيرانها من العرب بعيدهم وقريبهم له ماضي طويل وقديم قدم الحضارات التي قامت على أراضي الطرفين فلو تتبعنا التاريخ الماضي البعيد لوجدنا ان العلاقة بين بلاد فارس وبين جيرانها على حدودها الغربية وخاصة بلاد وادي الرافدين اتسمت بالعداوة أكثر مما اتسمت بالصداقة واتسمت بعلاقة القوي على حساب الضعيف وكان الحرب سجالا بين الطرفين وكانت أرض العراق وبسبب حدوده البرية الطويلة مع بلاد فارس مسرحا لذلك الصراع الذي أتخذ طابعا مختلفا في كل فترة كالصراع السياسي والذي تمثل في عمليات الغزو للسيطرة على النفوذ وموارد الثروة والصراع القومي {{ الفارسي – العربي }} فكل طرف يرى في نفسه العنصر المتفوق والعنصر الأسمى ، ثم الصراع {{ الديني - المذهبي }} وكان استعمال القوة العسكرية حاضرا في كل تلك الصراعات ، كانت الحضارة العيلامية أحد أقدم الحضارات التي قامت وازدهرت اقتصاديا ووسعت نفوذها في المنطقة على حساب جيرانها حيث قامت الحضارة العيلامية في الألف الرابع قبل الميلاد في المنطقة المعروفة الان بالأحواز وعاصمتها سوسة التي توسعت وشملت أجزاء من بعض المناطق الجنوبية من العراق وبعد مجيء سرجون الأكدى { ٢٣٧١ - ٢٣١٦ ق.م.} الى الحكم استطاع أن يتوسع بنفوذ دولته واستطاع أن يسيطر على أجزاء من بلاد عيلام وأن يضمها الى مملكته ، ثم جاءت نهاية الحكم الأكدى على يد الكوتيين وهم من القبائل التي كانت تستوطن أواسط زاكروس في منطقة همدان وبقي هؤلاء في الحكم حوالي قرنا من الزمن ما بين { ٢٢١١ - ٢١٢٠ ق.م.} وكانت فترة حكمهم من الوجهة التاريخية من أولى الفترات المظلمة في تاريخ وادي الرافدين ، وفي سنة { ٥٣٩ ق.م.} سقطت بابل بعد أن ضعفت تحت الاحتلال الفارسي بقيادة { كورش } حيث استطاع أن يدخل بابل بمساعدة اليهود الذين تم نقلهم من فلسطين الى بابل من قبل نبو خذ نصر في سنة { ٥٩٧ ق.م.} ومقابل تلك المسـاعدة سمح لهم كورش أن يعودوا الى فلسـطين وأن يبنوا هيكلهم ويعتبر كورش مؤسـس الإمبراطورية الفارسـية سنة { ٥٥٩ ق.م.} والتي توسعت وشملت العراق وبلاد الشام ومصر وليبيا وأجزاء من الخليج العربي واليمن ، وتوالت عصور الاحتلال لبلاد النهرين من قبل الاسر الفارسية {{ الأخمينية , السلوقية , الفرثية , الساسانية }} الى أن جاء الفتح الإسلامي حيث تم تحرير البلاد من الحكم الفارسي الساساني بعد عدة معارك ابتداءا من معركة القادسية الأولى { ٦٣٦ م } وانتهاءا بمعركة فتح الفتوح - نهاوند - { ٦٤٢ م } حيت تم القضاء على حكم الدولة الساسانية في بلاد فارس والتي دام حكمها أكثر من أربعة قرون وبعد الانتصار في تلك المعركة وتطهير بلاد النهرين من الفرس قال الخليفة عمر بن الخطاب {{ ليت الله لو جعل بيننا وبين فارس جبلا من النار }} وبالرغم من ذلك فان العرب المسلمين هم الذين تخطوا حدود بلاد فارس باسم الفتوحات ونشر الدين الجديد ، وبعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس ودخول معظم الفرس المجوس للدين الجديد سواء رغبة أو رهبة , بدأ صراع من نوع جديد بين العرب والفرس أنه الصراع الفكري الحضاري بين قوميتين وصل ذلك الصراع ذروته في العصر الأموي , فقد كانت الدولة الأموية عربية اعرابية كما وصفها الجاحظ ، لقد تصاعد الصراع حتى اقترب من العصبية الجاهلية وأطلق على من ليس عربيا اسم { الموالي } وخاصة الفرس حتى وان دخلوا في الإسلام وذلك لتمييزهم عن العرب فتبلورت على ساحة الصراع في الدولة العربية الإسلامية في تلك الفترة تياران رئيسيان الأول هو تيار العصبية العربية وكان بنو امية قادة هذا التيار وضربوا عرض الحائط حديث { لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى } وقد تمادوا في عصبيتهم الى درجة أنهم خالفوا تعاليم الإسلام في ذلك ، فمثلا منع الحجاج أن تزوج المرأة العربية المسلمة من مسلم غير عربي ، ومنع غير العربي أن يصلي أماما وخلفه عربي ، وقد أدت تلك السياسة التمييز على أساس القومية الى الاحتقان القومي بين العرب والفرس ، وأطلقوا على غير العرب الذين دخلوا الإسلام وخاصة الفرس تسمية الموالي تمييزا لهم عن العرب ، وكرد فعل على تلك الممارسات ظهر تيار ثاني وهو { الشعوبية }

يتبع بالحلقة الثانية





السبت ١٥ ربيع الثاني ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة