شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما تذكر الأمم المتحدة، فأول ما يتبادر للذهن هو اتحاد شعوب العالم في منظمة عالمية جامعة لهم تهتم بشؤونهم وتحرص على راحتهم، وما لم تضعه المنظمة بحساباتها أن حكومات الشعوب متغيرة وربما لا تمثل شعبها تمثيلاً صحيحاً، فإنها ستكون وبالاً وعالة عليه، فمن الأجدر بمنظمة الأمم المتحدة أن تحمي الشعوب من هذه الحكومات الظالمة والطاغية.

منذ ٢٠٠٣ سنة احتلال العراق المشؤوم عمدت الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام على إرسال بعثة دولية للعراق ابتدأت بمقتل أول مبعوث لها إلى بغداد "سيرجيو فييرا دي ميلو" جراء انفجار سيارة مفخخة قرب مكتب الممثلية، بعدها توالت التجديدات في استمرار البعثة لغاية يومنا الحاضر.

وجميع المبعوثين الذين مثلوا الأمين العام للأمم المتحدة في العراق لم يكونوا منصفين ووقفوا مع الحكومة ضد الشعب، بحجة تقديم الدعم والمشورة لها لكي تقف على قدميها، باستثناء شخص واحد، هو السيد الأخضر الإبراهيمي الذي كلف بالمهمة بعد مقتل المبعوث الأول، وهو الذي قال : ( أعتبر قرار احتلال العراق قراراً خاطئاً ) ، معتبراً أنه : "منذ احتلال العراق وحتى الآن لا يوجد أي قرار قد اتخذ بطريقة صحيحة".وأعرب عن أسفه من القيام بمهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق .. ومن المؤكد أنه لم يقل هذا الكلام لولا أنه اكتشف شيئاً خاطئاً حتى في الأمم المتحدة نفسها، وتمت مهاجمته في وقتها من أغلب سياسيي الغفلة في العراق.

المبعوثون الآخرون ولغاية الممثلة الأخيرة "جينين بلاسخارت"، فكان كل همهم كيف يجمعون الأموال من الكتل والأحزاب والحكومات المتعاقبة، وكانوا جميعاً ضعاف نفوس وضعاف شخصية ولا قيمة ولا وزن سياسي لهم لا في بلدانهم ولا في المنظمة الأممية نفسها، وجميعهم يرددون الجملة نفسها، إننا لا نأمر الحكومة بفعل شيء بل نحن نقدم المشورة والدعم والمساعدة لها.

فإذا كانت المنظمة الدولية مهتمة كثيراً بالحكومة أليس من الأجدر أن تهتم بشعوب العالم الذي من أجلها تأسست المنظمة العالمية، وهي فعلاً بحاجة إلى الدعم الدولي والمساندة.

وكمثال، يوم حضرت "بلاسخارت" إلى ساحة التحرير في فترة ثورة تشرين، والتقت المتظاهرين، فإن الجميع ظن بها خيراً، وتوقع منها أن تخرج بتقرير يؤيد المتظاهرين وطلباتهم وحقوقهم لكنها خذلت الشعب ووقفت من جديد مع الحكومة الباغية الظالمة.بعدها قامت بزيارة إلى نقابة الصحفيين العراقيين، وعقدت مؤتمراً صحفياً بحضور الطبال المهرج المجرم مؤيد اللامي كلب إيران النابح، فبينما هي تدلي بتصريحاتها كانت أصوات إطلاق العيارات النارية وقنابل الغاز من قبل القوات الأمنية الحكومية تطلق على المتظاهرين، ولم تجهد نفسها بقطع الحديث والتعبير عن امتعاضها من ضرب شعب من الأمم التي تمثلها، والذي هو من مؤسسي هذه المنظمة الدولية منذ عام ١٩٤٥.

فمن أراد تحرير العراق وخلاصه عليه أن يبدأ من الداخل وينتهي به، وإلا لن تقوم قائمة للعراق مادامت إيران قد مدت أذرعها الخبيثة لتدميره وإهانة شعبه وإذلاله.




الاربعاء ٤ جمادي الاولى ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمود العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة