شبكة ذي قار
عـاجـل










ما حصل في العراق هو تهاوي الأخلاق الاجتماعية، وسقوط ركائزها الأساسية في المجتمع بدءاً من العائلة التي تخلت عن التركيز في تربية أطفالها لاهتمامها وانشغالها في أمور أخرى .. وكذلك انهيار القطاع التعليمي بصورة غريبة .. وانهيار المنظومة العشائرية التي كانت هي المنبع الأساس للتربية في المجتمع، يتبعه انهيار المنظومة القانونية وفسادها.

بالرغم من وجود القوانين وتفعيلها لكن المنظومة التنفيذية ضعيفة مترهلة بالفساد والعلاقات المشبوهة، حيث إن المجرم مطلق السراح، والبريء يقبع خلف القضبان ..

والأهم من ذلك كله ترسيخ المنظور الطائفي والعرقي والديني، ثم الحزبي.

كل تلك الأسباب وغيرها جعلت من الصعب توحيد المجتمع العراقي حتى وفق النظرة الوطنية والتي أصبحت شعاراً زائفاً لا قيمة له في الواقع الحقيقي .. وهي الأسباب التي أدت إلى سقوط العراق اجتماعياً وسياسياً قبل سقوط النظام، وهذا ما حصل!

أما ماذا سيحصل لاحقاً، فالعراقيون جميعاً أصبحت لديهم القناعة التامة بعدم جدوى الإصلاح والتغيير لهذا النظام، فبعد ١٨ سنة من التبعية للمحتل والتبعية للدول المسيطرة الأخرى المتدخلة في الشأن العراقي، والجهل والتخلف وسرقة المال العام، دون وجود أي عمل حقيقي على الأرض لتقدم وتطور هذا البلد.

والأهم تبعية كل المنضوين تحت العملية السياسية لدول الجوار، وبالأخص إيران ..
ولكن السؤال هل سيتمكن الشعب العراقي من الانتفاض على هذا النظام وتغييره سواء بانقلاب أو ثورة؟

سؤال مهم، وهو مطلب جماهيري .. والإجابة عليه تتم عبر المرور بالمنظومة الأخلاقية التي يمر بها مجتمعنا اليوم .. فلو قلنا إن ثورة انقلابية حدثت في العراق أسقطت النظام الحالي بغض النظر عَمَّن قادها وفجرها.ولنتصور كيف سيكون حال المجتمع، وماهي قراراتهم التي ستمنعهم مثلاً من الانتقام على القتل والتهديد والاعتقال والتهجير والتجويع ومصادرة العقارات؟

فمن سيضمن عدم الاقتتال والحرب الأهلية؟

ومن سيضمن عدم احراق الوزارات والدوائر المهمة والمكاتب ومنازل المتنفذين والعاملين في النظام؟

ومن سيضمن عدم حصول سرقات ونهب وسلب وقتل واغتصاب؟

فالمجتمع اليوم غير مؤهل مطلقاً لاستقبال الحالة النظامية والقانونية والالتزام الأدبي والقانوني، فالمجتمع ليس نفسه في العام ١٩٦٨ أو ١٩٥٨!لأن الجماهير في تلك الفترة كانت معبأة فكرياً ونظامياً وشعبياً لإحداث التغيير والانتفاض على الباطل دون المساس بثوابت الدولة والمجتمع.

أما اليوم فقبل أي تغيير علينا العمل في توحيد الرؤى والأفكار والتيارات وتهيئة جيل واعي جديد من الشباب، والابتعاد عن كل المؤثرات والتبعيات الخارجية التي لا ننكرها.
وعلى الشعب العراقي أن يفكر بجدية بدعم الحزب الوطني الذي يجمع على أصالته ودوره في بناء العراق وجاهزيته الكبيرة في قيادة المرحلة بشكل حضاري وإمكانية بناء وتطوير البلد وإيصاله إلى بر الأمان.




الجمعة ١٣ جمادي الاولى ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يونس ذنون الحاج نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة