شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( كُلُّ نفسٍ ذائقةُ المَوتِ وإنَّما تُوَفّونَ أُجورَكُم يَومَ القيامَةِ فمَن زُحزِحَ عَن النارِ وأُدخِلَ الجنَّةَ فقَد فازَ وما الحياةُ الدُنيا إلَّا مَتاعُ الغُرور )
صدق الله العظيم

ببالغِ الحزنِ وعميقِ الأسى، وبقلوبٍ مؤمنة بقضاءِ الله وقدَرهِ، وسُنَّته في الحياة، ننعى الى مناضلي البعث وشعبنا العراقي الماجد وجماهير أمتنا العربية رحيل الرفيقين المناضلين : حاتم حمدان محمود العزّاوي، رئيس ديوان الرئاسة في العهد الوطني المجيد، وثامر رزوقي عبدالوهاب الشيخلي، وزير المالية الأسبق، اللذين انتقلا بالأمس الى الرفيق الأعلى، بعد أن وافاهما الأجل في فراش المرض، وبعد معاناة وآلام في غربتهما، كما رفاقهما المغتربين.فقد غادرا العراق مُرغَمَين مُجبَرَين بعد الاحتلال الأمريكي الغاشم لبلد الحضارات والأمجاد والمفاخر، لكنَّهما لم يجزعا، ولم يكونا يائسَين في حتمية النصر على القوم الظالمين، من الغزاة المحتلين وأذنابهم العملاء الخائنين.

كانا رحمهما الله صابرَين مُحتَسبَين، في قوة بأسٍ ورباطة جأشٍ وجَلَد منقطع النظير، فالموت بالنسبة للفقيدَين، شهيدَي الغربة، هو بوّابة الدخول الى النعيم السرمدي الخالد، فهما فرِحَان بانتقالهما الى جوار بارئهما الحكم العدل، لما لهما من عطاء ومأثر كثيرة من أجل البعث والعراق والأمة، لم تزل شاخصة في نفوس وقلوب شعبهما ورفاقهما.فليَقرَّا عيناً في دار السرور ان شاء الله.

انَّنا في البعث وإذ نفقد مناضلَين عزيزَين، تميَّزا بصحائفهما الناصعة، فهذا طريقنا ومسيرتنا التي لن تتوقف أو تحيد عن تحقيق أهداف حزبنا المناضل،

ورسالة أمتنا العربية الخالدة، فالبعثُ ولَّادٌ، والمناضلون يواصلون المسيرة الظافرة التي عاهدوا أنفسهم وحزبهم وأمتهم في السير على هُدى البعث العظيم حتى تحقيق النصر الناجز على أعداء الأمة، مهما كلَّف ذلك من ثمن.لقد كانت صفحتاهما ملآنتان بالعِزّ والفخر على المستويَين النضالي والرسمي، فلقد التحق الرفيق حاتم العزّاوي بالبعث منذ شبابه الباكر، وكان قريباً من الرئيس الشهيد صدَّام حسين رحمه الله، حتى قال له مرَّة ( بحياتي لم أرَ أنزه منك ) ، وقد شارك في محاولة التصدي لحاكم العراق الملطَّخة يده بدماء العراقيين الأبرياء ( قاسم ) عام ١٩٥٩ بعد أن أعدم الضباط الاحرار واستباح العراق.واُعتقِل وتشرَّد لأكثر من مرَّة، كما شارك في ثورة ١٧ تموز المجيدة عام١٩٦٨م، وعمل في وزارة الخارجية، ومستشاراً في رئاسة الجمهورية، ثم تبوَّأ منصب رئيس ديوان الرئاسة.وهو حاصل على شارة الحزب عام١٩٨٣، وقد تميَّز الفقيد بجرأته وشجاعته في اتخاذ القرار وقول كلمة الحق، وكان سبَّاقاً لفعل الخير.

وقد انتمى الرفيق ثامر رزوقي للبعث في سنّ مبكرة، واصبح اقتصادي بارع وتميزت خبرته المهنية الرفيعة على صعيد عربي ودولي ، فمثَّل العراق في صندوق أوبك للتنمية الدولية، وخدم امته العربية أميناً عاماً لاتحاد الاقتصاديين العرب، كما عمل سفيراً للعراق في الكويت، ومديراً عاماً للتنمية الصناعية، ثم مديراً عاماً للمصرف الصناعي، وتبوَّأ منصب وزيراً للمالية، ووزيراً للتخطيط بالوكالة، وهو حاصل على شارة الحزب.

كان الشهيدان حاتم وثامر رحمهما الله، مناضلَين نظيفي اليد واللسان والتاريخ، مثالاً للنزاهة والعفَّة والشهامة، والشعور العالي بالمسؤولية، سخروا حياتهم النضالية والمهنية لخدمة وطنهم وامتهم وسيبقى تميزهما وشجاعتهما ونزاهتهما مثالاً تحتذي به الأجيال الصاعدة من رفاق البعث وابناء الأمة.

نسأله تعالى أن يُكرم منزلتهما، وأن يجلسهما في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأن يُلهم رفاقهما وأهليهما ومحبيهما الصبر والسلوان.

مكتب الثقافة والاعلام القومي
١١ / ٢ / ٢٠٢٢






السبت ١١ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والاعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة