شبكة ذي قار
عـاجـل










ما يجري هذه الأيام من سباق ماراثوني سياسي بغيض وأحداث تاريخية ومعطيات جديدة على الساحة العراقية، بعد ما تم من إجراءات ما يسمى بعملية التزوير والتدوير للنفايات (الانتخابات)، وما رافقها من ملحقات ضآلة، والتي اختصرت على فئات وطبقات  محدودة  من المجتمع العراقي، لأقل من 20٪ ، وهم المنتفعون والمستفيدون والمتحزبون والطائفيون، بينما كانت الأغلبية الساحقة بمنأى عن الحضور والمشاركة، لأنهم على ثقة تامة ويقين قاطع، بعدم الفائدة من إجراء مسرحية  الانتخابات، ولا يمكن الخلاص والتحرير والتغيير عن طريق الصناديق، بل سينفد صبر العراقيين قريباً، ويتحول إلى طوفان جارف يعصف بكل هؤلاء المتسابقين من الخونة والعملاء والجواسيس والفاسدين الذين يستمرون في النيل من العراق وشعبه، ونهب الخيرات والثروات التي لا تنضب، لكن سيبقى الشعب العراقي الأصيل لهم بالمرصاد ولكل من تسول له نفسه المساس بكرامة وعزة أهل العراق، حتى تحقيق المطالب العادلة والأهداف المرجوة والخلاص والتغيير والتحرير والنصر المؤزر المبين، بعد أن فشلوا مرة أخرى بإقناع الشعب العراقي، أنهم المحررون المنقذون الاصلاحيون الساعون إلى الخير والإنصاف ومحاكمة القتلة المجرمين السراق الفاسدين وحل الميليشيات الوبائية الولائية المجرمة والعصابات والمجاميع  المسلحة الرسمية الخارجة على القانون، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة الإنسانية وإعادة الأموال العامة والثروات المنهوبة المسروقة المهربة خارج الحدود.

لم يصب شعب العراق الأبي الأصيل بالزهايمر والخرف والنسيان بعد، حتى تمر عليه مرة أخرى كل هذه الخزعبلات والمخيلات المريضة والأكاذيب المفضوحة والوعود الرنانة، والشعب ليس بحاجة ماسة إلى علاجات ومسكنات تعيد له رشده وذاكرته حتى يصدق مرة أخرى، لأن المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين، فضلاً عن المعايشة مع الواقع الأليم المزري الهزيل الملموس، وما يلاحظ ويشاهد من تسابقات ولقاءات محمومة عديدة من أجل الحوارات بين حمير السياسة، الذين يلهثون ليلاً ونهاراً ويركضون وراء المناصب والمغانم والوزارات، ليعشعشوا من جديد على القتل والإجرام والانتقام والفساد واللصوصية، لأن الطغاة الظلام من الطائفيين والولائيين الحاقدين الأشرار، لا يفيد ولا ينفع معهم إلا القوة والمواجهة من خلال وحدة الصف الوطني ورفع صوت الحق والإيمان، ورفض الباطل والعدوان، حتى وإن وصل إلى حد المقاومة الوطنية المسلحة ، التي ربما تكون آخر الحلول والعلاج من أجل الخلاص والتحرير والتغيير وعدم القبول والسماح بالاستمرار في تحقيق الأهداف والأحلام والآمال المريضة، وطردهم من أرض العراق والعودة إلى الجحور التي جاؤوا منها من خارج البلاد.

يبقى موقف الشعب العراقي الصابر المحتسب  حاضراً ومؤثراً، بدءاً من أول يوم الرفض الشعبي والمشاركة بعملية التزوير والتدوير، وما رافق المسرحية وبعدها من مناورات وتحالفات سياسية بغيضة ضعيفة قائمة ومبنية على المصالح المشتركة والمنافع الشخصية والمناصب العليا، لأهداف ومشاريع الأحزاب الفاسدة الضالة البعيدة عن الغيرة والشرف الوطني والأصالة العربية، وهذا الموقف البطولي المشرف ما هو إلا قطرة من بحر، لأن القادم والمقبل والمنتظر للشعب أعظم وأحسن وأفضل، بعد أن تغيرت المعادلة والخارطة السياسية، فلا مساومة ولا مهادنة ولا تصديق وقبول بالمشاريع والخطط والأهداف والوعود من قبل الشعب بعد القناعة التامة، بأن العلاج الحتمي للأفاعي والعقارب الصفراء المسمومة هو الضرب والحبس في أماكنها وتحجيم دورها وتركها في المكان المناسب لها.

فالسنوات الفائتة العجاف، التي مرت على شعب العراق الأصيل المحتسب، قد تعلم منها الدروس والعبر، بعد الصبر الطويل والثبات والتحدي الأسطوري والإصرار والتضحية والمناداة بأعلى الأصوات، هل من منقذ ومغيث ؟!!، لكن لا حياة لمن تنادي، ليستمر العدوان والإجرام والانتقام والخراب والدمار والفساد والنهب والسلب قائماً على قدم وساق، بل التطاول والاستهانة بشعب العراق، وعدم الانضباط والمبالاة بأبسط الحقوق المكفولة ومقومات الحياة والاستخفاف بالحقوق والحريات، وتوفير الأمن والأمان والاستقرار والسلام. 




الاربعاء ١٥ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب رافد رشيد مجيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة