افتتاحية العدد 308 – مجلة صدى نبض العروبة

بين روسيا والغرب وحق اللجوء للحرب

أمريكا تعمل على تمدُّد حلف الناتو وتوسيع قواعده على الحدود الروسية، وهذا الهدف السياسي العام لما كان من حرب باردة وحروب محلية أودت بالاتحاد السوفيتي، لكنها لم ولن تنتهي وتتوقف عند غايات التمزيق التي قد تم إنجازها.

فنزعات إلغاء الاتحاد السوفيتي وإلغائه كقطب موازن للهيمنة الامبريالية لم ولن تتوقف، وقد تصاعدت في السنوات الأخيرة بعد أن بدأت روسيا تستعيد عافيتها وتنمو وتطور قدراتها التسليحية وتنمي اقتصادها، وتعود إلى الواجهة مجدداً حاضرة مؤثرة في الصراعات الدولية والإقليمية.

الحلف الأمريكي الأوروبي يرى في خنق روسيا ومحاصرتها (حق) يؤطره بقصص عن الأمن الأوروبي والدفاع عن النفس وحماية المصالح.

روسيا ترفض انضواء الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابقة تحت المظلة الأوربية، وترى في انضمامها لحلف شمال الأطلسي تهديداً مباشراً لأمن روسيا وتضييقاً للخناق عليها، وترى في منعها عن الأمركة هدفاً حيوياً استراتيجياً لا تنازل عنه.

إن روسيا المتقدمة المتطورة ذات الثقل الدولي المعادل للتفرد الأمريكي تحتاج إلى فضاء حماية وإلى جغرافية مصالح موازية لتلك التي تسعى لها أمريكا وتشن من أجلها الغزوات والحروب والاحتلال والعبث السياسي بمقدرات الشعوب في آسيا وأفريقيا، وخاصة في الجغرافية التي تشكل حافات يابسة ومائية لروسيا.

عن ذلك يعني أن روسيا ترى نفسها صاحبة حق مطلق في الاتجاه للحرب أو التهديد باستخدام القوة كما يحصل الآن.

 تُرى... ما هو موقف حكام العرب من قضايا الحق والباطل واستخدام السلاح والقوة العسكرية والاقتصادية التي تتمسك بها كل دول العالم لحماية استقلالها ومصالحها الحيوية وضمان حقها في البقاء وأقرب مثال على ذلك تهديد إيران لأكثر من قطر العربي وتهديد الأمن القومي العربي بشكل عام؟

الجواب بسيط ومباشر وواضح إن الأنظمة التي انخرطت في غزو العراق لا تجيد التفكير بموضوع الأمن القومي العربي وليس لها ملعب في السياسة بهذا المجال.