شبكة ذي قار
عـاجـل










الاجتثاث أكبر مجزرة في الخدمة المدنية

زينب علي


المجتثون الذين اجتثوا تعسفياً في أكبر مجزرة بشرية تمت في الخدمة المدنية في العراق والوطن العربي بل في العالم كله، هي المجزرة التي ارتكبها بريمر بمساعدة العميل أحمد الجلبي الذي نفق وينتظر حساب الله، تم اجتثاث البعثيين دون سبب ودون تهم فساد جريمتهم التي ارتكبوها هي أنهم ينتمون لحزب البعث العربي الاشتراكي، ظلوا هكذا أكثر من ثمانية عشر سنة، حتى أن القضاء العراقي لم يقل كلمته في حق هؤلاء المظلومين ولم يصدر حكماً بإرجاعهم إلى وظائفهم لأن مسؤولي القضاء ذيول إيران، متناسين أن الله يمهل ولا يهمل.

إن المجتثين الذين هم بدرجة عضو فرقة رجعوا للوظيفة ثم أحيلوا للتقاعد لأسباب واهية، ومن تسلم وظيفته عانى الأمرين لأنه وطني ملخص، لكن حتماً سوف يذكرهم التاريخ جميعاً، لأنهم بناة وطن نزيهين نظيفين، أما جماعة الأحزاب فهم ملوثون سراق فاسدون إدارياً ومالياً ولا يريدون الموظف المخلص النظيف، ويعتبروهم متاريس في طريقهم لكن سوف تصمد هذه المتاريس وتسقط هبل صريعاً بإذن الله تعالى،

هؤلاء الفاسدون الذي جاء بهم الاحتلال لن يستطيعوا الاستمرار في العمل بل ستنكشف سرقاتهم وأفعالهم المشينة المنافية للأخلاق وقيم العمل، أصحاب الأحزاب والميليشيات دهشوا وأصابتهم صدمة كبيرة لما رأوا عمل البعثيين وجديتهم ونزاهتهم وتفضيلهم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

بلا شك أن الذين اجتثوا فيهم الكوادر التي لها خبرات متراكمة في إدارة الخدمة المدنية وفيهم كفاءات وتخصصات نادرة شاركت بدورات تدريبية عليا خارجياً وداخلياً دفعت عليها الدولة الأموال، ويتمتعون بخلق رفيع لم تدين المحاكم فيهم فاسد. ولا فيهم من يزوغ من عمله ولا فيهم من يسخر منصبه آلة للبطش كما فعلها الحاليون لذلك خسرهم العراق.

بخروجهم خسر العراق ثروة وطنية بشرية لا تعوض وأصبحت الخدمة المدنية التي سكنها بوم العمالة وعنكبوت التشفي وضالة الكلاب النابحة، وراح ألقها ومجدها القديم، هؤلاء الفاسدون ديدنهم التشفي والحقد وترسيخه، وهمهم قطع الأرزاق، أما البعثيين يتعاملون بخلق ودين وقدموا نموذج للحلم والتعامل الراقي والعفو عمن ظلم .... ولا يظلمون لأنهم جبلوا على ذلك واستمروا طوال فترة عملهم السابق وفترة اجتثاثهم.

  البعثيون لو سمحت لهم الفرصة سيبدؤون بإصلاح الخراب الذي طال مؤسساتهم وسوف يضعون المصلحة العامة لا الخاصة من أجل تقديم خدمات نموذجية للمواطنين كما كانوا يفعلون من قبل، سوف يكون انتماؤهم للوطن الغالي وهممهم الأكبر الأمانة التي حملت لهم ويؤمنون إن فرطوا فيها سوف تكون عليهم حسرة وندامة عند مليك مقتدر، هم من معدن خاص ونقي يختلفون عن جرابيع الأحزاب الحاكمة.

قوم إذا مس النعال وجوههم    شكا النعال بأي ذنب أُصفع

هذا ما قال المتنبي عندما ضيق عليه أعداؤه وذهب ولم يتحدث معهم بل أرسل لهم رسالة قوية هي هذا البيت، وظل حكمة إلى يومنا هذا يتداولها كل الناس في كل حقبة ولعل المتنبي كان صادقاً حينما قال:

أنا الذي نظر العمى إلى أدبي  وأسمعت كلماتي من به صمم

أنام ملء جفوني عن شواردها  ويسهر الخلق جراها ويختصم

وصيتي للبعثيين بعد يوم التحرير أن لا تصفعوهم بالنعال لأنها سوف تشتكي من ذنب الصفع، علموهم أن العفو عند المقدرة هي شيمة النبلاء والعظماء والأكارم، علموهم أن التعامل لا يكون برد الفعل العنيف تجاههم، علموهم أنكم الأفضل بطبعكم الراقي وخلقكم السمح الذي شربتموه  من فيض دينكم ومبادئكم، علموهم أن الوظيفة تكليف لا تشريف كما كانوا يخالون وظنوا أنهم خالدين فيها يبطشون هنا وهناك ويظلمون هنا وهناك حتى طاف عليهم طائف من ربك وهم نائمون وصاروا يقلبون اكفهم حسرة على سلطان ضاع حين غرة  وهم واجمون ولا يصدقون، علموهم أن الإنسان إذا مات لا يبقى إلا الذكر الحسن.






الثلاثاء ٢١ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة