شبكة ذي قار
عـاجـل










إذا اصطفت الصين وكوريا الشمالية وبلاروسيا على سبيل المثال لا الحصر مع روسيا في حربها الدائرة الآن فإن الأمر بديهي ولا يحتاج إلى عميق تحليل ولا إلى وضع تكهنات وافتراضات ونظريات. فكوريا الشمالية تناصب العداء شقيقتها الجنوبية كون الأخيرة تابعة لأمريكا ولأن الصين شريك تاريخي للاتحاد السوفيتي السابق ولم ولن ينقطع حبل الود مع روسيا التي خلفت الاتحاد الساقط بمعاول أميركا والغرب الامبريالي. والصين أيضا تعيش حالة عداء تاريخية وروتينية مع الولايات المتحدة الأمريكية واستهداف بعضهما البعض قائم وينذر بأخطر ما يمكن ان تواجهه البشرية في تاريخها، بل إننا نزعم أن كثيرين كانوا يتوقعون الحرب بين الصين وأميركا قبل أن تقع الواقعة هناك على الحدود بين روسيا وأوروبا المحاذية لأوكرانيا والتي أغوتها بالانضمام لحلف الناتو لتعمق الشرخ بينها وبين الدب الروسي الخائف أبداً من الناتو وتوسعه باتجاه الأرض المحاذية لروسيا. والصين يمكنها أن تلتقط الفرصة السانحة الآن لتعيد تايوان السائرة في الركب الأمريكي إلى امبراطورية التنين. أما بيلاروسيا فهي روسية بكل المقاييس وجزء من الاتحاد الروسي فعلاً.

 

ما موقع إيران من الإعراب؟

مذ بدأت روسيا الحرب على أوكرانيا قبل ثلاثة أيام ونحن نتابع نوعين من المواقف التحليلية والافتراضية للموقف الإيراني المحتمل، يطرحها نوعين من الناس:

 الأول: يذهب إلى أن إيران عدوة لأمريكا وستستغل الفرصة لتحقق أهدافها كاملة أو جزئياً، ولهؤلاء الناس نقول إننا نعرف إيران شريك في احتلال العراق بل إن اميركا أهدت إيران العراق على طبق من طين وتركتها تنهب ثرواته وتعبث بمقدرات شعبه. بعض الناس نسوا إنهم كانوا يكتبون ويتحدثون ليل نهار عن وقوع إيران في مستنقعات الشراكة مع أميركا وبعضهم استعار تسمية إيران بـ(إسرائيل الشرقية) ولكننا نراهم الآن ونسمعهم ينظرون للدهاء الإيراني الذي سيدفع للتعاون مع روسيا لإرغام أميركا على التساهل في ملف النووي الإيراني.

أظن إن هذا التوجه يحتاج إلى مراجعة من أصحابه، ليقول لنا هل إن إيران عدوة لأمريكا فيسحبوا اصطلاحاتهم وتحليلاتهم التي استمرت لسنوات طوال.

 الثاني: يذهب إلى التعكز على الموقف الروسي في سوريا تحديداً، ويبني على التوافق النسبي بين الروس والإيرانيين مع إننا نظن أن لكل طرف منهما غايات وأهداف قد تصل إلى حد التناقض في سوريا لكنها الانتهازية النتنة لا غير.

 مادياً واستراتيجياً وسياسياً فإن مكاسب إيران في العراق والتي حصلت عليها بتمكين أمريكي مطلق أهم بكثير من مكاسبها في سوريا، فالساحة السورية هي بالنسبة للاحتلال الإيراني مكملة وليست أساسية، وإن نفوذ إيران عبر (حزب الله) في لبنان أهم في كل الحسابات من سوريا. هذا معناه أن إيران ليست عدوة لأمريكا، ونحن العراقيون نعرف تفصيلياً لعبة إيران مع أمريكا في العراق.

نرى أن على العرب في كل أقطارهم أن يؤسسوا لموقف يخدم أمنهم القومي المخترق من كل الأطراف وأن يلعبوها صح هذه المرة، ولو باللجوء للحسابات النسبية وليس للحسابات المطلقة، فأميركا هي العدو الأخطر من معطيات احتلال الأرض ونهب الثروات وإهانة الإنسان وإذلال الحكام. وليتذكر العرب ويدرسوا أسباب الحرب الروسية الأوكرانية بعيداً عن الأمزجة والمزاجية، فهي حرب مصالح وحرب أمن قومي، ومن يذهب إلى احتمالات استمالة أمريكا عبر موقف يعادي روسيا فعليه أن لا يحلم كثيراً، ومن يرونها فرصة للنفخ في القربة الإيرانية وزجها في اقتتال الكبار فعليهم أيضاً أن يتأنوا، فالنظام الإيراني له أعداءه المهمين داخل إيران وخارجها.






الاحد ٢٦ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة