شبكة ذي قار
عـاجـل










البعث في العراق يناضل لتحقيق مرحلة تاريخية جديدة

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق

 

لا شك، بل بكل تأكيد، إن خسارة البعث لقائده الرمز التاريخي الكبير عزة إبراهيم رحمه الله قد كانت لحظة تاريخية فارقة ليس لأن الرفيق الفقيد عزة إبراهيم يحمل من مبدئية رجال البعث ما هو نادر فحسب، وليس لأن الرفيق عزة إبراهيم رجل شجاع شجاعة استثنائية، وليس لأن الرفيق عزة إبراهيم يمتلك خبرات تنظيمية وثقافة موسوعية نادرة، بل يضاف إلى  هذا كله لأن الرفيق عزة إبراهيم يمتلك حصانة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ونائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي لزمن يمتد لقرابة ثلاثين عاماً جنباً إلى  جنب مع الرفيق القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله.

البعث فكراً وتنظيماً راسخ في عقول وضمائر أبناء الأمة، وقادة البعث بقدراتهم وخصالهم وسماتهم كان لها الأثر الطيب في هذا الرسوخ والثبات، كما كان لهؤلاء القادة بما تميزوا به من حكمة والتحلي بأخلاقيات البعث من وأد الكثير من حركات الفتنة أو الردة، لأن البعث فكراً وتنظيماً واضح جلي، غير قابل للتأويل ولا للانحراف عن ثوابته ومبادئه وأدبياته.

لقد كان البعث منذ تأسيسه ولَّاداً للقادة الذين يرون فيه خلاص الأمة فيعملون ويخلصون في عملهم من أجل ذلك، فمنذ القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق ورفاقه القادة، والأب القائد أحمد حسن البكر وشهيد الأضحى القائد صدام حسين، والقائد المجاهد عزة إبراهيم، رحمهم الله جميعاً، وحتى اللحظة كان البعث في طليعة الأمة النضالية مدافعاً عن حقوقها ساعياً لتحقيق أهدافها وتطلعات جماهيرها، ولكنه في المقابل تعرض في مراحل معينة من تاريخه إلى بعض الردات التي أظهرت فشل الساعين لها وقوة وثبات البعث فكراً وتنظيماً. وبعد كل مرحلة من تلك المراحل يخرج البعث أكثر قوة وعزماً وأكثر صلابة وثباتاً، لأنه ليس حزباً نخبوياً ولا فئوياً بل هو حزب الأمة والجماهير.

إن التاريخ لا يصنعه إلا القادة، وقادة البعث منذ التأسيس وحتى الآن صنعوا ويصنعون تاريخاً مشرفاً حافلاً بالتضحيات مطرزاً بالإنجازات، يفتخر به كل أبناء الأمة وليس البعثيين فقط.

ولنا قدوة في صناعة التاريخ التي يقوم بها البعثيون في العراق الآن بقيادة الرفيق المناضل أبو جعفر عضو القيادة القومية للحزب وأمين سر قطر العراق الذي تسنم مهام الجهاد والنضال بعد وفاة الرفيق عزة إبراهيم، وملامح تاريخية اللحظة والحقبة تتلخص بفرض وجود الحزب التنظيمي والفكري العقائدي على الساحة الشعبية الجماهيرية وساحة القوى الوطنية المناهضة والمقاومة للاحتلال والعملية السياسية الاحتلالية، وبالتالي تصعيد مواقفهم الجهادية والنضالية لتحرير العراق.

إن قيادة البعث في العراق تمارس العمل النضالي فكرياً وتنظيمياً، إلى جانب العمل النضالي الجهادي، فلم يتنحَّ البعث عن تثوير الشعب، وهو يناضل لإنجاز مهامه التاريخية عبر تبني صيغ ثورية متجددة، تتغذى بالعمل بين الجماهير وتوعيتها والمشاركة الفاعلة في الفعاليات المدنية التي تقوض العملية السياسية الاحتلالية، وتعمق أزماتها واختلالاتها وفشلها الذريع.

إن قيادة قطر العراق التي يتولى مسؤوليتها  الرفيق المجاهد أبا جعفر رفيق القائدين الخالدين صدام حسين وعزة إبراهيم، المجرب بجهاديته وبتاريخه النضالي وصموده في معتقلات الاحتلال وما بعد الاعتقال تدرك إنها إزاء صناعة تاريخ متجدد للبعث وللعراق ولأمتنا العربية المجيدة.






الاحد ٣ شعبــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة