شبكة ذي قار
عـاجـل










أين العرب من الأحداث الساخنة

منيرة أبو ليل

 

العرب حالياً في سبات عميق وخالٍ من المسؤولية، تدمر الشعب وهو مغيب عن أرض الواقع، ومغيب عما يجري حوله حتى إنه لا يستطيع أن يتخذ أي قرار مستقل بنفسه، لماذا؟ لأنه نسي من هو، ولحق بغيره، وجعل من نفسه رهناً للمحتل حتى وصل به الحال إلى الحضيض، وفقد القدرة في الدفاع عن أوطانه، وجيشه بات مرتزقة يعمل لأجل الغير، ومرهون للبنك الدولي الذي أصبح هو صاحب السيادة العليا في التحكم بالقرارات التي يجب تنفيذها، وحتى الدول الغنية بالبترول فإنها دول مجبرة على تنفيذ ما تؤتمر به، لأنها لا تمتلك السيادة الكاملة وغير مستقل في قرارها ولا تمتلك حرية التصرف في مقدرات أوطانها.

إننا ابتلينا بحكام من ورق، وهم مجرد أحجار تتحرك كأحجار الدومينو، وما يجري على أرض الواقع يثبت بالدليل إننا لسنا دولاً مستقلة بالمعنى الحقيقي، لأنه حين فكر المحتل أن يحتل ويدمر العراق قرر أن يكون الخليج العربي هو القاعدة التي يتحكم بها دون الرجوع إلينا، وحتى حين فرض الحصار على الشعب العراقي كانت حكوماتنا تردد ما يقوله الإعلام المسيس.

إن حقيقة ما يجرى في دولنا العربية من فساد وسرقة ونهب لمقدرات الأوطان هو دور ممنهج لصالح من يتحكم بنا، لأننا لا نشارك كشعوب في اتخاذ القرار، فتواجد القوات الأجنبية فوق ثرى أوطاننا العربية دليل على عدم استقلال أوطاننا.

وإذا عدنا للتاريخ الصحيح نعرف بأن الهدف الحقيقي لدمار العراق وجعله رهين التوجه الصفوي وإحداث المذهبية به كان أكبر درس لهذه الأمة بأنها دول على الهامش العالمي، ولأن العراق  كان دولة مستقلة صاحبة قرار سليم وناجح خشى منه المحتل الصهيوني، لأنه كان يمثل العقبة الوحيدة أمام مشروعه الاستيطاني في أرضنا العربية، والدليل القوي هو التطبيع مع هذا الكيان المسخ الذي أوجده الانتداب البريطاني لنا حين كنا دويلات تابعه له، إنهم لا يريدون شعوباً مستقلة صاحبة قرار سيادي حر وليس مرهوناً بقراراتهم، فكيف نكون أصحاب سيادة ونقول رأينا فيما يجري حولنا ونحن لسنا دولاً مستقلة.

لن نكون أوطاناً حرة إذا لم نستعيد حريتنا بأن نبني نظاماً عربياً قومياً يقوم على أساس احترام وإخلاص الإنسان لوطنه وعروبته والانتماء الحقيقي لها وأن نكون أصحاب اقتصاد حر ليس مرهوناً للغير، وأن نبني أوطاننا بالعلم والعمل والتفاني للشعوب المقهورة التي لم تتذوق طعم الحرية الحقيقي، وأن تكون علاقتنا بالخالق علاقة وجدانية مبنية على الصدق معه لا على العمائم التي عاثت فساداً بنا وكانت الشيطان الذي استقوى به المحتل من أجل خرابنا، حينها نكون أصحاب قرار مستقل ونكون نداً قوياً للعالم.

هذا يجعلنا أن نتذكر بأن حرية العراق هو النصر الحقيقي لنا، وأن نحترم عروبتنا ونجلها أكثر، لأن المحتل استهان بنا حين أنكرنا ماضينا وحاضرنا ونظرنا إليه على أنه المخلص.




الاحد ٣ شعبــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب منيرة أبو ليل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة