شبكة ذي قار
عـاجـل










الفساد والغلاء في العراق وتبعياته

رافد رشيد


من مخلفات العدوان الغاشم والاحتلال الأمريكي الظالم والنفوذ والاستبداد والتسلط الإيراني البغيض على العراق وشعبه الصابر، وجود وحصول ظواهر جديدة دخيلة على المجتمع العراقي، لم تحصل في تاريخ العراق الحديث والمعاصر وفي مقدمتها الفساد بأنواعه والغلاء الفاحش بكل شيء، بعد السنوات الطويلة من الظلم والاضطهاد في ظل حياة قاسية مجحفة تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الرغيد لحاجات إنسانية أساسية بسيطة، فضلاً عن فقدان الأمن والأمان والاستقرار والسلام، وما اتبعته تلك الظواهر من آثار سلبية على النواحي والمستويات كافة.

ففي ظل الفساد والغلاء وارتفاع الأسعار وخاصة هذه الأيام لمستلزمات العيش اليومي ومتطلباته الضرورية اللازمة، يقابله عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بعد أن دمرت وخربت البنى التحتية خلال السنوات الأخيرة، وسيطرة وفرض نفوذ الأحزاب العميلة الفاسدة وطغيان واستبداد الميليشيات الوبائية الولائية المجرمة على القرار وزمام الأمور وفرضها، وقد كشرت أنيابها المسمومة ضد الشعب العراقي المحتسب، ولم يتركوا أي نوع وشكل من الإجرام والخسة والنذالة والانتقام إلا ومارسوه من جرائم منظمة وكوارث مصطنعة يندى لها جبين الإنسانية، فقد نهبوا وسرقوا وفرطوا بخيرات وثروات البلاد التي تجعل الشعب العراقي يعيش في أحسن حال وأحوال، وفق مخطط ممنهج معد ومدروس سابقاً ومتفق عليه بين الأعداء الأشرار الطامعين والذيول والأتباع والعبيد، ومنها تعطيل وعدم تشغيل المصانع والمعامل العملاقة المشهورة بالعراق ومحاربة نشاط الزراعة ،علماً أن العراق بالرغم من الحصار الظالم والعقوبات الاقتصادية المفروضة، وصل العراق إلى مصافي الدول المتقدمة بالإنتاج الزراعي إلى حد الاكتفاء الذاتي قبل الاحتلال الأمريكي وكذلك نشر البطالة المفتوحة لأجيال عديدة، ليبقى الشعور بالإحباط واليأس والتراجع جزء لا يتجزأ من حياة العراقيين والعيش والتحدي الأسطوري لصراع مرير ظالم يضاف إلى المصائب والوقائع التي عاشها أهل العراق، ليستمر الفساد الأخلاقي والمالي والإداري وارتفاع الأسعار الجنونية لتكون عقوبة ومصيبة مثيرة جديدة تضاف إلى أخواتها، لتؤدي من مرور الوقت إلى الموت البطيء للعراقيين، وأكثر من ينعكس هذا الحال وتبعياته على طبقة الأغلبية من المحتاجين والفقراء الذين وصل بهم الحال ليس لديهم الإمكانية على شراء قوت يومهم، وهم يتربعون ويجلسون على بحيرات من الخيرات والثروات الطبيعة وما موجود من أموال وموارد ونعم الله على أرض العراق، لم تتوفر في مكان آخر على وجه الكرة الأرضية، وأن هذه المعاناة التي خنقت العراقيين بسبب هذه الظواهر الضالة المنتشرة، من جراء اتباع سياسة مدروسة ظناً منهم واهمين بسيطرتهم وبسط نفوذهم وانتصارهم على الشعب العراقي الأعزل، واتخاذ بعض القرارات الصادرة الترقيعية ليخففوا الاحتقان والتوتر الموجود بالشعب.

الشعب العراقي الأصيل صامد وثابت وصابر ولم يضعف ويستسلم أو يركع إلا لله رب العالمين، فهزيمة الخونة والعملاء واللصوص والجواسيس والسراق من العراق باتت قريبة، وهي واضحة وحقيقية وواقعة، والله هو المعين والقوي المسدد، والعافية والسلامة للمتقين، وإن غداً لناظره قريب.






الثلاثاء ١٢ شعبــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب رافد رشيد مجيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة