شبكة ذي قار
عـاجـل










أطروحات (زبيغنيو بريجنسكي) وتطبيقاتها في السياسة الخارجية الأمريكية (هل أن امريكا محشورة في مأزق عالمي؟)  

More

المقدمة :

أشرنا في مقال سابق تحت عنوان (أمريكا تتراجع من القمة إلى السفح .. لماذا وكيف ؟) نشرته مواقعنا المناضلة في / أيلول - 2016 ، إلى إننا سنتناول أطروحة المفكر الأمريكي  "زبيغنيو بريجنسكي" بشأن التوجه الأمريكي المخادع صوب العمق الآسيوي و(ترك) منطقة الشرق الأوسط للوكيل الفارسي يقود على الأرض ما يسمى (الحرب على الأرهاب) .

وهنا سنتناول عناصر هذه الأطروحة وأبعاداها الدولية والأقليمية .. حيث تنبع أهميتها من أن هذا المفكر الأستراتيجي الأمريكي البولندي الأصل واليهودي الديانة، الذي عمل سابقاً في جامعة " جونز هوبكنز" وباحثا في مركز الدراسات السياسية والدولية في واشنطن، ومستشاراً سابقاً للرئيس الأمريكي ( جيمي كارتر ) لشؤون الأمن القومي .. كان قد لعب دورًا سياسيًا في منحى التخطيط الأستراتيجي للسياسة الخارجية الأمريكية، من خلال إطروحاته النظرية المتماسكة، التي جاءت مؤلفاته الكثيرة لتصب كلها في مجرى السياسة الخارجية الأمريكية، تشخص أخطاءها الأستراتيجية وتُقوِمْ إعوجاجاتها بقدر من الموضوعية الرصينة المطعمة بالأنحياز المبطن للمعسكر الرأسمالي - الأمبريالي .. ومن مؤلفاته المهمة (رقعة الشطرنج - أورآسيا) و (الفرصة الثانية)، فيما تقع أهم نظرياته في التخطيط السياسي - الأستراتيجي، (الضرب في أسفل الجدار) و (إيقاظ الأصوليات) .. حيث تَبَنتْ الأدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض سياسة الحرب على الأرهاب حتى الوقت الحاضر والتي بلغت ذروتها من خلال الصراعات الأقليمية والمنافسات الدولية ونتائج إستنزافاتها الأقتصادية والبشرية تحت دعاوى العولمة وصراع الحضارات ومحاربة الأرهاب .

عناصر الأطروحة الـ (بريجنسكية) وأبعادها الأستراتيجية :

أولاً - إن تراجعًا ( نسبيًا ) لحق بأمريكا .. وهذه مخادعة ذات طابع استراتيجي .

ثانيًا - وإن أمريكا لم تعد القوة الأمبريالية الكونية التي كانت وهو (إعتراف بتراجع مكانة هذه الدولة .. ولكن ذلك لا يعني أنحدارها ستراتيجيًا .!!  .

ثالثًا - وإن تراجع أمريكا قد ترك ( فراغًا ) . (والملفت، حسب رأيه، عدم وجود قوة كونية يمكن أن تملء هذا الفراغ ، وهو الأمر الذي يستدعي أن تعيد أمريكا النظر بسياساتها ضمن أطر عمل ذات طابع إستراتيجي .. سواء كان في صيغة معالجة الأولويات أو الشروع بتحالفات ستراتيجية تجمع بينها وكل من الصين وروسيا، للمشاركة في وضع ستراتيجية محددة تعني بمحاربة الأرهاب ، في ضوء إعترافها بصعوبة تعاملها لوحدها، مع ما أسمته العنف في الشرق الأوسط .. وهو تفكير يستدعي - حسب بريجنسكي - عدداً من الخطوات بإتجاه العمق الآسيوي..  وعلينا هنا أن نحترس من هذه المفردات والمسميات وما يختفي خلفها من أهداف .

رابعًا - وإن روسيا ( متشنجة ) من أفول إمبراطوريتها .

خامسًا - وإن الصين صاعدة بثبات كندٍ ومنافس لأمريكا .

سادسًا - وإن أوربا لن تصبح قوة عالمية .

سابعًا - وإن العنف في العالم الأسلامي جزء منه مرده ظلم القوى الأوربية .. ويمكن أن يتوحد المسلمون لمواجهة العالم الخارجي (أوربا) ، وأن العالم الأسلامي هذا يعيش خلافات تاريخية داخل الأسلام ذاته .. وهنا يبدو بريجنسكي تحريضي ويدعو الى التصادم مع اوربا .

وقبل الحديث عن إطار العمل السياسي - الأستراتيجي الذي رسمه ( بريجنسكي )، والذي تبنته امريكا كما توضح الأحداث منذ سقوط الاتحاد السوفيتي مروراً بظهور نظام خميني عام 1979 وما جرت من كوارث الحرب في افغانستان والحرب على العراق ولح الآن ، لا بد من تحليل عناصر الأطروحة السبعة ذاتها، بغية الوقوف على الأهداف والغايات الكامنة خلفها وبين طياتها، طالما إعتاد ( بريجنسكي ) على أن يخفي شيئًا ليعبر عن مرمى آخر يخلط فيه المعاني والمقاصد :

- يشير ( بريجنسكي ) إلى أن أمريكا تعيش تراجعًا نسبيًا . وهذا يتطلب إعادة النظر في (تشكيل ميزان القوى العالمي) في ضوء قوتها الأقتصادية والسياسية والعسكرية ، وتبعًا للمتغيرات الأقليمية ، ويرى في ذلك توجهين :

الأول - نحو تحالف ستراتيجي يجمع (أمريكا وروسيا والصين) يمكنه التعامل مع (العنف) في الشرق الأوسط .

الثاني - إقناع الصين بأن حيادها إزاء الأزمات الأقليمية (قد لا يكون عاملاً يسهل عليها الصعود الدولي) .. وهنا ، يُلاحَظْ :

1 - أن هذه العبارات تنطوي على شيء من تهديد مبطن يربط بين صعود الصين وإشتراط تعاونها مع أمريكا في شكل تحالف لمحاربة ما أسماه بريجنسكي بـ (عنف) الأزمات الأقليمية.

2 - كما ينطوي مثل هذا الطرح على محاولة جر الصين لمستنقع الشرق الأوسط (سوريا) مثلاً ، كما دخلته روسيا وما تزال تعاني من إشكالية الخروج منه بأقل الخسائر وبنتائج سلبية قليلة غير مؤثرة - ظناً من موسكو أنها تستطيع أن تعمل نوعًا من الـ Compromise )  أو صفقات تسوية للحالة القائمة بين وجودها العسكري في سوريا والحالة القائمة في أوكرانيا، وتجنب الأستنزاف وعقوبات غربية جديدة - .

3 - ومثل هذان الهدفان حقيقيان، ولكنهما يتستران على تنفيذ أهداف مشروع الشرق الأوسط الكبير، والذي تورطت أمريكا في أحد خطوطه حين تعرضت لكيان الدولة التركية، وتغاضت عن تمدد إيران في المنطقة العربية بصيغة إجتياح إرهابي قل نظيره في التاريخ الحديث، على وفق نظرية الدومينو Domino Theory ) ) الفاشلة سيئة الصيت حيث أسقطت اقطارًا عربية قطرًا بعد آخر .. من العراق إلى ليبيا فتونس واليمن ولبنان، وتلكأت عند سوريا - تدمير البلد وتهجير الشعب العربي السوري  وتحييد مصر ووضعها أمام خيارين لا ثالثة لهما، إما التقوقع والمحافظة على الوضع الراهن مع الكيان الصهيوني أو تفكيك الجيش وإشاعة الفوضى .. إلى تجميد بعض بلدان الخليج العربي، وتشجيع النظام الصفوي على تقويض أركان المملكة العربية السعودية ومحاولة إنتزاع الزعامة الأسلامية منها وتجييرها صوب (كربلاء) في خطوة اخرى ترمي نحو ( قم ) حيث تكتمل أهمية الزعامتان السياسية والدينية وهما طموح غير مشروع للنظام الفارسي العدواني .. هذا هو الهدف من إستدارة أمريكا نحو العمق الآسيوي، بعد أن شَرْعَ الكونغرس قانون الأدانة رسميًا وتركته إدارة أوباما لسلفه، سيفًا مسلطًا على رقاب السعوديين .!!

- مسألة ( الفراغ ) الناجم عن الموقف السلبي الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وعدم وجود من يملء هذا الفراغ ،. ويرى (بريجنسكي) أن يتم ذلك من خلال التوصل ألى تحالف يتشكل من كل من ( أمريكا وروسيا والصين ) لملأ الفراغ على قاعدة (محاربة الأرهاب) .. فيما تحاول أمريكا أن تثبت صدق توجهها في عدم إتخاذها أي موقف في المنطقة منذ هروبها من العراق عام 2011 ، فضلاً عن موافقة (أوباما) على صفقة نزع الكيمياوي من سوريا بإتفاق مع  (روسيا وإيران وإسرائيل) مقابل التراجع عن (قرار - أوباما) بضرب نظام دمشق .

بيد أن حقيقة الفراغ هو ( إيهام ) ستراتيجي بترك الساحة لعبث النظام الصفوي - الفارسي كأداة تدمير وتغيير ولإعادة تشكيل خرائط جديدة على وفق الرؤية العامة لمشروع الشرق الأوسط الجديد  والرؤية الفارسية التي تنطوي على (التجريف والتهجير والأستيطان والتفريس)،  وكل هذا يصب في المشروع الصهيوني ولا يتعارض معه .. وهنا يتوجب إيقاف التمدد الفارسي بكل الصيغ والوسائل الممكنة والمتاحة، وإشغال النظام الفارسي في الداخل .

- روسيا متشنجة ، لأنها مخنوقة ماليًا وسياسيًا ومهددة أمنياً، وتحاول أن توسع من دائرة نفوذها عن طريق القوة، ولكنها تجابه بوسيلة الأستنزاف .. وتتعامل موسكو مع طهران تعاملا سياسيا وعسكريا لا يقوم على الشراكة الأستراتيجية .. ورغم ذلك تدرك موسكو أن طهران تربط مستقبلها بواشنطن وأوربا .. ومع ذلك تضع موسكو في إعتبارها أن يدها دائما هي العليا في القرار، إذ لولا موسكو لما كان لطهران من وجود على أرض الشام حتى نظام دمشق .. وهذه حقيقة شاخصة .. أما أنها متشنجة فهذا صحيح، لأنها قد لا تعرف كيف تخرج من حالة الإستنزاف ، كما إنها لم تعد إشتراكية ولا رأسمالية إنما براغماتية - أوليغارشية ومن الصعب وصفها بالأمبراطورية .. ولأنها تتعامل مع نظام ثيوقراطي – أوليغارشي في طهران. (*). !

- أوربا لن تصبح - حسب بريجنسكي - قوة عالمية .. وهذا تخطيط أمريكي ليس جديداً إذ يعود إلى الفترة التي قررت فيها فرنسا تشكيل (قوة عسكرية) خاصة بها في حلف شمالي الأطلسي وبطريقة مستقلة عن قوات الحلف ومستفزة للسيد الأمريكي،  وفي (قمة الدول الـ ( 27 ) في براتيسلافا أقر الأتحاد الأوربي سلسلة من الأجراءات، على خلفية خروج بريطانيا من الأتحاد، ومنها 1– إنشاء قيادة عامة أوربية موحدة لتنسيق كل العمليات المدنية والعسكرية الأوربية 2-والتأكيد على الدفاع الأوربي المشترك)  إذا ما اختارت أمريكا النأي بنفسها ، يجب على أوربا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها .. هذا ما قاله هولاند الرئيس الفرنسي السابق في القمة المذكورة .. فيما تأتي ألمانيا على قائمة التجسس الأمريكي على قادتها .. كما لم تهتم أمريكا بإنهيارات دول الأتحاد الأوربي (البرتغال واليونان وأسبانيا وإيطاليا) ، بل ودفعت من طرف خفي على خروج بريطانيا من الحلف الأطلسي، لتتساقط قطع الشطرنج الواحدة تلو الآخرى ، حسب (نظرية الدومينو) . ولم تتوقف عن العمل مع ( فتح الله غولن ) على تقويض كيان الدولة التركية، رغم أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي ، وباتت تتفرج وتثير صراعات ومشادات بين دول الأتحاد وتركيا على خلفية موجات الهجرة الناجمة عن الحروب الأمريكية المفتعلة في الشرق الأوسط .. وبعد كل هذا أفتى ( بريجنيسكي ) بأن أوربا لن تصبح قوة عالمية .. وهو هدف أمريكي يتلخص بمنع ظهور أي قطب على المسرح السياسي الدولي .. بيد أن هذا الأمر غير محسوم ولن تقرره أمريكا .

- والمهم في شأن ما أسماه (بريجنسكي)، العنف في العالم الأسلامي، هو إعتراف صريح وواضح بأن جزء من هذا العنف مرده ظلم القوى الأوربية ولم يقل الأستعمارية من ناحية، وإن (الأسلام) يعيش داخليًا حالة خلافات من ناحية ثانية .. وكما نرى أن الخلافات في معظمها، هي صنيعة السياسة، كما لم نجد في الأسلام خلافات إنما إجتهادات .. والفرق كبير بين المفهومين .. فالسياسة هي التي تفرق في المفاهيم وتخلق التناقضات والتصادمات والحروب المذهبية والأهلية.!!

ثم يستخدم ( بريجنسكي ) مفردات - الصراع الأسلامي الأسلامي - ، وهو بهذا التوصيف يزرع إسفينًا ويشيع مصطلحات وينوع في مسالك الصراع ، صراع (إسلامي إسلامي داخلي) وصراع (إسلامي إسلامي خارجي - سنه وشيعه) و صراع (إسلام حقيقي معتدل وإسلام غير حقيقي متطرف) وصراع (إسلام صحيح وإسلام مزيف) . وكل هذه المفردات باتت راسخة في قواميس الصراع والحروب والاعلام السياسي الغربي والصهيوني .. والغاية هي تفسيخ الأسلام وتمزيق المسلمين وتدمير العرب حاضنة الأسلام الحنيف لصالح القوى المعادية للأمة العربية، (أمريكا  وإسرائيل وإيران).!!

ثم يشير (بريجنسكي) إلى إحتمال أن يتوحد المسلمون، إذا ما تمكنوا من تصفية خلافاتهم، لمواجهة العالم الخارجي .. والمقصود مواجهة الغرب .

والمعروف : أن بريجنسكي هو أول من وضع نظرية إستيقاظ الأصوليات قبل أكثر من أربعة عقود وخطط للصراعات الراهنة .. والهدف هو تمزيق (الدول) العربية بأداة الصراعات الطائفية من أجل عدم تمكين القوى المناهضة للغرب من توحيد صفوفها حيال قوى العالم الخارجي المعتدية.. وكان النظام الايراني احد اهم اركان نظرية استيقاظ الاصوليات التي جاء بها بريجنسكي  .

فهل تراجعت أمريكا فعلا أم إنها غيرت في أدوات نهجها، خاصة وهي مقبلة على صفحة تتضمن تعاملات جديدة تشترط وسائل تتلائم مع نهج الأدارة المقبلة عند تعاملها مع صفحة  (محاربة الأرهاب) على مستوى العالم ؟ :

1 - تُعِدُ إدارة أوباما قبل خروجه من البيت الأبيض لصياغة شاملة تتعلق بسياسة الولايات المتحدة النووية ترتكز على ثلاثة مبادئ :

أولاً - الأمتناع عن توجيه الضربة النووية الأولى في أي نزاع نووي حول العالم .

ثانيًا - تخفيض الميزانية المعدة لتحديث وتطوير الترسانة النووية.

ثالثًا - تأخير أو إلغاء تطوير صواريخ بالستيه عابرة للقارات ذات قدرات نووية فائقة.

وهذا معناه .. أن ادارة أوباما قد نسفت مبدأ الضربة الأستباقية في السياسة الخارجية، على الرغم من ان هذا المفهوم واسع وشامل ولا تحده حدود مخاطر الحرب النووية التي لا تبقي شيئاً على الأرض ولا تذر .. بيد ان الأمر يبقى في إطار ظاهري لسياسة تمرير عناصر السياسة الخارجية الامريكية .. والحقيقة إن أمريكا ما تزال تعمل على خلاف ذلك ولم تتوقف عن رفع ميزانيتها العسكرية الى ( 692 ) مليار دولار عدا ميزانيتها النووية غير المعلنة والتي تكشف عنها معطيات التطوير ذاتها لدى المجمع الصناعي العسكري الامريكي .. فقد أنفقت أمريكا ( 597.5 ) بليون دولار خلال الفترة 2015 - 2016 ، وهو الرقم الذي يشكل 3.3% من الناتج القومي الجمالي، فيما أنفقت عام 2007 قرابة ( 557.00 ) بليون دولار، حيث تشكل هذه الانفاقات 4.3% من الاجمالي العالمي الذي يقدر باكثر من ( 1.6 ) تريليون دولار سنويا - المعهد العسكري للدراسات الاستراتيجية - .

والكذب الامريكي تكشفه مخاوف العالم والذي يشير الى القنبلة الجديدة العابرة للقارات بوزنها الخفيف وتأثيرها القوي الواسع (وزن قنبلة هيروشيما ( 5.1 ) كيلو - طن، فيما القنبلة الجديدة ( 17.0 ) كيلو - طن، تم نشرها في قواعد أوربية وشرقية كقاعدة ( إنجيرليك ) التركية.!!

- التطوير الأمريكي لم يتوقف كرادع، وخاصة تطوير القنبلة النووية التكتيكية بكلفة نحو ( 1) تريليون دولار .. وهذا يعني أن أمريكا تحاول أن تستثمر عناصر قوتها المتطورة على أي طاولة مفاوضات .. حيث أن طبيعة المفاوضات تشترط صناعة القوة على الأرض وفي المصانع والمختبرات والخزانة المالية وخطط المخابرات .. هذا هو عالم الصراع الراهن .. وكل من موسكو وواشنطن تحاولان أن تضعا الآخر أمام خيار من إثنين، إما القبول بسياسة الأمر الواقع  وإما الركون إلى الأستنزاف والخاسر هو الضعيف إقتصاديا وقياديا .. فيما انتهت الصين من صناعة صواريخ بالستية بعيدة المدى (رياح الشرق - من طراز ( D.F - 21 - D ) مخصصة لتدمير حاملات الطائرات، ومداها يصل إلى ألف كيلومتر تطلق إلى الغلاف الجوي كمرحلة أولى ثم يتم توجيهها نحو أهدافها (حاملات الطائرات الحربية) وبسرعة تصل حوالي ( 3500 ) كلم في الساعة .. الأمر الذي يجعلها خارج إطار الرصد والصواريخ المضاده .. فالتنافس جارٍ، وسباق التسلح هو الآخر يجري بصورة مرصودة .. وهذا مؤشر على خروج مفهوم الحرب من حالته التقليدية الى حرب الفضاء.!!

فهل في الأفق الدولي محور (أمريكي بريطاني) تحيط به كندا واستراليا واليابان وإيران ، يستبعد أوربا ويعزز مكانة (إسرائيل) ؟ :

- قدمت أمريكا - أوباما لطهران ( 400 ) مليون دولار مع فوائد تأخيرية بلغت ( 1.450 ) مليار دولار تحت ذرائع غير منطقية .

- وقعت أمريكا - أوباما على وثيقة تمنح (إسرائيل) مساعدات عسكرية بقيمة ( 38) مليار دولار على مدى ( 10) عشر سنوات - تحت سياسة الولآية القادمة للبيت الأبيض - حيث أكد أوباما (إن توقيع الوثيقة يشكل أكبر إلتزام بتقديم مساعدات عسكرية ثنائية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية) .. في وقت لا توجد فيه تهديدات جدية للكيان الصهيوني في المنطقة بعد تدمير عناصر القوة لدى الدول العربية في العراق وسوريا وليبيا وتونس وتحييد مصر كلياً .. ويبدو إن ضخامة المساعدات العسكرية هذه تشير إلى الدور الذي ستلعبه (اسرائيل) خلال العقد القادم في شراكة ستراتيجية مع إيران تحت مظلة الرئيس الجديد " ترامب " القادم إلى البيت الأبيض.!

سلوك ( أوباما ) الفاضح في كراهيته للعرب وللمسلمين، يشير إلى أن ولآيته المنتهية تمهد لتحولات كبيرة على مستوى الشرق الأوسط واوربا وآسيا على وجه التحديد، تلعب فيها (اسرائيل) الدور الأكبر مع الدولة الفارسية مادامت أمريكا قد أسقطت خطوط القوة في المنطقة العربية وحييدت بعضها الآخر، ووضعت المنطقة على حافة التفكيك والتقسيم .. غير مدركة بأن مستقبل المنطقة ليست خرائط ومرتسمات على الورق إنما هناك شعوب قادرة دائمًا على تحويل مجرى التاريخ بما لا تشتهيه الأمبريالية الأمريكية والثيوقراطية الفارسية والعنصرية الصهيونية والأولغارشية الروسية .!!

د. أبا الحكم

16/03/2022

* ) الأوليغارشية .. نظام الأقلية السياسية التي تمسك بالمال والنفوذ .

* ) الأثيوقراطية .. نظام ديني يستمد الحاكم فيه سلطته مباشرة من الآله .



 






الجمعة ١٥ شعبــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة