شبكة ذي قار
عـاجـل










 

التكامُل العُضْوِي لأهدافِ البَعْث

 شَكَّلَ المُرتَكزات الشامِلَة لنَهْضةِ الأمّة

 

مطهر الشيباني – اليمن

 

تطل علينا الذكرى الخامسة والسبعين لميلاد حزبنا ...حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1947م.  بعد مخاض شاق وطويل لأمتنا العربيه المجيده وتضحيات جسام قدّمها شعبنا العربي للنهوض والتحرر من قيود التخلف والتبعية والإستبداد والإستعمار والتجزئة وتحريرالأراضي العربيه المحتله...

والذي اثمر عن ولادة حزب الرساله الخالدة المعبِّر عن اماني وطموحات جماهير امتنا العربيه من المحيط الى الخليج لتحقيق أسمى وأعظم أهداف الامة المتجسِّدة في ثالوثه المركزي المقدس...في الوحدة والحرية والاشتراكية.


فالوحدة العربية هي أمل الجماهير في استعادة وتوظيف القوة العربية بكافة اشكالِها وتسخيرها لتحقيق النهضة القومية المطلوبة وعودة العرب لأداء دورهم الحضاري في العصر الحديث..

والحرية ...هي ضمانة الحقوق الإنسانية للمواطن واطلاق الطاقات الخلاقة والقدرات الابداعية الدفينة للإنسان العربي وتوفير الحافز الطوعي للانخراط في مسيرة إعادة بناء الامة والانسان..

والإشتراكية...هي الحل الأمثل لتحرير المواطن العربي من آثار العَوَز والفقر والتمييز الطبقي والاجتماعي ...والمرض والأمية والجهل ...

 

وبهذا التكامل العضوي بين الأهداف قدم البعث للأمة العربية مرتكزات الحل العملي الموضوعي المتداخل والشامل لكافة مشاكلها ...والرد التاريخي  الصحيح على كافة التحديات التي تواجهها ..لذلك كان البعث اول حركة نضال تحررية  واجتماعية شاملة الفهم وعميقة الادراك لترابط جميع اوجه الازمات والتحديات في الوطن العربي ...بل كانت تلك أهم ماميز البعث عن باقي الاحزاب والحركات التقليدية التي وُجِدَت قبله او رافقت نشأته .

 

اليوم وإذ تواجه امتنا العربيه اخطر مراحل التآمر الامريكي الصهيوني الفارسي عليها فاننا في حزب البعث العربي الاشتراكي قيادات وقواعد

نؤكد دوما وابدا على ان البعث وعقيدته القومية الاشتراكية واستراجيته التحررية هي الحلّ الموضوعي الأقدر والأجدرعلى معالجة مشاكل الامة كلها.

فلقد اثبتت التجارب في السنين الماضية. بل واكدت على صواب طروحات البعث ومواقفه تجاه كافة القضايا الحاسمه .


فخلال مسيرته العملاقة وخاصة منذُ سنة 1991م  تصدى البعث لأخطر واشرس هجوم تدميري شنته امريكا الامبرياليه واخواتها الدول الغربيه الاستعماريه وربيبتها الكيان الصهيوني  وعملائها الفرس المجوس اعداء الوحدة العربية على الامة العربية ممثلة بقاعدتها المحرَّرة العراق العظيمبالامس القريب والتي بقت اليوم بمقاومتها  بل بانتفاضتها المباركة الشجاعة شوكة في خاصرة اعداء الامة كلهم  مهما اختلفوا.

ولذلك فان محاولة ابادة وتدمير الامة العربية  بجميع اقطارها بدأت في العراق وضده  من اجل تقسيمه واحتلاله وانهاء دوره القيادي في حركة التحرير الوطنيه والقوميه ومحاولة اجتثاث ليس فقط انجازاته التاريخية العظيمة التي تحققت في مجالات بناء الانسان بعد تحريره من الفقر والاميه والمرض والتمييز الطبقي واعادة بناء الدوله والمجتمع . بل ايضا اجتثاث هوية العراق العربية وتمزيقه وتحويله الى كانتونات متصارعه طائفياً وعرقياً ومصلحياً  وهذا ما نشهده اليوم..

 

ومن الاهميه بمكان ان نعود الى نقطة البدايه بترتيب الاحداث ...فمنذُ ثورة البعث في 17 تموز عام 1968م في العراق التي عملت منذُ الوهلة الاولى على تصفية شبكات التجسس الصهيونية واقامة الاصلاح الزراعي والثورة الزراعيه الجذرية في الريف. واصدرت بيان الحادي عشر من مارس اذار1970م الذي حقق الحل السلمي للقضية الكرديه والحكم الذاتي لابناء الشعب الكردي .وأممت نفط العراق في الأول من حزيران يونيو عام 1972م  وقادت مسيرة التنمية والبناء الاشتراكي ذو الافق القومي .فقد تجاوز البعث الخطوط الحمراء وكسر القيود التي وُضِعَت امامه من قِبَل الدول الاستعمارية ولاسيما امريكا والكيان الصهيوني .

 فقام بإعداد الآلاف من المهندسين والعلماء والفنيين في جميع اوجه تخصصات الحياة. وهم الذين صنعوا عراق التقدُّم والإنجازات الاجتماعية  التي اجبرت الامم المتحدة والعالم على الاعتراف بان العراق يتقدم بخطي سريعه للوصول الى مستوى الدول المتقدمة .

 وعلى المستوى القومي فقد رفضت ثورة البعث في العراق احتلال فلسطين واستمرار تكريس هذا الاحتلال من خلال تبنّيها سياسة تقوم اساساً على عدم التفريط بأرض فلسطين التاريخية ورفض جميع المشاريع الصهيونية والحلول الاستسلامية .ِ فكان العراق بقيادة البعث رقماً صعباً امام تلك المشاريع سواء من خلال مواقفه الوطنيهة والقومية او من خلال بناء القوة الذاتية العراقية العربية خصوصاً في مجالات الأمن والإقتصاد والتكنولوجيا والتقدم العلمي وانشاء قوة فعاله تستطيع ردع الاعداء ثم تحرير الارض .

 

وتأسيسا على ماتقدم عرضه أُستُهدِفَت ثورة البعث في العراق بالعدوان الايراني الفارسي المجوسي البغيض في بداية الثمانيات والذي دحره شعب العراق المجاهد وجيشه الباسل في 8/8/1988م والذي كان نصراً وطنياً وقومياً ..ولكنه كان مدعاة لاستهداف العراق في العدوان الثلاثيني الغاشم سنة 1991م والحصار الجائر. ثم العدوان الامريكي الاطلسي الصهيوني الفارسي سنة 2003م الذي استهدف البعث والعراق والأمة ورمزها الرفيق القائد المجاهد صدام حسين شهيد الحج الاكبر باغتياله صبيحة عيد الاضحى المبارك قبل خمس عشر سنه ونيف خلت.

 

وهاهم ابطال العراق ورجالاته من مجاهدي البعث والمقاومه العراقيه الباسلة يواصلون جهادهم البطولي مستلهمين ذكرى ميلاد البعث بتصعيد جهادِهم واستمرار انتفاضاتهم  بوجه تركات الامريكان والصهيونية والصفوية الفارسية.

 

ان ذكرى ميلاد البعث  هي ذكرى فخر واعتزاز تعمِّق تصميمَنا على مواجهة التحديات الخطيرة التي تعيشها كافة اقطارنا العربية من خلال استلهام الدروس من تجاربنا وتأكيد صواب منطلقاتِنا القومية الاشتراكية التحررية واستراتيجية عملنا القومي. فبالنضال بكل اشكاله وبتوحيد وحشد طاقات وصفوف كل الوطنيين العرب، ومن كافة توجهاتهم، تستطيع الأمة اختصار طريق التحرير وتضحياته .

 

ان ذكرى ميلاد حزبنا العظيم  حزب البعث العربي الاشتراكي لَمناسبة غالية وعظيمة نتذكر فيها تضحيات شهداء الامة العربية الابطال الذين لولا تضحياتهم بارواحهم لما تحقق للامة تعزيز اداءها الثوري المتمثل ب(البعث) وترسيخ مسيرَته الجهادية، وتثبيت مفاهيمه ومبادئه ونظريته وفي مقدمتهم الرفيق القائد المجاهد الشهيد صدام حسين الذي ضرب اروع امثلة البطولة والتضحية والفداء واندرها وهو يواجه مشنقة اللئام .

 كما أن أولئك الرفاق الذين اعتُقلوا وأسِروا وواجهوا التعذيب في سجون الأسْر، هؤلاء مهَّدوا للإنتصار العظيم على الغزو الامريكي ..ويمهِّدون الان للانتصار مجدداً على ورثتهم الفرس المجوس باذن الله تعالى.

 

واخيرا  نحيي تحية اعزاز واجلال واكبار الرفاق القادة المؤسِّسين وفي مقدمتهم الرفيق القائد الأستاذ احمد ميشيل عفلق ..رحمهم الله الذين زرعوا بذور البعث وأسسوا عقيدته ورسموا خطوط امتداداتها بافاقها البليغه .

 كل الحب والوفاء للرفاق الخالدين ابداً الشهيد صدام حسين ورفاق دربه القائد الاب احمد حسن البكر.. و الرفاق الشهداء الأمين العام عزة ابراهيم  وطه ياسين رمضان وطارق عزيز وكل شهداء العراق والبعث والأمة العربية..

 

والله اكبر..

 






الجمعة ٦ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مطهر الشيباني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة