شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذا تعلمت من مسؤولك الحزبي؟

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 


سؤال طرحه أحد الرفاق الأحبة بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لميلاد الحزب، وأعجبني، وقررت الإجابة عليه بما تجلبه لي ذاكرتي دون زيادة ولا نقصان.

سأكتب فقط ما قد صعد إلى ذهني من مسيرة تقاربُ ٥٣ عاماً حضرت فيها الاجتماعات الحزبية دون انقطاع كل أسبوع أو كل شهر حسب الظروف وتأثيرات الزمان والمكان.

حضرت اجتماعات في طقس ساخن جداً تصل حرارته إلى ٥٠ درجة مئوية في الظل وفي ناقص ١٠ درجة مئوية تحت الصفر أو أقل ربما وكنا نتجمد بانتظار استجابة السيارة لمحاولات تشغيلها بعد مغادرة مكان الاجتماع.

اجتمعت في بيوت ومدارس وكليات وجامعات وحارات آمنة، وأخرى يحيط بها التحسب والترقب والخوف، اجتمعت مع رجال وماجدات طيلة هذه الأعوام والسنين، أتذكر بعضهم بمواقف طريفة وأخرى بعيدة عن الرغبة في الذكر والتذكر والاسترجاع. كان بعضهم جاداً زيادة عن اللازم وبعضهم طريفاً وساخراً زيادة عن اللازم. بعضهم كان يحضر برغبة جامحة وآخر يحضر (لإسقاط فرض فحسب)، بعضهم يحضر لتأكيد الذات وآخرين يحضرون لتأكيد هوية الأمة.

عموماً: بعض ما تعلمته من الاجتماعات الحزبية:

إن الاجتماع الحزبي هوية بعثية، وسمة من سمات البعث، من يتلكأ في تأديتها فهو حزبي أكثر مما هو بعثي.

تعلمت أن الاجتماع الحزبي واجب بعثي يستوجب تحضير موضوع ثقافي ومناقشته وتحضير تقرير حزبي عن حاجات الحارة والمحلة والمدينة والفلاحين والطلاب والموظفين وعموم المواطنين لإيصاله للمسؤولين.

تعلمت أن الاجتماعات الحزبية محطات نضال لتحقيق الأهداف وهي مدارس تعلم البعثيين حب وطنهم وأمتهم وسبل خدمتها.

تعلمت أن أمارس النقد والنقد الذاتي لمن هم داخل الحلقة التنظيمية المجتمعة أو خارجها، حيث النقد والنقد الذاتي هو سلاح الثوار لتقويم أي اعوجاج أو خلل أو عثرة أو خلل.

تعلمت أن الاجتماع الحزبي هو خزينة الثوار وخزان أسرار الحزب وخصوصياته.

تعلمت أن البعث هو طريق تحقيق ذات الأمة عبر تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.

تعلمت أن الحزب هو تنظيم يخدم العراق والأمة العربية معاً ولا شيء يخدم العراق لوحده دون أن يأخذ مداه القومي، فالبعث لم يستلم السلطة في العراق من أجل العراق فقط بل خدمة للأمة من ساحة العراق.

تعلمت أن فلسطين جرح قومي نازف وعلاجه بيد كل عربي وليس بيد الفلسطينيين فقط.

تعلمت أن أثق برفاقي وأحبهم وأصون أعراضهم وممتلكاتهم من عوائل وأسرار وخصوصيات.

تعلمت أن الثرثرة خارج الاجتماعات وأطر العمل الداخلية خيانة للحزب وضرر بالغ يدمر ركائزه.

تعلمت أن الكسب الحزبي من الشعب غذاء البعث وطاقاته المتجددة وروافد نموه التي لا تنقطع.

تعلمت أن ساعة الاجتماع الحزبي هي ساعة صدق وشجاعة وبناء ينمو دون أن تراه العيون لأنه بناء للذات الشخصية والوطنية والقومية.

تعلمت الالتزام المطلق بما علي تأديته، حتى إني حضرت جانباً من الاجتماع الذي صادف يوم زفافي وكانت فرصة لدعوة رفاقي لحضور العرس.

تعلمت أن الاجتماع محطة تعلم وتعليم لذلك كنت غالباً ما أصحب معي كتاب ودفتر وقلم.

تعلمت أن الاجتماع الحزبي شرط من شروط الانتماء للحزب بدونه لا تتحقق باقي مستلزمات الانتماء النضالي الذي يشرف الرجال. في الاجتماع الحزبي تعلمنا جوهر البعث ولذلك لم تهزنا عواصف الرياء والكذب والادعاء والتزوير التي أنتجتها عقول الكراهية للأمة العربية ومنهجها الخالد. 




السبت ٧ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة