شبكة ذي قار
عـاجـل










في الذكرى 75 لمولد البعث الخالد  حوار  بين البعث وحزب البعث  من خلال بدايات التأسيس  - الحلقة الاخيرة

 

زامل عبد

 

وهنا لابد من التركيز على ان المرحلة التي سبقت تأسيس الحزب تتركز على خلق الجيل الجديد الذي سيتحمل لاحقا المسؤولية التاريخية في إطار الحزب ،  وكان التركيز في بناء هذا الجيل يقوم على الجانب العقائدي والأخلاقي وليس السياسي ،  فهو جيل لا يفهم ما كانوا يسمونه سياسة ، لأن الحق لا يحتاج الى براقع ، ولأن القضية العادلة لا تقبل التكتم  لذلك اتسم أسلوب عمل الجيل وحركته بالعمق والحوار والاقناع والتثقيف لأن القضية القومية أصعب وأكثر تعقيدا من أن يستطيع تيار واحد أو حزب واحد أن يفي بحاجاتها وأن يقوم بحلها أو يستوعبها إذاً هي بحاجة الى جهود الجميع والوعي الايماني بقدر الامة ومستقبلها ، والى آراء ووجهات نظر مختلفة تتكامل ويصحح بعضها بعضا  ، كما  أن كل خلاف بين الأحزاب يجب أن يقف أو ينتهي إذا تعرضت سلامة الوطن للخطر ، هذا إذا لم تكن سلامة الوطن نفسها هي سبب الخلاف  ، وقد اكد الحزب على هذه المفاهيم باستراتيجية العمل الجهادي - الجهاد والتحرير - ما بعد الغزو والاحتلال في 2003  ، وان معارك الامه  التي خاضها العراق ضد العدوان الصفوي الجديد والثلاثيني  كتبت بأحرف من النور أفكار البعث وانها العودة الى خط الشروع القومي  بهذا الأفق الرحب صاغ القائد المؤسس مشروع البعث الحضاري لكل الأمة العربية، وعمل على بناء الحزب كأداة لهذا المشروع. إلا أنه لم يجعل من هذا الحزب معادلا موضوعيا للواقع العربي، أو الأداة الوحيدة لتحقيق نهضة الأمة.. وإنما خص له مكان الطليعة.. ووضع له شروطاً قاسية حتى يكون ( حزب البعث ) مجسد ا لمشروع الأمة ومحركا لجماهيرها وقواها وميدانا لخلق وتربية الانسان العربي الجديد المتكامل الشخصية غير المستلب الواثق من نفسه وأمته وحضارتها  ، يقول القائد الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله {{  صحيح أن دور المؤسسين هو بصورة عامة دور متميز في الحركات الوطنية والقومية والتقدمية ، ولكن الذي ميز دور الأستاذ ميشيل عفلق كونه قد حافظ في جميع مراحل حياته النضالية على هذا المستوى التاريخي الذي صمم على أساسه مشروعه القومي الحضاري  ،  فالحزب لم يكن بالنسبة إليه مجرد تنظيم مهما اتسع إطاره القومي وأحكم بناؤه ولا مدرسة فكرية تبشر بالثورة والنضال فحسب  وإنما هو جسد وروح وكائن حي في المجتمع ، والقومية في مفهومه هي عروبة وإسلام .. أي رسالة إنسانية  والاشتراكية هي علم وروح ، والحرية هي ثورة روحية قبل كل شيء ، لذلك تقدم الثقل الروحي في شخصية أستاذنا الراحل على ما عداه  }}  ، إذاً لقد كان البعث أولا ثم جاء الحزب  كما يقول القائد الشهيد الحي صدام حسين  رحمه الله في عام 1993  {{  وبقيا حالتين تردف إحداهما الأخرى وقد يتراجع الحزب عن البعث مرة ، ويلحق به مرات  فإن لم يكن الحزب بمستوى البعث ، فإن البعث يبقى حاله ويبقى الحزب شيئا آخر مختلفا  ،  ولكن لكي نحقق حزب البعث  لا بد أن يكون الحزب في سلوكه ، وفي نماذجه وفي استعداده وفي روح التضحية والايثار بين منتسبيه بمستوى البعث العظيم  }} ، وعلى هذا الأساس دخل القائد الشهيد الحي صدام حسين  رحمه الله  القادسية الثانية – قادسية صدام المجيدة  - والمنازلة الكبرى - أم المعارك الخالدة - بمنطق البعث أي المشروع النهضوي الحضاري لكل الأمة وليس بمنطق الحزب لذلك نجح في توحيد قوى الأمة الحية بمختلف أحزابها وتياراتها وجماهيرها حول شعارات ومشروع البعث في أم المعارك لهذا خاطب القائد الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله  أعضاء المؤتمر القطري العاشر - مؤتمر الجهاد والبناء -  في عام 1991 قائلا {{  لقد ثبتم على الموقف ، وتحملتم ما تحملتم أنتم وشعبكم العظيم من اجل هذه الرسالة ومعانيها وأهدافها وشعاراتها ، ولم تركعوا عند أول تهديد جدي ، ثم تطووا رسالتكم وترحلوا عن ميدانها ، كما يفعل المدعون  غير الصادقين ، وغير الأمناء في دعواهم .. وهذا ما كان يريده أن يحصل ، بل ويتمناه خصومكم وأعداؤكم لتنتهي دعوتكم ورسالتكم ويتحول البعث من بعث رسالة ، أو رسالة للبعث الى مجرد حزب سياسي ، حتى بعد السقوط الذي كانوا يمنون النفس به خاسئين ، ويتصورونه ممكنا ، خسئوا وخاب فألهم السيئ  }} هكذا تجسد المشروع الذي صممه وصاغه المرحوم القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق وترجمه القائد الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله  فكانت القادسية الثانية  وأم المعارك الخالدة بمستوى البعث العظيم تعبيرا صادقا عن طموح القائد المؤسس رحمه الله ومنظوره الحضاري التاريخي لتفتح صفحة جديدة اكثر نضجا وتقدما وتضع الحزب أمام مسؤولية كبيرة للرقي الى هذا المستوى الجديد مستوى البعث والرسالة  ،  كان وما زال حزبنا البعث الخالد  في العراق دوما هو الحصن المنيع لفكرة البعث ونضاله ، هذا الحزب نشأ ونما وكبر في قطر من أهم أقطار العروبة ، هو القطر الذي تدافع فيه العروبة عبر التأريخ  دفاعا يوميا عن وجوده

 

 

 

عاش البعث وعاشت الامة العربية وعاش العراق سيفا بتارا" بيد رجاله الاصلاء

 

المجد والخلود للمرحومين القائد المؤسس  أحمد ميشيل عفلق والشهيد الحي صدام حسين  ولشهداء العروبة الاكرم منا جميعا

 






الاثنين ٩ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة