شبكة ذي قار
عـاجـل










ذكريات من الحياة الرفاقية والوفاء لرجال البعث

فوزي عبد الجليل

 

من أجمل ما ميز البعث هو الروح الرفاقية والعلاقات الاجتماعية بين رفاق البعث، واتسمت تلك العلاقات بالمحبة والوفاء، نضجت فيها الكثير من الحالات وتطورت إلى التقارب العائلي والمصاهرة، مما أعطى للحياة الحزبية متانة وتقربا كبيرا بين رفاق الدرب.

ما أن دخلت المرحلة المتوسطة، حتى تم كسبي لتنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي وانتمائي رسمياً له في العام ١٩٧٣، ولم يكن لدي ما يمنع تحقيق ذلك كوني من عائلة مناضلة وعايشت النضال والمطاردة وأنا طفل صغير.

وفي العام ١٩٧٤ وبعد الإعلان عن تأسيس الاتحاد العام لشباب العراق بفروعه منظمات الطلائع والفتوة والشباب، حيث تم ضمي إلى الفتوة وفق العمر.

وارتبطت باللجنة المحلية في منطقة الإسكان والتي تتبع لها عدة مناطق من الشالجية والطوبجي إلى المنصور.

وكانت لدينا نشاطات أسبوعية كل جمعة إضافة إلى معسكرات في مختلف المناطق ودورات تدريبية بمختلف المجالات.

وفي العام ١٩٧٥ تعرفت لأول مرة على الرفيق سيف الدين المشهداني الذي كان مسؤولاً عن شؤون الرياضة في اللجنة المحلية، وتوطدت علاقتي معه كثيراً بعد ان أصبح مسؤولي الحزبي في نهاية السبعينات، ثم على امتداد السنين ولغاية خروجه من سجن الاحتلال حتى اختطافه من قبل داعش الإجرامي.

عشت معه ذكريات السنين في السبعينات والثمانينات والتسعينات رغم تباعد ظروف عملنا ولكننا كنا نلتقي في المناسبات ونتذكر الأحداث الصغيرة والكبيرة.

وفي إحدى المناسبات الرسمية نهاية الثمانينات كان هناك احتفالاً  في المسرح الوطني حضره الرفيق المرحوم عزة إبراهيم وأعضاء القيادتين القطرية والقومية، وكان المسرح ممتلأ بالكامل مع وقوف الكثير على الجانبين وكان الشهيد أبو أحمد يلقي كلمة بالمناسبة وأنا كنت متواجد بحكم واجبي الرسمي، ولمحت بالصدفة الرفيق (سيفي) وهكذا كنا نناديه، واقفاً على جنب قرب الباب نظراً لاكتظاظ القاعة وكان يومها رئيساً لاتحاد الطلبة والشباب، فذهبت إليه مسرعاً دون تردد مني وسحبته من يده لأجلسه في الخط الأول أمام المسرح مباشرة ورغم امتناعه لكني أحرجته وأخذت بيده وأجلسته أمام الرفيق أبو أحمد الذي كان يلقي كلمته، وقلت له هذا مكانك الحقيقي.

وافترقنا وهو أصبح عضو القيادة القطرية وفي مطلع التسعينات دخلت لفندق الرشيد بواجب رسمي لوجود مؤتمر شعبي عربي فيه، لاحظت تواجد مجموعة من أعضاء القيادة والوزراء والمسؤولين واقفون على شكل حلقة كبيرة  وكان الرفيق أبا يزن يتحدث معهم، فسرت بجانبهم محاولاً تجاوزهم وسمعت صراخ الرفيق سيفي منادياً باسمي بأعلى صوته ويطلب مني الحضور إليه، فذهبت إليه وما أن سلمت عليهم حتى احتضنني وقال لهم، أتعلمون إنه هذا هو الشاب الذي كنت أكلمكم عنه، وكم كان وفياً معي ليجلسني بأفضل مكان في القاعة لأن وفاءه وغيرته الحزبية دفعته لفعل ذلك.

كان آخر تواصلي معه بعد إطلاق سراحه من المعتقل لغاية سقوط الموصل واختطافه من قبل داعش ثم مطالبتهم بفدية من أجل إطلاق سراحه، وخلال الاتصال الذي حدث معه، رفض تلبية أي طلب لداعش وصرخ بشجاعة فائقة وبصوت عال أن لا تعطوهم شيء إنهم مجرمون.

ونحن نستذكر الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لميلاد البعث العظيم، كان لا بد لنا أن نستذكر رجال البعث الغيارى وقيادات البعث التي صدقت بالقول والفعل وقدمت أغلى ما عندها روحها من أجل البعث والوطن والأمة.

المجد والخلود لشهداء البعث والوطن.




الاثنين ٩ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فوزي عبد الجليل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة