إلقاء الضوء على نشأة الحزب

منيرة أبو ليل

إن من يتابع مسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي منذ نشأته يعرف أنه قام على أساس قوي متين ولأنه برز من العدم حيث كانت الأمه العربية ترزح تحت جميع الانتدابات المختلفة وأوسخها الانتداب البريطاني والفرنسي، لهذا كان على المؤسسين اتخاذ أجرأ قرار لحماية هذه الأمة من نير الانتداب وهو أن المطالبة بالاستقلال لنكون شعباً حراً

إن القادة المؤسسين كان همهم الوحيد كيفية خروجنا واستقلالنا، لهذا أنشئ الحزب ليكون النواة الأولى لهذا الاستقلال، فكان زكي الأرسوزي هو أول من أنشا الإحياء العربي عام ١٩٣٦ ليأتي بعده، المفكر العربي السوري ميشيل عفلق ومعه المفكر صلاح البيطار بأحدث نهج جديد ودمج الإحياء العربي، وأصبح اسمه حزب البعث العربي وتعني بالمفهوم النهضة القومية عام 1947ليكون النواة الأولى لمشروع الوحدة والنهوض بالأمة والاستقلال وهدفه الوحيد أن يكون لنا اقتصاد حر بأيدي شباب هذه الأمة. 

ومن ثم انتشرت هذه المبادئ بين الأقطار العربية، من سوريا ثم الأردن واليمن وتعمق في العراق، أخذ زمامها رجال البعث على عاتقهم فأخرجوا الاحتلال البريطاني والفرنسي من بلادهم لهذا وقف البعث أمام تحديات كبيرة ومهمة في تاريخه لأنه أراد أن يكون ذا شأن عظيم ومحرر لشعوبه التواقة للحرية والتعليم والصناعة التي حرموا منها عقوداً طويلة.

وإذا تحدثنا عن مسيرة البعث في العراق خلال سنوات الحكم الوطني فهي الصورة المشرفة له حتى وصل به الأمر بأن يكون الأوحد بين جميع الأقطار بالتميز لأنه طور من نفسه ومن الحزب وجعله الشعلة التي تنير درب الوطن وجعله القبلة الأولى لما وصل إليه العراق في التطور والحداثة حيث صار حديث العالم الغربي لأنه اكتسب سمعة كبيرة في قوة الجيش العراقي وصناعته وتطوير البترول لمصلحة الوطن وحتى التنافس عليه، لهذا هم يخشون من هذا الحزب لأنه بالواقع لا يشبه أحزاباً أخرى. وعلى هذا الأساس قام الاحتلال الأمريكي بإصدار قرار اجتثاثه ظناً منه إنه بهذا الاجتثاث يكون وضع حداً للتحرر، ولكن ثبت إن البعث باقٍ لهذا نعرف أن أي ثوره تقام في العراق أساسها هم رجال البعث لأنهم أصحاب رسالة مؤمنين بها، فثورة تشرين الحالية هي بالتأكيد امتداد لثورة توز.

ويبقي البعث المدرسة التي ينهل منها أي حر وشريف...