تحرير الفاو...عيد وطني لكل العراقيين

زينب علي

إن تاريخ مدينة الفاو يعود إلى 2500 ق.م وحسبما تشير اللُّقى التاريخية، إلى أن الملك الآشوري سنحاريب أطلق عليها (ريبو سلامو) أي باب السلامة، وكانت الفاو منطقة مغمورة بمياه الخليج العربي.

مدينة الفاو تقع في جنوب محافظة البصرة على بعد 100كم، وتتميز بكثرة جداولها وأنهارها، وتشتهر بالنخيل وتنتج أكثر من (42) صنفاً من أجود أنواع التمور، تشتهر بمنتجاتها البحرية كالأسماك والروبيان، والملح وأشجار الحنة، أغلب السكان يعيشون على مهنة صيد الأسماك، أصبحت الفاو ميناء العراق الرئيس عام 1931م، تم افتتاحه من قبل الملك فيصل الأول، اكتسب موقع الفاو على رأس الخليج العربي أهمية كبيرة بالنسبة للعراق. 

بعد احتلال مدينة الفاو في شباط 1986م، مباشرة بدأت القيادة العسكرية وعلى رأسها قائد القوات المسلحة الرئيس القائد صدام حسين مرحلة تحرير الفاو، ووضعوا الخطط والتدريب المطلوب لأن المدينة كثيرة الممالح، فهناك صعوبات تواجه عملية التحرير، واختارت القيادة أن يكون التحرير في شهر رمضان المبارك لأسباب نفسية ودينية.

الفاو ليس قطعة أرض بل هي مدينة استراتيجية مهمة، وتعتبر وسادة مدينة البصرة ثغر العراق الباسم، اغتصبها العدو الصفوي، ونهب خيراتها، ودمر معالمها، وتم تحرير الفاو في 1988/4/17م في أول يوم من شهر رمضان وسميت العملية (رمضان مبارك).

احتفلت الجماهير في عموم العراق بتنظيم تظاهرات ومسيرات حاشدة حاملين صور الرئيس القائد صدام حسين والعلم العراقي، وقامت العديد من الماجدات بالتعبير عن فرحتهن بالنصر بالهلاهيل، وقام الاطفال بارتداء أجمل الملابس ورفع العلم العراقي والسير على الأقدام في الشوارع احتفاء برفع العلم العراقي على أرض الفاو .

يمثل يوم (تحرير الفاو) يوم العزة والنصر لدى الشعب العراقي، حيث استطاع الجيش العراقي الباسل أن يقوم بتحرير مدينة الفاو بأكملها، من الاحتلال الإيراني الصفوي الحاقد، وطردهم مخذولين منكسرين، يجرون أذيال الخيبة والخذلان.

الفاو أول مدينة عربية محتلة وتم تحريرها من قبل جيش العراق المقدام الذي رفع رأسنا عالياً، استردت كامل أرض الفاو...

إذن... يوم تحرير الفاو هو عيد وطني لكل العراقيين.