شبكة ذي قار
عـاجـل










الأحواز السليبة والدور العربي المفقود


زامل عبد

 

قضية الاحواز العربية  وبيعها لعائلة البهلوي من قبل بريطانيا  تعد وعد بالفور الثاني الهدف منه  تقويض أي نهوض قومي عربي بدلالاته الإقليمية والدولية  والتأريخ وثق ذلك بان البريطانيين مع الإيرانيين اتفقوا من أجل احتلال الأحواز وتم لهم ذلك بعد أن شعرت بريطانيا أن المرحوم الشيخ خزعل الكعبي  بات يشكل خطراً على مصالحهم في مياه الخليج العربي  فأرادت أن تستبدله ببديل آخر يكن لها الولاء ، إلا إن حساباتهم كانت في غير محلها حيث اعترفت بريطانيا فيما بعد أن أكبر خطأ اغترفته في تاريخها بالخليج العربي هو أنها تعاونت ضد الشيخ خزعل وأسقطت إمارته وسلمتها لشاه إيران رضا بهلوي  ،  فأخذ النظام الإيراني قديمة وحديثه  أي شاه نشاه او ملالي يتحرك من اجل إعادة المجد الفارسي الصفوي  وهذا الذي يتحقق الان  ،  وكان أبناء الاحواز  برسالتهم  قد نبهوا النظام العربي من خلال جامعة الدول العربية الى  حجم المخاطر  والكارثة القومية  واطرح مقتطف  من الرسالة  الموجهة  الى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية  في حينه  {{  طال أمد صبر الشعب العربي الأحوازي وصموده الأسطوري أمام الهجمة الإيرانيّة العنصريّة الشرسة  ،  فعلـّق شعبنا الأبي الكثير من الآمال على جامعة الدول العربيّة الموقرة وتوجه إليها بالعديد من الرسائل  ، إلا انه -  للأسف الشديد -  لم يحصل على الرد المرضي والمطلوب ، ممّا جعله يخوض نضاله المرير ضدّ الدولة الإيرانيّة المتغطرسة وآلتها العسكريّة الطاحنة بمفرده ، دون تلـقــّي أدنى دعم أو مساندة من قبل أشقائنا العرب  ، ونخشى ما نخشاه بان قيام أشقائنا العرب بإدارة ظهرهم لقضيتنا العربيّة العادلة والمشروعة ،  قد يؤدي إلى تقليص هذه الآمال ، الأمر الذي سيولد شعوراً لدى المواطنين الأحوازيين بعدم رغبة العرب بتحمّل مسؤولياتهم القوميّة والتاريخيّة تجاه الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب العربي الأحوازي ، وما ينجم عنه من ردّة فعل قد تؤدي بدورها إلى تصرّفات خاطئة في التوجه إلى جهات معادية للدول العربية الشقيقة ،  خاصة وان الأحواز أصبحت مؤخراً محط اهتمام العديد من الدول الطامعة في منطقتنا العربيّة  ، إن استمرار بقاء الوضع الراهن في الأحواز ، يتنافى وما ينصّ عليه ميثاق جامعة الدول العربية الذي يؤكد على الدفاع العربي المشترك  ويشكـّل خطورة بالغة على أمن واستقرار المنطقة برمّـتها ، خاصة وان الدولة الإيرانيّة تستغل هذا القطر الحيوي الذي يشكل الجسر الرابط  بين الوطن العربي وآسيا الصغرى ، لأغراض عدائية تجاه الأمة العربية ، ويتبيّن ذلك جلياً من خلال تدخلها السافر في العراق وكذلك في الشؤون الداخلية للدول العربية في الخليج العربي ، وانتهاج سياسة ترويج المخدرات والانحراف الديني الذي يعد اخطر أنواع الإرهاب الفكري }} ولكن لم تكن هناك اذن صاغية لان هناك من له لا يرغب الوقوف بالند من المنهج الإيراني الصفوي الذي يمثله نهج الملالي المتمثل بتطلعات ما يسمى ولي امر المسلمين  الذي تنص عليه  نظرية ولاية الفقيه التي تعد الان هي المنهج الفعلي للنظام الإيراني في كل مناحي العلاقات الاقتصادية والسياسية والفكرية والعسكرية من خلال اذرعها التي تمكنت من انشائها كموضع قدم متقدم للنظام الإيراني في العراق وسوريا واليمن ولبنان  وباقي اقطار الوطن العربي و العالم الإسلامي  ، والسؤال المهم والحيوي ونحن نستذكر جريمة غزو الاحواز العربية وضمها الى ايران في 20 نيسان 1925 كيف ستتحرر الأحواز وتعود الى الحضن العربي  ،  فأقول من أهم الأسباب المؤدية إلى عودة الأحواز إلى الحضن العربي هو إبراز قضية الأحواز على الصعيد العربي والدولي وتسخير كافة الطاقات الإعلامية لتسليط الضوء على بشاعة وحقد النظام الإيراني الشاهنشاهية والصفوي الجديد وإظهار المذابح والمجازر الوحشية التي قام بها ، وقبل ذلك يجب أن نرسخ مفهوم واقعي وهو أن قضية الأحواز لا تقل أهمية عن قضية احتلال أي دولة عربية  ،  و تدعيم دور الإعلام الغائب وتفعيله فإن من بعض العوامل المساعدة في عودة الأحواز حرة عربية هي دعم أهلها دعماً معنوياً ومادياً فالفقر قد أكل وشرب من أبناء الشعب الأحوازي المقهور والخيرات تجري من تحت أقدامه وهم يعيشون الفقر المدقع بل غالبيتهم يعيشون تحت خط الفقر واجدها فرصة مناسبة بالمطالبة بدعم أبناء الأحواز دعماً سياسياً ومادياً لأن جلاء المحتل الصفوي لا يكون إلا بدفعه وتركيعه ولا يجب أن يستقبل العرب ما عمدت إليه القيادة الصفوية من ترسيخ مفهوم قوة وجبروت النظام الإيراني الفارسي الذي ينشط في الكذب والخداع والوهم فنظام طهران نظام هش قابل للسقوط هذا إذا ما علمنا أن الشعوب الإيرانية قاطبة شعوب محتقنه وترفض سياسة التسلط التي يمارسها آيات طهران وقم  - ملالي الدولارات -  وللتذكير فإن إيران بلد قوميات وعرقيات ومذاهب وأديان متعددة ويسهل اختراق هذا النظام الحاقد إذا ما عمد العرب والمسلمون عامة إلى وضع استراتيجيات على أسس صحيحة هدفها تحجيم الدور الصفوي  الجديد  في المنطقة ومن ثم مد اليد والمعونة لدعم أبناء الأحواز وعندها يسهل لدولة الأحواز أن تخرج من قفص الاحتلال الصفوي ويسعد أبنائها في عدل وحرية وحياة كريمة من دون إذلال ولا كراهية  ،  والقول بأن الأحواز ستتحرر قريباً إذا ما هب العرب والمسلمون لنجدتها وتوفرت النية الصادقة لذلك

 

المجد والخلود لشهداء الاحواز العربية

 

عاشت الاحواز حرة عربية  وشوكة بعين الصفويين الجدد

 






السبت ٢١ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة